المغرب يرفع مستهدف إنتاج الأسمدة الخضراء بحلول 2027

مجموعة الفوسفات المغربية تعزز دورها المركزي في تطوير الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء.
الخميس 2025/05/22
كل شيء يسير على ما يرام

الرباط - كشفت مجموعة الفوسفات المغربية (أو.سي.بي) الأربعاء أنها سترفع مستهدف إنتاج الأسمدة الخضراء بنهاية العام المقبل، في تحول عن أهداف كانت قد أعلنت عنها قبل ثلاث سنوات.

وقال أحمد مهرو المدير العام في المجموعة إن أو.سي.بي “تخطط لإنتاج ثلاثة ملايين طن من الأسمدة باستخدام مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2027 لتقليل بصمتها الكربونية.”

وتقود أو.سي.بي المملوكة للدولة الطلب المحلي على الأسمدة أساسا، وكانت تهدف إلى إنتاج مليون طن سنويا من الأمونيا الخضراء بحلول عام 2027. وأنتجت المجموعة المملوكة للدولة العام الماضي 14 مليون طن من الأسمدة الفوسفاتية.

وتفاقم أنواع الأسمدة غير الصديقة للبيئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، خاصة إذا زاد الاعتماد على الأمونيا المنتجة بمصادر الوقود الأحفوري.

أحمد مهرو: أو.سي.بي ستنتج 3 ملايين طن باستخدام الطاقة البديلة
أحمد مهرو: أو.سي.بي ستنتج 3 ملايين طن باستخدام الطاقة البديلة

ولم تخطُ الدول خطوات جدية باتجاه الأمونيا النظيفة بالقدر الكافي لإحداث تحول في القطاعَين الزراعي والغذائي، حيث قُدر معدل إنتاج بنسبة 0.3 في المئة من الإنتاج العالمي العام الماضي.

وفي أواخر 2022، أعلنت المجموعة أنها ستستثمر 12.3 مليار دولار لتزويد مصانعها بالطاقة المتجددة بحلول عام 2027. كما تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2040.

وجاءت الخطوة لتؤكد حرص السلطات بقيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس على ترسيخ كل ما له علاقة بصداقة البيئة وفق إستراتيجية التحول الأخضر بكافة القطاعات الإنتاجية في البلاد، وخاصة الفوسفات الذي يعد إحدى الركائز الأساسية لقاطرة الاقتصاد.

وتهدف المجموعة من خلال الاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى تزويد جميع منشآتها الصناعية بالطاقة الخضراء.

وتعزز دورها المركزي في تطوير الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء عبر صعود المغرب كرائد عالمي في مجال الهيدروجين الأخضر، مدفوعا بهدف استخدام مشتق الأمونيا الخضراء لتزويد تصنيع الأسمدة المربح للشركة.

وتشكل الأمونيا الخضراء والأسمدة المصنوعة من الأمونيا الخضراء العمود الفقري لسلاسل توريد الطاقة المتجددة الدولية في المغرب.

ومع اكتمال العديد من مشاريع القطاع الخاص الأجنبي قيد التطوير حاليا، يمكن للمغرب تصدير الآلاف من الأطنان من الأمونيا الخضراء سنويا.

ويعد المغرب أكبر مصدر للفوسفات في العالم وهو يملك 72 في المئة من الاحتياطات العالمية والتي يشتق منها الفوسفور المستخدم في الأسمدة الاصطناعية، وتظهر الإحصائيات أن إيرادات شركة الفوسفات الحكومية تبلغ في المتوسط 6.3 مليار دولار سنويا.

ولكون البلد المطل على المتوسط والمحيط الأطلسي يزخر ببيئة سياسية مستقرة، وجيولوجيا محفزة، وإطار تشريعي وقانوني ملائم، ويد عاملة مؤهلة، وبنية تحتية ولوجستية مصنفة عالميا، فإن القطاع يقدم فرص استثمار عديدة للمؤسسات والشركات المحلية والدولية.

قطاع الأغذية الزراعية في المغرب يمثل 21 في المئة من صادراته من حيث القيمة ومن المتوقع أن يشكل أساس سلسلة توريد الطاقة المتجددة من المغرب إلى أوروبا

ونظرا لأن الأسمدة وواردات الهيدروجين تشكل قطاعين من القطاعات الستة الأولية المستهدفة بموجب آلية تعديل حدود الكربون التابعة للاتحاد الأوروبي، فإن تطوير قدرة الأمونيا الخضراء أمر ملح لكل من المغرب وزبائنه الأوروبيين.

ويمثل قطاع الأغذية الزراعية في المغرب نحو 21 في المئة من صادراته من حيث القيمة، ومن المتوقع أن يشكل أساس سلسلة توريد الطاقة المتجددة من المغرب إلى أوروبا.

وتسعى خطة الجيل الأخضر 2020 – 2030 إلى تعزيز استدامة الإنتاج الزراعي لاستخدام الطاقة المتجددة، وخاصة تحلية مياه البحر لتوفير الموارد الكافية وإنتاج الأسمدة، وهما من المدخلات الأساسية لإنتاج الأغذية، مما يجعل صادراته صديقة للبيئة.

وفي خضم ذلك تتسارع خطوات المغرب نحو اعتماد طرق جديدة لإنتاج المحاصيل من أجل بلوغ أعلى درجات الاستدامة خاصة في أوقات الجفاف لتوفير الغذاء للسكان، وهو محور بارز بالنسبة إلى البلد من أجل ترسيخ الزراعة التجديدية.

وتشمل الممارسات المتبعة في الزراعة التجديدية إعادة تدوير أكبر قدر ممكن من نفايات المزارع، وأيضا إضافة القليل من الأسمدة الطبيعية، بما يسهم في تقليل الانبعاثات الدفيئة.

10