المغرب يأمل في تحسن العلاقات مع النظام الجزائري الجديد

رئيس الحكومة المغربية يعرب عن تطلع بلاده إلى أن يكون أول قرار تتخذه السلطة الجزائرية الجديدة هو "فتح الحدود".
الجمعة 2019/05/17
هل تفتح الحدود المغلقة

الرباط – أعرب رئيس الحكومة المغربية، سعدالدين العثماني، عن تطلع بلاده إلى أن يكون أول قرار تتخذه السلطة الجزائرية الجديدة هو “فتح الحدود”.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها العثماني، لوسائل إعلام محلية، في وقت متأخر من ليلة الأربعاء/ الخميس، نظمها بمقر إقامته بالرباط، ودعا إليها بعض الصحافيين. وقال مصدر حضر اللقاء إن العثماني اعتبر أن “المنطق يقول إن أول قرار يجب أن يُتخذ من طرف فريق الحكم الجديد بالجزائر، هو فتح الحدود مع المغرب”.

وأضاف “فريق الحكم الجديد بالجارة الجزائر، على الأقل سنجد معهم حلولا، ولن ينهجوا سلوك التنافس الشرس مع المغرب”.

وذكر أن علاقات الجزائر مع بلده “لن تكون أسوأ مما كانت عليه قبل الإطاحة بنظام حكم عبدالعزيز بوتفليقة”.

وأفاد العثماني بأن “حكام الجزائر السابقون كانوا أكثر عداء للمغرب”، وفق المصدر ذاته.

وفي 16 مارس الماضي، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، إن الرباط “قررت عدم التدخل أو التعليق على الأحداث التي تشهدها الجزائر”.

وأقدمت الجزائر عام 1994، على غلق حدودها البرية مع المغرب، إثر تحميلها الرباط المسؤولية عن هجمات إرهابية استهدفت سياحا إسبانيين في مراكش، وفرض تأشيرة دخول مسبقة على الجزائريين.

ورفضت السلطات الجزائرية عدة دعوات سابقة من نظيرتها المغربية لفتح الحدود، وكان المسؤولون يردون في كل مرة أن فتحها مرهون بشروط، منها “احترام موقف الحكومة الجزائرية في ما يتعلق بمسألة الصحراء”.

وواجه اتحاد المغرب العربي، منذ تأسيسه عام 1989، عراقيل لتفعيل هياكله وتحقيق الوحدة المغاربية. وأهم هذه العراقيل، بحسب مراقبين، هو الخلاف حول ملف الصحراء.

وأطلق العاهل المغربي الملك محمد السادس في نوفمبر الماضي مبادرة للحوار مع الجزائر، لحل الملفات العالقة بين البلدين.

ووصف العاهل المغربي حينئذ وضع العلاقات بين البلدين بأنه “غير طبيعي وغير مقبول”. وأعرب عن استعداد بلاده لـ”الحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين”.

 وأضاف أن الآلية التي يقترحها على الجزائر “يمكن أن تشكل إطارا عمليا للتعاون بخصوص مختلف القضايا الثنائية، خاصة في ما يتعلق باستثمار الفرص والإمكانات التنموية التي تزخر بها المنطقة المغاربية”.

ولم ترد الجزائر على الدعوة المغربية للحوار، رغم مطالب الرباط المتكررة بتحديد موقفها من المبادرة.

ويرتبط جمود العلاقات بين المغرب والجزائر بدعم الأخيرة لجبهة البوليساريو الانفصالية.

وينبع إصرار المغرب على ضرورة تسوية خلافه مع الجزائر من قناعته بأن المفاوضات مع جبهة البوليساريو مضيعة للوقت ويرى أنها لا تملك القرار حيث يعتبرها أداة في يد نظام الجزائر الفاعل الحقيقي في النزاع حول قضية الصحراء المغربية.

ويرتكز الموقف المغربي، كما حدده الملك محمد السادس على رفض أي حل لقضية الصحراء خارج سيادة المغرب الكاملة على صحرائه ومبادرة الحكم الذاتي، التي يشهد المجتمع الدولي بجديتها ومصداقيتها.

4