المغرب يرسخ مكانته كأكبر منتج للسيارات في شمال أفريقيا

فايننشال أفريك: المغرب يعتبر الآن المصدر الرئيسي للسيارات إلى الاتحاد الأوروبي متقدما على الصين واليابان والهند.

الأربعاء 2024/05/08
منصة أفريقية إستراتيجية لإنتاج وتصدير السيارات

الرباط - في غضون سنوات قليلة، حجز المغرب لنفسه مكانا بين أبرز الدول المصنعة للسيارات بإنتاج 700 ألف مركبة سنويا، وسط تحول البلاد إلى عاصمة عربية لصناعة وتجميع أجزاء السيارات، بعد سنوات من الاستثمار واستقطاب رؤوس أموال في القطاع. ووصفت صحيفة “فايننشال أفريك” المغرب بكونه “منصة أفريقية إستراتيجية في إنتاج وتصدير معدات السيارات والمركبات”.

وقالت الصحيفة إن “المغرب يعتبر الآن المصدر الرئيسي للسيارات إلى الاتحاد الأوروبي، متقدما على الصين واليابان والهند، في حين إنه بالفعل المنتج الرائد للسيارات في القارة الأفريقية”.

وقال مكتب الصرف المغربي، الاثنين، إن صادرات السيارات ارتفعت 13 بالمئة خلال الربع الأول من 2024، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية. وجاء ذلك في تقرير مكتب الصرف المغربي (رسمي) المكلف بإحصاء المبادلات التجارية والاقتصادية مع الخارج.

وأضاف المكتب أن هذه الصادرات بلغت 38.3 مليار درهم (3.8 مليار دولار) ما بين يناير ومارس من عام 2024، مقارنة مع 33.9 مليار درهم (3.4 مليار دولار) بالفترة نفسها خلال العام الماضي، أي بنسبة 13 في المئة. وتصدرت صادرات السيارات قائمة الصادرات، تأتي بعدها صادرات قطاع الزراعة ثم الفوسفات.

وسبق أن أشاد المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية بالدور الريادي الذي بات المغرب يحظى به في مجال صناعة السيارات، والنمو المتسارع لهذا القطاع الذي مكن المملكة من ترسيخ مكانتها كأكبر منتج للسيارات في شمال أفريقيا. وأوضح المركز، في دراسة حديثة أعدها تحت عنوان "ريادة إقليمية: المغرب وتوطين صناعة السيارات”، أن نسيج قطاع صناعة السيارات بالمغرب يضم أكثر من 250 موردا لأجزاء السيارات وفاعلين في مجال تصنيع السيارات.

◙ 56.2 في المئة نسبة ارتفاع الاستثمارات الأجنبية في السيارات خلال الربع الأول من عام 2024

ونجح المغرب في إنتاج أول سيارة محلية خلال 2023، فضلا عن إعلان النموذج الأولي لمركبة تعمل بالهيدروجين. وتتولى مصانع السيارات في المغرب القيام بـ10 نظم مرتبطة بصناعة السيارات، تتعلق بالأسلاك الكهربائية والميكانيك والبطاريات والمقاعد وإطارات السيارات.

وتحاول المملكة تحقيق منظومة متكاملة تمكنها من تصنيع سيارة محلية بنسبة 100 بالمئة، وهو ما تم إعلانه في يونيو الماضي. ويقول الاقتصادي المغربي محمد الجدري، إن صناعة السيارات لم تأت بين عشية وضحاها، بل الأمر يتعلق بمجهود كبير للبلاد قامت به خلال 20 عاما الماضية.

رافق التطور الذي تشهده صناعة السيارات في المغرب تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة على البلاد، واستقطاب شركات دولية للاستثمار بالقطاع، آخرها شركتان أوروبيتان افتتحتا مصنعا لأجزاء السيارات في منطقة طنجة الحرة شمال المملكة، في فبراير الماضي.

والشركة الثانية، هي "ستيلانتيس" لصناعة السيارات بالقنيطرة غرب البلاد، والتي بدأت خلال مارس الماضي، أعمال التوسعة لرفع طاقتها الإنتاجية إلى 450 ألف سيارة سنويا. وأعلن مكتب الصرف المغربي ارتفاع الاستثمارات الأجنبية بنسبة 56.2 بالمئة خلال الربع الأول من 2024، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وذكر التقرير أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة بلغت 5.7 مليارات درهم (570 مليون دولار) خلال الربع الأول من 2024، مرتفعة من 3.7 مليارات درهم (370 مليون دولار) في الفترة نفسها من عام 2023.

كما قال المكتب إن تحويلات المغتربين المغاربة "انخفضت بنسبة 0.4 بالمئة خلال مارس 2024، مقارنة بالفترة نفسها من 2023". وبلغت هذه التحويلات نحو 27.4 مليار درهم (274 مليون دولار) منخفضة من 27.5 مليار درهم (275 مليون دولار) قبل عام. ويصل عدد المغتربين المغاربة إلى 5 ملايين بحسب إحصاءات وزارة الخارجية.

10