المغرب يستدعي السفير الإسباني بعد استضافة بلاده زعيم البوليساريو

وزير الخارجية المغربي يطالب السفير الإسباني بتوضيحات بشأن استضافة مدريد زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية.
الأحد 2021/04/25
الخارجية المغربية مستاءة من موقف مدريد

الرباط – أفادت وسائل إعلام إسبانية بأن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة استدعى السفير الإسباني ريكاردو دييز هوشلايتنر للتعبير عن "عدم فهم وسخط وطلب توضيحات"، بعد أن أكّدت إسبانيا أنّ الأمين العام للبوليساريو إبراهيم غالي يتلقّى العلاج على أراضيها.

وكانت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا قالت خلال مؤتمر صحافي الجمعة إنّ العلاقات مع المغرب لن تتأثّر بعد أن استقبلت بلادها الزعيم الصحراوي الانفصالي لتلقّي العلاج، مشدّدة على "العلاقات الممتازة التي تربط إسبانيا بالمغرب".

والرباط حليف مهمّ لمدريد، لاسيّما في مكافحة الهجرة غير القانونية. وكان من المقرّر عقد قمة ثنائية منذ أشهر، لكنها أرجئت رسميا بسبب جائحة كوفيد - 19.

وكان انفصاليو جبهة البوليساريو أعلنوا الخميس في بيان أنّ زعيمهم إبراهيم غالي يتلقّى العلاج و"يتماثل للشفاء" بعد إصابته بكورونا، دون أن يكشفوا عن مكان وجوده.

وجاء البيان ردّا على مقال نشرته مجلة "جون أفريك" الأسبوعية، قالت فيه إنّ المسؤول البالغ 73 عاما مصاب بالسرطان وأُدخل بشكل طارئ مستشفى في إسبانيا تحت اسم مستعار جزائري.

وكشفت الخارجية الإسبانية في وقت لاحق أنّ غالي "نُقل إلى إسبانيا لدواع إنسانية بحتة من أجل تلقّي علاج طبّي"، دون المزيد من التوضيح.

ورفضت وزيرة الخارجية الإسبانية الجمعة الكشف عن المكان الذي يتلقّى فيه غالي العلاج أو تفاصيل حول ظروف وصوله إلى بلادها.

غالي دخل إسبانيا بهوية مزورة
غالي دخل إسبانيا بهوية مزورة 

وبحسب مجلة "جون أفريك" فإنّ "فريقا من الأطباء الجزائريين رافق زعيم الجبهة الانفصالية إلى سرقسطة على متن طائرة طبية، استأجرتها الرئاسة الجزائرية".

ونقل موقع "مغرب أنتلجنس" أنه لا يمكن لغالي ولوج أي مركز استشفائي أوروبي إلا باستخدام هوية مزورة، في الوقت الذي تقدمه الجزائر على أنه "رئيس" يتمتع بجميع الامتيازات المكفولة عادة لجميع رؤساء الدول.

والسبت تناقلت وسائل إعلام مغربية تسجيلات فيديو لثلاثة صحراويين، هم رجلان وامرأة، كانوا يقيمون في مخيّمات تندوف للاجئين الصحراويين في الجزائر، وقد طالبوا في هذه التسجيلات السلطات الإسبانية باعتقال غالي ومحاكمته بتهم ارتكاب "انتهاكات لحقوق الإنسان" وعمليات "تعذيب".

وفي تسجيل الفيديو ذكّرت المرأة الصحراوية بأنّها بصفتها "ضحية لهذه الجرائم"، سبق لها وأن رفعت دعوى ضدّ غالي في إسبانيا.

ومنذ عقود يدور نزاع حول الصحراء المغربية بين جبهة البوليساريو والمغرب الذي يسيطر على أغلب أراضي المستعمرة الإسبانية السابقة.

وتتمسك الرباط بممارسة سيادتها وحقوقها القانونية والاقتصادية فوق صحرائها وتنمية أقاليمها الجنوبية كدولة ذات سيادة، في وقت تعيش فيه الجبهة الانفصالية على وقع هزائم دبلوماسية وسياسية متوالية في ما يتعلق بملف الصحراء.

وتطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير المصير أقرّته الأمم المتحدة، في حين يقترح المغرب الذي يسيطر على أغلب المنطقة منحها حكما ذاتيا تحت سيادته.