المغرب يفكك في ضربة استباقية خلية إرهابية مرتبطة بداعش

الرباط – إنجاز جديد يحسب للأجهزة الأمنية في المغرب، بعد اعتقال عناصر خطرة لخلية إرهابية كانت تتحضر لتنفيذ عمليات داخل المملكة، وذلك في إطار المقاربة الاستباقية لمواجهة التهديدات الإرهابية.
وتمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، صباح اليوم الثلاثاء، من تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم داعش، ينشط أعضاؤها بمدينتي تيزنيت وسيدي سليمان، وذلك في إطار الجهود المتواصلة لمواجهة مخاطر التطرف العنيف وتحييد التهديدات الإرهابية التي تحدق بأمن المملكة وسلامة المواطنين.
وذكر المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في بيان أن هذه العملية الأمنية النوعية التي باشرتها عناصر القوة الخاصة لفرقة التدخل السريع مكنت من توقيف أربعة متطرفين، تتراوح أعمارهم ما بين 22 و44 سنة.
وأضاف البيان أن عمليات التفتيش المنجزة بمنازل المشتبه فيهم مكنت من حجز معدات شبه عسكرية من بينها سترة تكتيكية وخوذة ومنظار تسديد وقناع، بالإضافة إلى مخطوطات ذات طابع متطرف، ومجموعة من الدعامات الإلكترونية سيتم إخضاعها للخبرات الرقمية اللازمة.
وتشير المعلومات الأولية للبحث، أن عناصر هذه الخلية الإرهابية انخرطوا في عمليات مشبوهة من أجل توفير الموارد المالية والدعم اللوجيستيكي اللازمين استعدادا لتنفيذ مشاريع إرهابية بالمملكة بغرض المساس بالنظام العام.
ولفت البيان إلى أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم الموقوفين في إطار هذه الخلية الإرهابية تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث التمهيدي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب، وذلك للكشف عن جميع مخططاتهم ومشاريعهم الإرهابية، وكذا تحديد كافة الارتباطات والامتدادات المحتملة لهذه الخلية الإرهابية التي تؤشر مرة أخرى عن تنامي المخاطر الإرهابية.
وهذه الضربة الاستباقية ليست الأولى من نوعها في المغرب، فقد نجحت الأجهزة الأمنية بفضل يقظة قواتها حنكتهم في التعامل مع هذه الجرائم الإرهابية في تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية كانت آخرها في الثالث من مايو الحالي عندما تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك خلية إرهابية تتكون من 5 عناصر موالين لتنظيم "داعش" الإرهابي، تتراوح أعمارهم ما بين 22 و 46 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهم في التحضير لتنفيذ مخططات إرهابية تهدف إلى المس الخطير بالنظام العام.
وفي يناير الماضي استطاعت الأجهزة الأمنية تفكيك شبكة إرهابية مكونة من 4 عناصر تتراوح أعمارها ما بين 35 و40 سنة، بكل من مدن طنجة والدار البيضاء وبني ملال (شمال) وإنزكان (وسط)، والتي تنشط في مجال تجنيد وإرسال مقاتلين من أجل الالتحاق بفرع تنظيم داعش، بمنطقة الساحل جنوب الصحراء.
وتمكن المغرب من إجهاض 500 مشروع إرهابي، و215 خلية إرهابية منذ سنة 2002، وذلك وفق آخر الأرقام الرسمية الصادرة عن تقرير “منجزات وزارة الداخلية” برسم سنة 2023.
وبحسب الأرقام ذاتها، فمنذ بداية سنة 2023 تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية من تفكيك 6 خلايا إرهابية، خلص منها إلى توقيف 21 شخصا، وذلك في سياق عمليات استباقية متفرقة، شملت مناطق الناظور، واشتوكة أيت باها، ثم سوق الأربعاء الغرب وتطوان والعرائش وطنجة وإنزكان أيت ملول.
كما لعب المغرب سنة 2023 دورا حاسما في تجنيب شركاء دوليين حمامات الدم، وآخر تدخلاته في هذا الصدد ما خلص إليه التنسيق المغربي – الإسباني في إفشال مخططات إرهابية كانت تستهدف مدينتي الناظور ومليلية المحتلة.
وعمل المغرب على إعادة النظر في منهجية التعاطي مع الظاهرة الإرهابية بعد حادثة مايو 2003، بالدار البيضاء، حيث تم اتخاذ العديد من التدابير والإجراءات المتنوعة، والتي أثبتت نجاعتها.
وبعد مرور 21 سنة على عملية الدار البيضاء، حقق المغرب نتائج مهمة حيث استطاع أن يدحض الخطر الإرهابي بتفكيك العديد من الخلايا الإرهابية وإحباط الكثير من المخططات في دول كثيرة من العالم، جعلته يحظى بإشادة دولية في مكافحة الإرهاب والتطرف.
حيث جاء التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية صادر في مارس الماضي مليئا بالثناء والمديح للأدوار التي تلعبها الرباط في التصدي للظاهرة وإحباط الكثير من المخططات في نقاط كثيرة من العالم.
وأبرزت المجلة الإلكترونية لوزارة الخارجية الأميركية أن المغرب يرسخ مكانته باعتباره فضاء للسلام والاستقرار في منطقة تواجه العديد من التحديات.
وأشارت إلى أن المملكة، التي تعد أحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة خارج حلف شمال الأطلسي، تضطلع بـ"دور محوري" في الجهود المبذولة على الصعيد الإقليمي، في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.