المغرب يعزز قدراته الدفاعية بتسلم أول دفعة من مروحيات أباتشي

الرباط - أعلنت القوات المسلحة الملكية المغربية، الأربعاء، استقبال 6 مروحيات قتالية من طراز "أباتشي "إيه إتش-64 إي"، في إطار جهود تحديث قدراتها الدفاعية وتعزيز جاهزيتها العسكرية، في أحدث صفقة مع الولايات المتحدة تعكس مدى تنامي التعاون العسكري بين الرباط وواشنطن.
وذكرت القوات المسلحة، في بيان نشرته عبر حسابها على فيسبوك، أن مراسم استقبال المروحيات جرت في القاعدة الجوية الأولى بسلا، قرب العاصمة الرباط.
وحسب البيان حضر المراسم الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبداللطيف لوديي، وعدد من المسؤولين العسكريين والوزراء، إلى جانب وفد أميركي رفيع المستوى برئاسة الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم).
وأوضحت أن هذه الخطوة تنفيذا لتعليمات العاهل المغربي الملك محمد السادس، مشيرة إلى أن اقتناء هذه المروحيات يعكس الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة في مجالي الأمن والدفاع، كما يسهم في تعزيز القدرات الدفاعية للقوات المسلحة المغربية.
ويمثل وصول هذه الدفعة من مروحيات "أباتشي" خطوة مهمة نحو تعزيز القوة الدفاعية للمغرب وترسيخ مكانته كقوة إقليمية. كما يعكس التعاون المتزايد بين المملكة والولايات المتحدة التزام المغرب بتحديث قواته المسلحة وفق أعلى المعايير الدولية، لضمان جاهزية دفاعية تواكب التحديات المستقبلية.
وتعد "أباتشي " من طراز "إيه إتش-64 إي" من أهم المروحيات الهجومية في العالم، ويستخدمها الجيش الأميركي وعدد من الجيوش حول العالم.
وهي مروحية متعددة المهام وعالية التسليح، وتتميز بقدرات قتالية عالية، بما في ذلك القدرة على حمل مجموعة متنوعة من الصواريخ، جو-أرض وجو-جو، مما يجعلها سلاحا فعالا في العمليات العسكرية، وفق ما أكد الخبير العسكري عبدالرحمان مكاوي في تصريح لموقع "هيسبريس".
وأوضح مكاوي أن سرعتها تبلغ حوالي 300 كيلومتر في الساعة، ويمكنها التحليق على ارتفاع يصل إلى 6 آلاف متر. كما أنها مزودة برادار مستقل يمنحها القدرة على رصد وتتبع الأهداف، بل والتحكم في الطائرات المسيرة "الدرون"؛ وهو ما يعكس أهميتها في الصناعات الدفاعية المغربية التي تعتمد بشكل متزايد على الطائرات بدون طيار في المديين القصير والمتوسط.
وأكد الخبير العسكري أن هذا النوع من الطائرات تمتلكها فقط دول قليلة؛ من بينها الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، ومصر، والمغرب، وإسرائيل.
وتابع "من المتوقع أن تعزز هذه المروحيات الكفاءة الدفاعية والهجومية للقوات الجوية الملكية المغربية، بل يرى بعض الخبراء العسكريين أن امتلاك المغرب لهذا النوع من الطائرات سيُحدث توازنا استراتيجيا في المنطقة، خاصة أمام الجزائر التي تعتمد بشكل أساسي على سلاح المدرعات والدبابات".
وأبرز أن قدرات "أباتشي" "إيه إتش-64 إي" القتالية، تتميز بقدرتها الفائقة على استهداف وتدمير الأهداف العسكرية بدقة عالية، بفضل الصواريخ الموجهة بالليزر التي تحملها، والتي تُستخدم لضرب الأهداف المتحركة والثابتة على حد سواء.
وذكر أنه من المقرر أن يقتني المغرب ما بين 24 إلى 36 طائرة من هذا الطراز. وقد شاركت هذه المروحيات بالفعل في مناورات عسكرية مكثفة، مثل تمرين الأسد الأفريقي، حيث أثبتت القوات الجوية المغربية كفاءتها في التعامل مع أحدث التكنولوجيات العسكرية التي تنتجها شركة “بوينغ” في أريزونا بالولايات المتحدة الأميركية.
وحسب مكاوي، فإن طائرات "أباتشي" "إيه إتش-64 إي" تتميز بتنوع تسليحها، حيث تشمل: صواريخ "ستينغر" المضادة للطائرات والمسيرات، مما يمنحها قدرة دفاعية إضافية، ومجموعة متنوعة من الصواريخ الموجهة عالية الدقة، ومدفع رشاش عيار 30 ملم قادر على استهداف المركبات المدرعة والأفراد بدقة كبيرة.
وقال مكاوي إنه "باقتناء هذه المروحيات المتطورة، يكون سلاح الجو المغربي قد وصل إلى مستوى متقدم، يُقارِب جيوشا أوروبية وأخرى تابعة لحلف الناتو، وفقا لدراسات عسكرية مؤكدة. وبهذه الخطوة، يعزز المغرب قدراته الدفاعية، وهو ما قد يُثير القلق لدى بعض الأطراف الإقليمية".
ومن جانبه، قال البراق شادي عبدالسلام خبير دولي في إدارة الأزمات وتدبير الصراع وتحليل المخاطر أن "تسلم القوات الملكية الجوية لمروحيات الأباتشي الهجومية يندرج في إطار الصداقة التاريخية والتحالف الاستراتيجي والشراكة القوية والفاعلة المغربية – الأميركية والتزام الطرفين المغربي والأميركي بمضامين خارطة الطريق المتعلقة بالتعاون العسكري بين البلدين".
وأكد الخبير في تصريح لموقع "هسبريس"، أن "استقدام مروحية هجومية عالية التسليح من طراز الأباتشي الهجومية يعكس القرار السيادي المغربي بتعزيز قدرات القوات المسلحة الملكية المغربية، مما يسهم في تعزيز الأمن والدفاع الإقليمي".
وسجل أن "هذه الطائرات المتطورة تمنح المغرب إمكانيات تنفيذ عمليات متنوعة، سواء كانت عسكرية أو إنسانية"، لافتا إلى أن "مروحية الأباتشى الهجومية قد حققت نتائج مهمة على مدار الفترة الماضية في مختلف المسارح العملياتية في العالم سواء كداعم رئيسي للقوات البرية، لتعزيز فعالية العمليات العسكرية في سياق إستراتيجية التدمير الشامل، وبشكل خاص في عمليات مواجهة الجماعات المسلحة وقصف مخابئ وأوكار الجماعات الانفصالية والإرهابية وعمليات استهداف المنشآت الحيوية التي تدعم العمليات العسكرية للعدو وضبط الحدود وحماية المنشئات العسكرية المتقدمة في الميدان".
وحسب البراق فإن "هذه المروحية تستخدم لتنفيذ عمليات تدميرية واسعة النطاق، مما يساعد على تحقيق التفوق والسيطرة في ميدان المعركة وتنفيذ عمليات مركزة تُسهم في تحييد التهديدات وتعزيز السيطرة على الأرض، حيث تتمتع بالقدرة على المناورة والعمل في ظروف جوية متنوعة، مما يجعلها فعالة في مختلف السيناريوهات القتالية".
وتقيم الولايات المتحدة علاقات وثيقة مع المغرب وتعتبره حليفا موثوقا وضامنا للاستقرار في منطقة شديدة الحساسية.
ويمضي المغرب بثبات على طريق تأسيس صناعة دفاعية متطورة، ضمن خطة طموحة تهدف تحقيق الاستقلالية في المجال والاستفادة من نقل التكنولوجيا المتطورة واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، بالإضافة إلى توفير مواطن شغل جديدة، فيما شهدت الميزانية المخصصة للتسليح وتحديث ترسانة الأسلحة في المغرب زيادة لافتة خلال السنوات الأخيرة بسبب تعدد المخاطر في ظل التغيرات الجيوستراتيجية التي تحيط بالمملكة، خاصة على الحدود الشرقية والجنوبية.
ووقعت واشنطن والرباط في 2 أكتوبر 2020 اتفاقية لتعزيز التعاون العسكري تمتد 10 سنوات، على هامش زيارة رسمية للمغرب، أجراها وزير الدفاع الأميركي الأسبق مارك إسبر.