المغرب يستعد لمناورات الأسد الأفريقي لأول مرة بإقليم الصحراء

الرباط – يستعد المغرب لإجراء مناورات الأسد الأفريقي 2021 التي ستعقد لأول مرة في إقليم الصحراء المغربية بين 7 و18 يونيو القادم.
وقال رئيس الحكومة المغربية سعدالدين العثماني الاثنين إن إجراء مناورات الأسد الأفريقي 2021 بإقليم الصحراء، يعد تتويجا للاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء.
وأكد العثماني في تغريدة عبر تويتر، انطلاق الاستعداد لإجراء المناورات، حيث يجري جزء منها لأول مرة بإقليم الصحراء، المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو.
وأضاف "سيجرى جزء منها (المناورات) لأول مرة في الصحراء المغربية بمنطقة المحبس وقرب الداخلة (كبرى مدن الإقليم)"، موضحا أن المناورات ستستمر بين 7 و18 يونيو المقبل، بمشاركة 8 دول، هي الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وهولندا والبرازيل وإيطاليا وتونس والسنغال.
وأردف "ستعرف المناورات مشاركة نحو 10 آلاف عسكري مغربي وأميركي وآخرين من ثمانية دول وملاحظين من 21 دولة".
والأحد عبّرت وزارة الدفاع الإسبانية عن رفضها دعوة القيادة الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" للمشاركة في مناورات الأسد الأفريقي التي تحتضنها المملكة المغربية، متعذرة بأسباب تتعلق بالميزانية.
وتعيش الرباط أزمة متفاقمة مع مدريد منذ نحو أسبوعين على خلفية استقبال إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، الذي دخل أراضيها بهوية مزورة للعلاج من وباء كورونا.
واشتدت الأزمة بين البلدين بعد تخفيف الشرطة المغربية رقابتها على الحدود بداية الأسبوع الماضي، ما أدّى إلى تدفّق نحو 10 آلاف مغربي إلى جيب سبتة الإسباني.
وأفادت مصادر غير رسمية بأن "القيادة العسكرية لم تستدع أصلا إسبانيا إلى هذه التدريبات، نظرا للتصعيد غير المسبوق بين مدريد والرباط الأخير".
وعام 2007، انطلقت لأول مرة مناورات الأسد الأفريقي بين المغرب والولايات المتحدة، حيث تجري سنويا منذ ذاك، بمشاركة دول أوروبية وأفريقية.
وتعد مناورات الأسد الأفريقي تتويجا سنويا للتعاون العسكري المغربي – الأميركي، حيث تتمثل في تمارين جو – أرضية مع جنود المارينز الأميركيين، وتمارين بحرية بين البحرية الملكية المغربية ونظيرتها الأميركية، وكذلك تمارين جوية بين القوات الجوية الملكية والأميركية، ولاسيما إجراء تمارين تزويد الطائرات العسكرية بالوقود وهي في الجو.
وتأتي مناورات هذا العام في إطار تعزيز الشراكة بين القوات المسلحة في البلدين، عقب توقيع اتفاق عسكري تاريخي في الثاني من أكتوبر الماضي يمتد من 2020 إلى 2030، لتقوية التعاون العسكري والأمني ودعم تعزيز الصناعة العسكرية الوطنية.
والمناورات المنتظرة هي تمرين تدريبي متعدد المجالات ومعقد، وينتظر أن يشمل التخطيط المسرحي واللوجستي الاستراتيجي وإطلاق النار من البحرية وقوات العمليات الخاصة وحتى القاذفات والأصول الثابتة.
ونجحت الدبلوماسية المغربية النشطة في تحقيق عدة اختراقات في الدفاع عن سيادتها على إقليم الصحراء، لعل أهمها الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في العاشر من ديسمبر الماضي، تلاه فتح قنصلية أميركية بمدينة الداخلة.
ومنذ 1975، هناك نزاع بين المغرب والبوليساريو حول الصحراء، بدأ بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده بالمنطقة، وتحول إلى مواجهة مسلحة استمرت حتى 1991، قبل توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية أممية.
وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تدعو البوليساريو إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر.