المغرب يسعى إلى جذب استثمارات عمالقة الألعاب الإلكترونية

استهداف إيرادات سنوية بقيمة 3 مليارات دولار من القطاع.
الاثنين 2024/05/27
متعة واستثمار وترفيه

يحث المغرب الخطى من أجل جني مكاسب إستراتيجيته لصناعة الألعاب الإلكترونية الناشئة في البلاد سريعا مع إعلان المسؤولين عن خطط طموحة لجذب استثمارات عمالقة القطاع في العالم، بما يخدم هدف مضاعفة إيرادات هذا المجال في غضون سنوات.

الرباط – كشف محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، الأحد أن ثمة مفاوضات جارية مع أربع شركات عالمية كبرى في قطاع ألعاب الفيديو على الأقل للانضمام إلى مدينة يتم تشييدها على أن تكون جاهزة في غضون سنتين.

ولم يذكر الوزير في مقابلة مع بلومبيرغ الشرق على هامش أول معرض لصناعة الألعاب الإلكترونية تحتضنه بلاده عن أسماء هذه الشركات، لكنه أكد أنها خطوة تندرج في سياق إستراتيجية لمضاعفة إيرادات القطاع.

واحتضنت العاصمة الرباط على مدار ثلاثة أيام الحدث الذي اختتم الأحد بحضور عدد من الشركات الأجنبية والمغربية التي تعمل بتطوير ألعاب الفيديو، وكان ضيف شرف الدورة المُصمم وصانع ألعاب الفيديو الياباني تاكايا إيمامورا.

تاكايا إيمامورا: تطوير القطاع بأفريقيا رهين بإطلاق الشباب لإبداعاتهم
تاكايا إيمامورا: تطوير القطاع بأفريقيا رهين بإطلاق الشباب لإبداعاتهم

وقال بنسعيد إن بلده يستهدف تطوير هذه الصناعة “بهدف بلوغ إيراداتها حوالي 30 مليار درهم (نحو 3 مليارات دولار)”، وهو ما يمثل واحدا في المئة من هذه السوق الواعدة عبر العالم.

والمغرب إحدى الدول العربية في مقدمتها السعودية والأردن والإمارات ومصر، التي تعمل على تحقيق أقصى استفادة من هذا المجال بالنظر إلى اهتمام الشباب بهذه الألعاب والرياضات المرتبطة بالتكنولوجيا، كما أنه مولد لفرص العمل.

وأوضح الوزير أن خطة تطوير هذه السوق تتضمن إنشاء أول مدينة لصناعة الألعاب الإلكترونية سيتم الشروع في بنائها في غضون أسابيع باستثمار يناهز 260 مليون درهم (26 مليون دولار).

ويعتقد المسؤولون المغاربة أن قطاع الألعاب الإلكترونية، الذي يعد إحدى الصناعات الثقافية الأكثر ديناميكية، بمقدوره أن يصبح قاطرة ونموذجا بالنسبة إلى قطاعات أخرى.

وبلورت الحكومة إستراتيجية بهذا الشأن ترتكز على أربعة محاور أساسية، تتمثل في التكوين وجذب المواهب، ودعم الشركات المحلية والعالمية، وتطوير البنية التحتية والتكتلات، التي تعنى بالابتكار والإنتاج، إضافة إلى النهوض بعلامة “صنع بالمغرب”.

وكان بنسعيد قد قال في افتتاح المعرض إن “النسخة الأولى تأتي في هذا الإطار، حيث سيتم إحداث مدينة صناعة الألعاب الإلكترونية بالرباط، التي تتوخى أن تكون بمثابة نقطة انطلاق لمشاريع جهوية مستقبلية بمدن أخرى بالمملكة”.

وتُقدر سوق صناعة ألعاب الفيديو في البلاد حاليا بنحو 130 مليون دولار، وفق هشام الخليفي، رئيس الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية.

لكنه قال إن “الرقم يُمكن أن يزداد بشكل كبير في السنوات المقبلة نظرا للتطور الذي تشهده هذه الصناعة عالميا ومحليا، في ظل وجود شركات محلية لتطوير ألعاب الفيديو والإقبال الكبير من الشباب”.

وسعى المعرض لإعطاء الفرصة للشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في الصناعة لبناء شراكات مع البنوك والمؤسسات المالية الحكومية والشركات الأجنبية لحشد الاستثمار بشكل أكبر.

ولدى إيمامورا المطور السابق بشركة نينتاندو للألعاب الإلكترونية قناعة بالمستقبل الواعد لصناعة الألعاب الإلكترونية، بالنظر إلى عوائدها المهمة سواء على الصعيد المحلي أو العالمي.

وأوضح في تصريح للصحافة أن تطوير القطاع بأفريقيا رهين بإطلاق المطورين الأفارقة لخيالاتهم وابتكاراتهم، وقال إن “إبداعات هؤلاء الشباب ستعمل على تيسير انبثاق عدد من الأفكار الجيدة في هذا القطاع”.

وتشير التقديرات إلى أن هذه الصناعة، التي توفر فرص عمل لقرابة 350 ألف شخص، يُقدر حجمها على المستوى العالمي بنحو 300 مليار دولار. وكانت لافتة مشاركة عدد من الشركات الصينية والكورية المطورة لألعاب الفيديو في المعرض. وقد أجرى مسؤولوها لقاءات مع وزارة الشباب والرياضة والتواصل.

وقال كونغ مينغ، مدير الأعمال في الشركة الكورية أكتوز تك، في حديث لبلومبيرغ الشرق “سنقوم باستكشاف السوق المغربية وقد نقرر الاستثمار بتطوير ألعاب الفيديو محليا في غضون العام المقبل”.

مهدي بنسعيد: نتفاوض مع 4 شركات للانضمام إلى مدينة صناعة الألعاب
مهدي بنسعيد: نتفاوض مع 4 شركات للانضمام إلى مدينة صناعة الألعاب

وأبدى مستثمرون صينيون يعملون في القطاع، من بينهم جو ميند المدير المالي لشركة أكتوز تك، عن استعدادهم لدخول الأسواق المغربية وبحث سبل تطوير مجموعة من المشاريع.

ولتشجيع الشركات المغربية على الاستثمار في هذه الصناعة، وقعت وزارة الرياضة اتفاقية مع شركة الضمان ولتمويل المقاولة لتوفير ضمانات للبنوك لتمويل مشاريعها، إضافة إلى إمكانية توفير منح وقروض بدون فائدة وبحث فرص جلب صناديق الاستثمار الخارجية.

وقال هشام زناتي السرغيني، رئيس الشركة الحكومية، في تصريح لبلومبيرغ الشرق إن “الاتفاقية تهدف إلى تخفيض المخاطر في المجال”. وأضاف “نريد فتح باب التمويل لفائدة الشركات للاستثمار في صناعة ألعاب الفيديو من خلال تحمل نسبة مخاطر تتراوح ما بين 60 و80 في المئة للحصول على القروض”. وتُغري هذه الصناعة المتطورة بشكل متسارع المسؤولين في المغرب منذ سنوات خاصة مع انتشار استعمال التكنولوجيا الحديثة.

ويمتلك أكثر من سبعة ملايين مغربي كمبيوترا أو جهازا لوحيا إلكترونيا (آيباد)، ولدى نحو 25.7 مليون فرد هاتف ذكي، في حين تشمل نسبة الربط بالإنترنت حوالي 84 في المئة من سكان البلاد.

ويؤكد بنسعيد أن من شأن تطوير مدينة لصناعة الألعاب الإلكترونية في الرباط دعم الاستثمار المحلي وجذب الشركات الأجنبية لخلق فرص عمل وفيرة للشباب. وقال إن “المغرب يُصنف الثاني عربيا وأفريقيا من حيث استهلاك ألعاب الفيديو. وهدفنا حاليا هو الانتقال إلى التصنيع والإنتاج لخلق القيمة المضافة”.

ونجحت الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية في بروز معالم منظومة متكاملة في هذا المجال، حيث عملت على تكوين فريق وطني يُشارك في عدة مسابقات عالمية آخرها كأس العالم للرياضات الإلكترونية التي نُظمت العام الماضي في مدينة الرياض.

وتم اعتماد الفريق، الذي حل في المركز الـ16 عالميا في تلك المسابقة، من طرف لعبة “إي.أي” الشهيرة. وبالإضافة إلى المشاركة دوليا، يعتبر المغرب أول بلد أفريقي يتوفر على بطولة محلية للألعاب الإلكترونية بشراكة مع إي.أي.

وتم تأسيس نسخ افتراضية لأغلب الفرق المغربية في القسم الأول، كما يتم تنفيذ برنامج لتزويد 500 دور للشباب بأجهزة ألعاب الفيديو بشكل مجاني، لزيادة عدد لاعبي الفيديو من 50 ألف منخرط حاليا لدى جامعة الألعاب الإلكترونية.

10