المغرب يؤسس مجمعا متحفيا مستقبليا ويؤكد على انتمائه الأفريقي

الرباط مدينة مغربية تضم العديد من المواقع الرمزية والمتاحف التي تعكس ثراءها الثقافي.
الاثنين 2022/05/09
رؤية مستقبلية للمتاحف

الرباط - أضحت الرباط، المدينة العصرية التي تمزج بين الأصالة والمعاصرة، اليوم رمزا للثقافة المغربية، حيث تضم العديد من المواقع الرمزية والمتاحف التي تعكس ثراءها الثقافي.

 وفي هذا السياق، ستتوفر عاصمة المملكة المغربية قريبا على مجمع متحفي كبير، سيكون مجاورا لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.

ويسلط رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف المهدي قطبي، في حديث معه، الضوء على الخطوط العريضة لهذا المشروع الذي سيكون الأبرز في القارة الأفريقية.

وتفتتح الرباط قريبا مجمعا متحفيا مخصصا للثقافة، وذلك بموجب اتفاقية موقعة بين المؤسسة الوطنية للمتاحف وعدد من الشركاء. وعن القيمة المضافة التي سيحدثها هذا الصرح الثقافي يقول قطبي “يبصم هذا الصرح، الواقع في قلب مدينة الرباط، على تاريخ خاص به لكونه ليس فقط مقرا لمؤسسة عسكرية رفيعة بل أيضا كان أول مقر للمجمع الشريف للفوسفاط. وسنقوم بالاحتفاء ببعده التاريخي والتراثي بجعله فضاء للثقافة، يتواجد أمام متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وكذا على بعد بضع أمتار من متحف التاريخ والحضارات”.

المهدي قطبي: المغرب فخور بانتمائه الأفريقي منه يستمد جذوره للاضطلاع بدور المحرك في مسار التنمية الثقافية والفنية الأفريقية

ويضيف “لست أدري إذا كان بإمكاننا الحديث عن قيمة مضافة، لكون الرباط تعتبر أصلا مدينة غنية ثقافيا، لكن يمكننا التأكيد على أن هذا المجمع سيكون منسجما مع استراتيجية ‘الرباط عاصمة الأنوار وعاصمة الثقافة‘. وسيضع المدينة في خضم دينامية حديثة متطورة ومنفتحة على العالم مع تسليط الضوء على ماضيها التاريخي وروافده الغنية وجذوره الأفريقية”.

ويتابع قطبي “سيحتضن المجمع مركزا أفريقيا للتكوين في مهن الحفظ والترميم، وبالخصوص، متحفين جديدين سيثريان قائمة المتاحف: متحف الرباط المخصص لتاريخ المدينة، ومتحف القارة”.

ويكرس هذا المشروع، وفق قطبي، رؤية المغرب التي تسعى لتوفير بنيات تحتية متحفية ذات جودة. ويستجيب أساسا لتطلعات النموذج التنموي الجديد الذي يضع الثقافة ضمن أولويات التنمية بالمملكة.

ويقول قطبي “لتطوير هذا المشروع، تعمل المؤسسة الوطنية للمتاحف بتعاون وثيق مع وزارات ومؤسسات الدولة ذات الخبرة في مجال البناء والتجهيزات العامة. لقد قمنا بالتوقيع على اتفاقية الإشراف المنتدب على المشروع مع وزارة التجهيز والماء والوكالة الوطنية للتجهيزات العامة لتنفيذ مشروع تهيئة المبنى. وستشرف الوزارة المنتدبة المكلفة بالميزانية أيضا على المشروع وعلى الموارد الضرورية لإنجازه”.

ويضيف “كما قمنا سنة 2020 بإبرام اتفاقية مع الوكالة الفرنسية للتنمية من أجل إحداث مركز أفريقي للتكوين في مهن التراث، والذي سيجمع مجموعة من الخبراء من المغرب وبلدان غرب أفريقيا الناطقة بالفرنسية وكذا فرنسا، لتقاسم مهاراتها والممارسات الجيدة وكذا هيكلة شبكة الخبراء الأفارقة في مهن المتاحف”.

 ويحتفي هذا المجمع بأفريقيا وسيكون الأبرز بالقارة، وحول رؤية المؤسسة الوطنية للمتاحف في هذا السياق يقول قطبي “لقد قمنا بتنظيم مجموعة من التظاهرات الفنية الأفريقية، منها على سبيل المثال ‘أفريقيا بالعاصمة‘ سنة 2017، و‘كنوز الإسلام في أفريقيا: من تمبوكتو إلى زنجيبار‘ و‘أضواء أفريقيا‘ في 2019، وذلك بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وكذا في فضاءات ثقافية أخرى بالعاصمة”.

مشروع رائد يستجيب لتطلعات النموذج التنموي الجديد الذي يضع الثقافة ضمن أولويات التنمية بالمملكة

ويواصل حديثه “نعرض حاليا بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر أعمال رائد التصوير الفوتوغرافي ماليك سيديبي وكذا جيلا من المصورين الشباب المعاصرين ينتمون لكافة أنحاء القارة، وذلك في إطار معرض ‘أفريقيا بعيون مصوريها من ماليك سيديبي إلى يومنا هذا‘. ويمكننا القول إنه منذ إحداثها فقد أولت المؤسسة الوطنية للمتاحف مكانة خاصة لأفريقيا في سياستها المتحفية وفي برنامجها الثقافي”.

 ويلفت قطبي إلى أن المغرب يتبوأ مكانة مركزية واستراتيجية على الصعيد القاري، وبصفة أكبر منذ عودة المغرب إلى حظيرة الاتحاد الأفريقي سنة 2017. ولهذا سيستضيف متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، المحور المعاصر لمعرض “فن بنين بين الأمس واليوم: من الاسترجاع إلى التعريف”.

ويبيّن أنه قد كان للمؤسسة الوطنية للمتاحف الشرف في المشاركة في فبراير الماضي في هذا الحدث بالبنين التي احتفت باسترجاع 26 قطعة فنية من الكنوز الملكية من فرنسا.

 ويختم “إن المغرب فخور بانتمائه الأفريقي، حيث يستمد جذوره العميقة للاضطلاع بدور المحرك في مسار التنمية الثقافية والفنية الأفريقية. ولهذا فمن خلال حمل هذا الفخر عاليا، وهذا التنوع الغني، ستفرض قارتنا مكانتها في المشهد الدولي المعاصر”.

13