المغرب يسعى لحماية أمنه السيبراني بعد تعرضه للمئات من الهجمات

العمل على تطوير تطبيقات حماية البيانات والاتصالات باعتماد برامج متطورة للتشفير في قطاعات حكومية.
الخميس 2021/12/09
جهود للتصدي للهجمات السيبرانية

الرباط - يعمل المغرب على تحصين أمنه السيبراني بعد تعرضه للمئات من الهجمات هذا العام ما دفع وزارة الدفاع إلى دق ناقوس الخطر في هذا الصدد.

وأعلنت السلطات أن عام 2021 شهد ارتفاعا متزايدا في الهجمات السيبرانية التي تستهدف البلاد.

وجاء في تقرير برلماني للمديرية العامة لأمن نظم المعلومات التابعة لوزارة الدفاع، أن “السلطات المختصة تمكنت من رصد 400 هجوم سيبراني خلال 2021”.

وأضاف التقرير “تم تحليل الحوادث بسرعة ودقة بناء على المعرفة المكتسبة من تقنيات كشف الاختراقات واتخاذ الخطوات اللازمة للتعامل مع الحوادث السيبرانية”.

وأوضح أن “التدخلات تهدف إلى التقليل من المخاطر السيبرانية وحماية الأنظمة الحساسة من التهديدات الداخلية والخارجية من خلال التركيز على الأهداف الأساسية للحماية، وهي سرية المعلومات وسلامتها وتوافرها”.

400

هجوم سيبراني رصدتها السلطات المغربية في العام 2021 بحسب تقرير لوزارة الدفاع

وفي الثاني والعشرين من نوفمبر الماضي تعرض الموقع الإلكتروني لـ”الاتحاد العام لمقاولات المغرب” (أكبر تجمع للشركات بالبلاد) للاختراق، بحسب إعلام محلي.

وذكر موقع “شمس بوست” المحلي (خاص)، أن موقع اتحاد المقاولات “تعرض للاختراق من طرف هاكر، عمد إلى نشر العلم الجزائري في واجهة الموقع عقب اختراقه”.

كما نقل موقع “العمق” المحلي (خاص)، عن مصادر داخل الاتحاد، تأكيدها اختراق الموقع الإلكتروني لاتحاد المقاولات.

وبينما لم يعلق الاتحاد على ما أورده الإعلام المحلي، أعاد هذا الأمر إلى الواجهة النقاش حول الهجمات السيبرانية التي بدأت تتصاعد تجاه المغرب في الفترة الأخيرة.

ومع ارتفاع مخاطر الهجمات السيبرانية واشتداد وتيرتها، ارتفع كذلك بشكل ملحوظ ومتزايد حجم الجهد الحكومي المنصب على مكافحة هذا النوع من الهجمات.

فبحسب تقرير المديرية فإنها نجحت “في ابتكار أول جهاز تشفير محلي الصنع لفائدة بعض البنيات التحتية الحساسة، يعتمد على برامج وطنية للتشفير من أجل حماية بيانات الفاكس والمكالمات”.

ويأتي ذلك بموازاة “تطوير تطبيقات حماية البيانات والاتصالات عن طريق اعتماد برامج متطورة للتشفير في عدد من القطاعات الحكومية الحساسة ذات الأهمية الحيوية”.

كما أفاد التقرير بأن “الجهات المختصة عمدت إلى القيام بعدد من التجارب والاختبارات التي تروم الكشف عن مدى فعالية أنظمة الأمن السيبراني المعتمدة في المغرب، واكتشاف الثغرات ومعالجتها في الوقت المناسب”.

وتابع “فضلا عن ذلك فقد عملت السلطات المغربية على تطوير ورفع كفاءة الكادر البشري العامل بمجال أمن نظم المعلومات، إذ يؤكد التقرير القيام بتدريب 300 من هؤلاء ضمن 60 دورة تدريبية في مجال أمن المعلومات”.

ورد المغرب على تصاعد الهجمات السيبرانية كذلك بتكثيف الجهد التقني والمعلوماتي المغربي الذي عززته حركة تشريعية نشطة في مجال سن قوانين منصبة على مجال أمن المعلومات.

وبرزت الحركة التشريعية في العام 2013 بإصدار قوانين تم بموجبها تصديق الرباط على الاتفاقية العربية لمكافحة جرائم تقنية المعلومات.

كما تم التصديق على الاتفاقية الأوروبية “108” المتعلقة بـ”حماية الأشخاص الذاتيين تجاه المعالجة الآلية للمعطيات ذات الطابع الشخصي”، إلى جانب التصديق على اتفاقيات أخرى في المجال ذاته.

المغرب يعمل على تحصين أمنه السيبراني بعد تعرضه للمئات من الهجمات هذا العام الأمر الذي دفع وزارة الدفاع إلى دق ناقوس الخطر

ومازالت هذه الحركة مستمرة بتسارع ملحوظ عبر تعزيز النظام التشريعي بمقتضيات قانونية تركز على مجال الأمن السيبراني، حيث صادق مجلس الوزراء في الثامن والعشرين من يونيو الماضي على القانون المتعلق بالأمن السيبراني.

ولعل هذه القوانين والتدابير التي اتخذتها المملكة، كانت سبب تقدم المغرب في ترتيب المؤشر العالمي للأمن السيبراني الصادر عن “الاتحاد الدولي للاتصالات‎” التابع للأمم المتحدة، من المركز 93 عام 2018 إلى المركز 50 في 2021.كما يتم إعداد مشروع المرسوم القاضي بتطبيق مقتضيات القانون المتعلق بخدمات الثقة بشأن المعاملات الإلكترونية.

ويحتل المغرب طبقا لذات المؤشر المركز السابع عربيا خلف كل من السعودية والإمارات وسلطنة عمان ومصر وقطر وتونس.

ومع تصاعد الهجمات السيبرانية والاهتمام الرسمي بمكافحتها، وخطورة هذا النوع الحديث منها، يبدو أن المغرب على غرار غيره من الدول بدأ يهتم بشكل غير مسبوق بحماية وأمن المعلومات من أي اختراق، خاصة مع التأثير الكبير لمثل هذه الهجمات على الدول.

وتمثل الحروب السيبرانية أحد العناصر المؤثرة في السياسة والاقتصاد على الصعيد الدولي، نتيجة انتقال جزء كبير من الصراعات بين القوى العظمى في العالم إلى شبكة الإنترنت والوسط الرقمي.

ورغم عدم إمكانية معرفة مصدر الهجمات على الشبكة العنكبوتية، بصورة قاطعة، وما إذا كانت تدعمها حكومات، إلا أنها باتت تثير جدلا متبادلا بين الدول التي دفعها هذا الأمر إلى تعزيز بنيتها التحتية الأمنية بالوسط الرقمي، وتدريب كوادرها المعنية، للتصدي للاختراقات ذات المصادر الخارجية.

4