المغرب يسير بثبات نحو الانضمام لنادي مصنعي الطائرات

الرباط - كشفت مساعي المغرب للانضمام إلى نادي مصنعي الطائرات عن إصرار المسؤولين لنقل القطاع إلى مكانة متميزة عالميا، بفضل الخطط الطموحة، التي ترجمتها الحكومة خلال السنوات الماضية عبر جذب المستثمرين وبناء نواة لهذا المجال التنافسي.
وبعد النجاح في مجال صناعة السيارات عالميا، واستقطاب شركات من آسيا وأوروبا لغرض تصنيع المركبات وتجميعها، تحولت الأنظار إلى قطاع تصنيع الطائرات التجارية.
ويخطو البلد خطوات كبيرة لترسيخ مركزه كأحد أبرز الوجهات الرئيسية في صناعة الطيران، حيث يسير بثبات لتحقيق طموحه، الذي بدأه قبل أكثر من عقد من الزمن.
واستطاع المغرب خلال السنوات القليلة الماضية، جذب العديد من الشركات الدولية للاستثمار في صناعة الطائرات ليصل عددها اليوم إلى 142 شركة عاملة في القطاع، توفر نحو 20 ألف فرصة عمل.
وفاقت صادرات قطاع الطيران عام 2022 حوالي 2.1 مليار دولار مقابل 1.5 مليار دولار مقارنة بالعام السابق بنسبة نمو تقدر بنحو 40 في المئة.
ويطمح المغرب لصناعة طائرة كاملة ستقلع من أراضيه لأول مرة، وفق وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، خاصة أن البلاد ضمن لائحة الدول العشرين المصنعة لأجزاء الطائرات دوليا.
كما صادقت الحكومة، خلال أبريل الماضي، على مشروع مرسوم يتعلق بتصميم الطائرات وإنتاجها، يتم بموجبه تحديد معايير تصميم الطائرات وإنتاجها وصيانتها.
وتهدف السلطات إلى رفع وتيرة الاستثمار بالقطاع، خاصة مع الحديث عن قرب افتتاح أول مصنع للطائرات دون طيار في البلاد.
وقال مزور في يناير الماضي، إن الرئيس التنفيذي لشركة صناعة الطائرات الأوروبية أيرباص غيوم فوري يرى أنه “ليست هناك طائرة تحلق في السماء لم يصنع المغرب أحد أجزائها”.
وأكد الخبير الاقتصادي عبدالعزيز الرماني لوكالة الأناضول أن “قطاع الطائرات في المغرب شهد تطورا عبر مراحل ساهمت في النهوض بهذه الصناعة ونجاحها”.
واعتبر أن المرحلة الأولى تمثلت في تصنيع الأجزاء، حيث استقطبت البلاد أزيد من 50 شركة دولية، ليتنقل إلى مرحلة أخرى عبر تصنيع أكثر من 45 في المئة من أجزاء الطائرات، بما فيها أجزاء متطورة.
وقال إن “المغرب استطاع استقطاب شركات كبرى، مما رفع عدد فرص العمل التي يوفرها القطاع إلى 20 ألفا حاليا”.
وأشار إلى أن ما يفوق 140 شركة تستثمر في البلاد، فضلا عن مناطق مخصصة لصناعة وتوريد أجزاء الطائرات، وأن “المغرب أصبحت له الأهلية والقوة والتجربة لكي ينتقل إلى المرحلة المقبلة، وهي تجميع طائرة كاملة”.
وتابع الرماني “عندما نتحدث عن صناعة الطائرات، فهي شبيهة بصناعة السيارات حيث استطاع أن يصنع سيارة من صنع محلي”.

وأعلن المغرب منتصف مايو 2023، عن صنع أول سيارة محلية تحمل اسم “نيو”، لتدخل البلاد مصاف الدول المنتجة في القطاع بعد سنوات من التجربة في التركيب والتجميع، وجلب استثمارات لشركات دولية.
ولفت الروماني، إلى أن بلاده بعد هذه المرحلة، قررت المرور إلى مرحلة صناعة طائرة كاملة، لتنتقل إلى مصاف الدول الكبرى في هذا المجال.
وخلال جلسة برلمانية في أبريل الماضي، قال مزور إن “قطاع الطيران تطور، وأصبح المغرب من العشرين دولة الكبرى المصنعة للطائرات وبكل مكوناتها”.
وأوضح أن بلاده تقوم بصناعة أصعب المكونات التي يحتاجها قطاع الطيران، وهناك طموح مشروع اليوم، لإنتاج أول طائرة محلية وسيتم تجميع جميع أجزائها في البلاد و”هذا هو الهدف الذي يعمل المغرب لتحقيقه”.
وتابع “لكي لا نوهم المغاربة، هذه الطائرة لن تكون مغربية 100 في المئة، لأنه لا يوجد أي بلد في العالم يصنع طائرة محلية بالكامل، ولكن الطموح هو صناعة طائرة ستقلع لأول مرة من المغرب”.
ولمواكبة التطور الكبير لهذا القطاع، شرعت الحكومة في اعتماد قوانين جديدة، حيث صادقت قبل أسابيع قليلة، على مشروع مرسوم يتعلق بتصميم الطائرات وإنتاجها، يتم بموجبه تحديد المعايير اللازمة لذلك وتطبيقا لبعض أحكام القانون المتعلق بالطيران المدني.
ويهدف المرسوم إلى تحديد المواصفات التقنية التي يتعين احترامها من الأشخاص الراغبين في الحصول على الاعتماد (الرخصة) الذي تسلمه الجهات التنظيمية للقيام بعملية تصميم الطائرات وإنتاجها وصيانتها بالمغرب.
كما يرمي إلى تحديد شروط اعتماد الأشخاص والشركات للقيام بعملية الإبقاء على صلاحية الطائرات للملاحة، باعتبارها من الأنشطة التي تساهم في ضمان سلامة الملاحة الجوية.