المغرب يرصد انحسارا لافتا للفقر متعدد الأبعاد

متوسط مستوى معيشة الأسر، والذي يتم تقييمه من خلال نفقاتها الاستهلاكية، بلغ 8.17 ألف دولار سنويا.
الاثنين 2024/06/24
الانخفاض الحاد في الفقر متعدد الأبعاد في الأرياف

الرباط – رصد المغرب انحسارا لافتا في مستوى الفقر خلال أكثر من عقدين بفضل تحسن مستوى معيشة السكان على الرغم من تعرض اقتصاد البلد لسلسلة من الصدمات من بينها التوترات الجيوسياسة والتغير المناخي.

وأفادت المندوبية السامية للتخطيط في مذكرة أوردتها وكالة الأنباء المغربية الرسمية بأن نسبة الفقر متعدد الأبعاد بالبلاد سجلت تراجعا كبيرا، من 40 في المئة في سنة 2001 إلى 9.1 في المئة في 2014، ثم 5.7 في المئة في سنة 2022.

وأوضحت المندوبية في مذكرة حول “تطور معيشة السكان في ضوء نتائج البحث الوطني حول مستوى معيشة الأسر لسنة 2022″، الصادرة حديثا، أن هذا التطور الإيجابي يعزى بشكل رئيسي إلى الانخفاض الحاد في الفقر متعدد الأبعاد في الأرياف.

ويندرج البحث حول مستوى معيشة الأسر لسنة 2022 في إطار البحوث البنيوية التي تنجزها المندوبية السامية للتخطيط، وقد تم إنجاز النسخة الرابعة من البحث بعد البحوث التي تم إجراؤها سنوات 1991 و1999 و2007. وتهدف الدراسة بالأساس إلى فهم التحولات الاجتماعية والاقتصادية من خلال رصد تطور مستوى وبنية نفقات استهلاك ودخل الأسر.

5.7

في المئة نسبة الفقر في سنة 2022 نزولا من نحو 40 في المئة في العام 2001

كما أتاحت النتائج التي تم التوصل إليها إجراء تحليل مفصل لتطور مستوى المعيشة ونمط الاستهلاك بين المغاربة، بالإضافة إلى تحليل الظواهر المتعلقة بالفقر والهشاشة والفوارق الاجتماعية في كامل أنحاء البلاد.

وأظهرت النتائج أن متوسط مستوى معيشة الأسر، والذي يتم تقييمه من خلال نفقاتها الاستهلاكية، بلغ 83.7 ألف درهم (8.17 ألف دولار) سنويا. وبحسب الإحصائيات التي تم التوصل إليها، تقهقر مستوى الفقر في القرى على مدى العقدين الماضيين من 73.4 في المئة سنة 2001 إلى 19.4 في المئة سنة 2014 ثم إلى 11.2 في المئة سنة 2022.

وبالنسبة إلى المدن، فإنه بعد الانخفاض الحاد من نحو 13.8 في المئة سنة 2001 إلى 2.2 في المئة خلال عام 2014، ارتفع مستوى الفقر متعدد الأبعاد بشكل طفيف ليبلغ 2.6 في المئة سنة 2022.

وعلى المستوى الجهوي، انخفض الفقر في جميع المناطق، لاسيما في جهات طنجة تطوان الحسيمة، والشرق، والرباط سلا القنيطرة، وسوس ماسة، والدار البيضاء سطات، ومراكش آسفي، ودرعة تافيلالت، حيث تجاوز متوسط الانخفاض السنوي 10 في المئة.

وعلى الرغم من هذا التراجع، تظل جهة بني ملال خنيفرة وجهة فاس مكناس الأكثر فقرا في سنة 2022 بمعدل فقر يفوق 10 في المئة ويصل على التوالي إلى 11.6 و10.4 في المئة.

من جهة أخرى، أبرزت المذكرة أن تفكيك الفقر متعدد الأبعاد حسب كل بُعد يُظهر أن الفقر النقدي يشكل مصدرا رئيسيا لهذا الشكل من الفقر، حيث يفسر أكثر من نصف انتشار الفقر متعدد الأبعاد (52 في المئة) سنة 2022، مقابل 37.8 في المئة سنة 2014.

كما تبلغ مساهمة الحرمان من الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية، في مقدمتها المياه والكهرباء والصرف الصحي، والعجز الاجتماعي في التعليم نسبتي 25 و23 في المئة على التوالي سنة 2022.

11