المغرب يبرم عقدا مع بريطانيا ردا على قرار الجزائر وقف توريد الغاز

المملكة المغربية تبدأ رسميا استغلال حقل تندرارة للغاز الطبيعي.
الخميس 2021/12/02
المغرب يملك بدائل عن الغاز الجزائري

الرباط - رد المغرب على قرار الجزائر تعليق تصدير الغاز إلى إسبانيا عبر المملكة بإبرام عقد مع شركة بريطانية لشراء الغاز الطبيعي المنتج في حقل شرق البلاد، وفق ما أعلنت الأخيرة في بيان نشرته مساء الثلاثاء.

وقالت شركة ساوند إنرجي المتخصصة في استكشاف حقول النفط والغاز في بيان إنها “أبرمت عقدا مع المكتب الوطني للكهرباء والماء لبيعه الغاز الطبيعي لحقل تندرارة شرق المغرب”.

ويعتبر العقد إيذانا بالتشغيل الفعلي لحقل تندرارة، بتأخير لأكثر من عام بسبب جائحة كورونا.

وينص العقد على بيع 350 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا على مدى عشرة أعوام.

وكان المغرب منح في العام 2019 ساوند إنرجي عقد امتياز للتنقيب واستغلال الغاز بمساحة 14 ألف كيلومتر مربع في حقل تندرارة الذي قدرت الشركة البريطانية احتياطياته بنحو 5 مليارات متر مكعب من الغاز.

العقد الذي أبرمه المغرب مع شركة ساوند إنرجي البريطانية يعد إيذانا بالتشغيل لحقل تندرارة، بتأخير لعام بسبب كورونا

وفي يوليو الماضي وقعت الشركة البريطانية عقدا مع شركة أفريقيا غاز المغربية (حكومية) لتسويق الغاز المستخرج من الحقل.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة ساوند إنرجي غراهام ليون إن “الاتفاق الثنائي يعد خطوة مهمة ستدفع بالشركة نحو تطوير مشروع إنتاج الغاز الطبيعي المسال في حقل تي 5 هورست، وستدعم المناقشات الجارية مع مجموعة من الشركاء التجاريين المحتملين”.

وأضاف ليون أن “الشركة تعمل على تحسين البنية التحتية الخاصة بهذا المشروع، حتى يتم ضمان إمدادات الغاز إلى المملكة على المدى الطويل”، مشيرا إلى أن “الاتفاق يعزز الشراكة التجارية القائمة بين المغرب والمملكة المتحدة”.

وسينقل هذا الغاز عبر الجزء المغربي من أنبوب المغرب العربي - أوروبا بواسطة أنبوب فرعي بطول 122 كيلومترا، وهو الأنبوب الذي كان ينقل الغاز الجزائري نحو إسبانيا حتى نهاية أكتوبر، حين قررت الجزائر عدم تجديد العقد المتعلق به بسبب توتر علاقاتها مع الرباط.

وقطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في نهاية أغسطس بسبب ما زعمت أنه “أعمال عدائية” من جانب المملكة، وهو قرار اعتبرته الرباط “غير مبرر تماما”.

واندلعت الأزمة الدبلوماسية بعيد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، فيما تدعم الجزائر جبهة البوليساريو الانفصالية.

المغرب منح في العام 2019 ساوند إنرجي عقد امتياز للتنقيب واستغلال الغاز بمساحة 14 ألف كيلومتر مربع في حقل تندرارة الذي قدرت الشركة البريطانية احتياطياته بنحو 5 مليارات متر مكعب

وورَّدت الجزائر منذ عام 1996 حوالي 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا إلى إسبانيا والبرتغال عبر خط أنابيب المغرب العربي - أوروبا.

وفي مقابل عبور خط أنابيب الغاز عبر أراضيها كانت الرباط تحصل سنويا على نحو مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي بثمن تفضيلي، وهو ما يمثل 97 في المئة من احتياجات البلاد وفق خبراء، إضافة إلى تعويضات مالية قدرت بنحو 50 مليون دولار العام الماضي، بحسب خبير مغربي.

وعقب إعلان الرئاسة الجزائرية عدم تجديد الاتفاق بشأن خط أنبوب الغاز المغاربي - الأوروبي، أفاد المكتب الوطني المغربي للكهرباء والماء الصالح للشرب بأنه “لن يكون له حاليا سوى تأثير ضئيل على أداء النظام الكهربائي الوطني”.

وأضاف البيان “نظرا إلى طبيعة جوار المغرب وتحسّبا لهذا القرار، فقد تمّ اتّخاذ الترتيبات اللازمة لضمان استمراريّة إمداد البلاد بالكهرباء”. مشيرا إلى أنّه يتمّ حاليا درس “خيارات أخرى لبدائل مستدامة على المديين المتوسّط والطويل”.

ومن جهتها ستنقل إمدادات الغاز الجزائري إلى إسبانيا عبر أنبوب الغاز البحري ميدغاز الذي وضع في الخدمة عام 2011.

4