المغرب يصعّد المواجهة الدبلوماسية مع إسبانيا بسبب زعيم جبهة البوليساريو

وزارة الخارجية المغربية تقول إن قرار نظيرتها الإسبانية بعدم إبلاغها بقدوم زعيم الانفصاليين ليس مجرد إغفال بسيط وإنما هو عمل يقوم على سبق الإصرار.
السبت 2021/05/08
تبريرات إسبانيا تخالف روح الشراكة وحسن الجوار

الرباط - أصدرت وزارة الخارجية المغربية، بيانا شديد اللهجة السبت في سياق خلافها مع إسبانيا بشأن استقبالها زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، وذلك بعد يومين من استدعاء السفيرة المغربية من ألمانيا للتشاور، بسبب ما قالت إنه "موقف عدائي وسلبي لألمانيا بخصوص قضية الصحراء".

وقالت الخارجية المغربية في بيان، إن "قرار السلطات الإسبانية بعدم إبلاغ نظيرتها المغربية بقدوم زعيم ميليشيات البوليساريو، ليس مجرد إغفال بسيط، وإنما هو عمل يقوم على سبق الإصرار، وهو خيار إرادي وقرار سيادي لإسبانيا، أخذ المغرب علما كاملا به، وسيستخلص منه كل التبعات".

والجمعة، أفادت وسائل إعلام مغربية وإسبانية بأن القضاء الإسباني أمر باستدعاء غالي، للاستماع إليه في قضايا تتعلق بـ"جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان"، وستُجرى أولى جلسات التحقيق خلال الشهر المقبل.

وذكر البيان "منذ أن استقبلت إسبانيا على أراضيها زعيم ميليشيات البوليساريو، المتهم بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ضاعف المسؤولون الإسبان من التصريحات التي تحاول تبرير هذا الفعل الخطير الذي يخالف روح الشراكة وحسن الجوار".

وأردف أنه لا يمكن للاعتبارات الإنسانية أن "تشكل وصفة سحرية يتم منحها بشكل انتقائي لزعيم ميليشيات البوليساريو، في وقت يعيش فيه الآلاف من الأشخاص في ظل ظروف لا إنسانية في مخيمات تندوف (بالجزائر)".

وأضاف البيان "لا يمكن للاعتبارات الإنسانية أن تشكل تفسيرا للتواطؤ بخصوص عملية انتحال هوية وتزوير جواز سفر بهدف التحايل المتعمد على القانون"، في إشارة إلى دخول غالي الأراضي الإسبانية بهوية مستعارة وأوراق مزيفة.

وأكدت الخارجية أن "موقف بعض المسؤولين الحكوميين (الإسبان)، الذي يتضمن حكما مسبقا على رد الفعل المغربي ويحاول التقليل من التداعيات الخطيرة على العلاقات، لا يمكن أن يحجب هذا الوضع المؤسف".

وشهدت العلاقات المغربية الإسبانية توترا منذ استقبال مدريد لغالي في مارس الماضي، لـ"دوافع إنسانية" (تلقي علاج)، فيما استنكرت الرباط هذه الخطوة.

ورُفعت ضد غالي شكاوى لدى المحاكم الإسبانية في السنوات الماضية، بتهمة ارتكابه "جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان".

والنزاع في الصحراء المغربية ممتد منذ عقود، وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، بتنظيم استفتاء تقرير مصير في الصحراء، هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة التي تبلغ مساحتها 266 ألف كلم مربع، وهي المنطقة الوحيدة في أفريقيا التي لم تتم تسوية وضعها بعد فترة الاستعمار.

وتمكنت المغرب من تحقيق نجاحات دبلوماسية مؤخرا بعد اعتراف عدد من الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة بسيادتها على الصحراء.