المغرب يشتري طائرات إسرائيلية دون طيار لتعزيز دفاعه الجوي

الرباط - وقّعت شركة "بلو بيرد" الإسرائيلية المتخصصة بصناعة الطيران والفضاء، عقدا مع الجيش المغربي من أجل تزويده بطائرات دون طيار قادرة على التحليق المستمر لمدة 52 ساعة.
وبحسب ما أفاد به موقع "هسبريس" المغربي، فإن العقد الموقّع بقيمة عشرات الملايين من الدولارات، مشيرا إلى أن هذه الطائرات "تعمل في مجالات الاستطلاع والمراقبة والدفاع الجوي وتدبير حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية".
وتعتبر الطائرة "بلو بيرد واندير" من الطائرات طويلة المدى، وتم بناؤها بتكنولوجيا حديثة، إذ تقوم بالإقلاع والهبوط آليا، وتغطي مساحة واسعة من الأرض توفي باستطلاع مباشر للوكالات القومية، ولديها القدرة على الطيران المستمر لمدة 52 ساعة، كما بإمكانها إضافة تجهيزات للجهة الراغبة في استخدامها، وقادرة على الطيران بحمولة 250 كيلوغراما كحد أقصى، وهي مصممة للاستطلاع الإستراتيجي.
كما تمثّل هذه الطائرة طائرة استطلاع متقدمة تخدم الجيش والاستخبارات الميدانية، وفيها كاميرات حرارية، وتستخدم للمهمات الإستراتيجية والتكتيكية، مع أنظمة لجمع المعلومات الاستخبارية، عن طريق 4 استشعارات إلكترونية، وتحديد المواقع الجغرافية عن طريق الإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة عن المواد المشعة والقنابل النووية.
ومنذ تأسيسها عام 2002، تنتج شركة بلو بيرد أيرو سيستيمز وتطور طائرات مسيّرة صغيرة لصالح أجهزة الأمن الإسرائيلية، وتبيع منتجاتها لدول عدة.
واستحوذت شركة إسرائيل للصناعات الجوية والفضائية الحكومية على 50 في المئة من أسهم الشركة ذاتها في سبتمبر 2020، نظرا للطلب الكبير الذي يشهده سوق الطائرات المسيّرة الصغيرة على الصعيدين المدني والعسكري.
وتعمل تل أبيب والرباط حاليا على مشروع لتصنيع طائرات "كاميكازي" دون طيار في المغرب.
وتعتبر إسرائيل أحد المصدرين الرئيسيين للطائرات دون طيار، ولدى شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية "IAI" أكثر من 50 عميلا تشغيليا حول العالم.
ويستعد المغرب لدخول عصر الصناعات العسكرية في ظل البيئة الدولية المضطربة، سعيا إلى تحقيق اكتفائه الذاتي وتقليص قاعدته الاستيرادية من الأسلحة الدفاعية، ما يجعلها وثبة طموحة متعددة المرامي، في ظل العلاقات الإستراتيجية التي تجمعه بالفواعل الصّانعة.
وتتجه الرباط إلى "التصنيع الحربي" من أجل حماية أمنها القومي، بحيث تراهن على الشراكة الأميركية من أجل تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية، بعدما اشتعلت النزاعات بوتيرة متصاعدة في "المناطق الساخنة" بالقارة الأفريقية.
ويتعاون البلدان بالفعل في المجال العسكري، حيث اشترى الجيش المغربي في العام الماضي نظام الدرع الصاروخية الإسرائيلية سكيلوك كجزء من رؤية المغرب لتحديث قدراته العسكرية، وخمسة أنظمة دفاعية مضادة للطائرات دون طيار من نفس الشركة الإسرائيلية.
ويرى متابعون أن التعاون الأمني والعسكري بين البلدين يحركه التوافق حول رؤية مشتركة لخطورة الارتباطات بين الجماعات المتطرفة وتجّار الأسلحة والبشر، مع الاختراق الشيعي الإيراني للمنطقة وما يمثله من تهديدات واقعية، وهو المتغير الذي دفع المغرب إلى قطع علاقاته الدبلوماسية مع طهران.
وفي يوليو الماضي أعلنت المديرية الوطنية الإسرائيلية للفضاء الإلكتروني أن رئيسها التنفيذي ييغال أونا وقّع اتفاقية تعاون مع السلطات المغربية، من شأنها مساعدة الشركات الإسرائيلية على بيع المعرفة والتكنولوجيا، وكان ذلك أول اتفاق للدفاع الإلكتروني بين البلدين منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل.
وتشرف وزارة الدفاع الإسرائيلية على جميع صادرات الأسلحة. كما أنها تدير المفاوضات بدلا من شركات الدفاع نفسها، حيث تقدم إسرائيل أحدث المنتجات التي تتراوح بين الطائرات الهجومية دون طيار ونظام الدفاع الصاروخي القبة الحديدية، وسيكون هذا النظام الجديد الذي سيقتنيه المغرب بمثابة جدار أمني في الجو، لمنع أي محاولة اختراق للهجوم أو الاستطلاع الاستخباراتي.