المغرب وألمانيا يتفقان على تعزيز التعاون بعد طي صفحة الخلافات

الخارجية الألمانية تدعم مقترح الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لحل النزاع في الصحراء.
الجمعة 2022/08/26
صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين

الرباط - اتفق وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيرته الألمانية أنالينا بايربوك الخميس على فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين مبنية على الوضوح والثقة والتعاون من أجل المصالح المشتركة وفق آليات جديدة بعد عام على أزمة بين البلدين بسبب ملف الصحراء.

وأعلن الوزيران، في مؤتمر صحافي عقد الخميس بمقر وزارة الخارجية المغربية في الرباط في أعقاب زيارة رسمية للوزيرة الألمانية، فتح حوار إستراتيجي على مستوى الخارجية وإعادة إحياء اللجنة الاقتصادية للدفع بالتعاون المشترك في المجالين الاقتصادي والمالي وتعزيز الشراكة في مجموعة من المجالات منها الهيدروجين الأخضر والطاقة والاستثمار وتمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع.

الرباط كانت قد استدعت في العام الماضي سفيرتها من برلين للتشاور، لعدة شهور، وذلك لغضب الحكومة المغربية من السياسة الخارجية الألمانية المتعلقة بالنزاع على إقليم الصحراء

وجدد البلدان، في بيان مشترك، رغبتهما في تطوير العلاقة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والحوكمة، كما جددت الوزيرة الألمانية الدعوة التي وجهها من قبل الرئيس الألماني إلى ملك المغرب محمد السادس لزيارة ألمانيا منوهة كذلك بالإصلاحات الهامة التي يباشرها المغرب في مجموعة من المجالات والدور المهم الذي يلعبه كشريك أساسي للاتحاد الأوروبي في شمال أفريقيا والقارة السمراء ككل.

وأدان الطرفان التدخل العسكري والغزو الروسي لأوكرانيا وانعكاساته السلبية على أزمة الغذاء العالمية.

وقال ناصر بوريطة “لدينا تطابق في العديد من الملفات سواء الخاصة بموضوع الصحراء أو منطقة الساحل والشرق الأوسط ومالي وليبيا وأوكرانيا، نحيي دور ألمانيا للدفع بالعلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي إلى الأمام وخلق شكل جديد من التعاون بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط”.

وأوضح بوريطة تشبث بلاده الدائم بالبحث عن حل للقضية داخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن وليس خارجهما دون تناقض في موقفه الجدي المبني على مقترح الحكم الذاتي لسنة 2007.

كما عبر بوريطة عن أسفه للتصريح الأخير لجوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي واصفا إياه “عثرة لسان لا تعكس الموقفين الإسباني والأوروبي بخصوص هذا الموضوع”.

وأشارت أنالينا بايربوك إلى مجموعة من الحقائق التي تؤكد أهمية الشراكة بين البلدين والروابط الثقافية والتجارية التي تجمعهما والمتمثلة في إقبال المغاربة على تعلم اللغة الألمانية والشراكات المتعددة في التعليم العالي والتبادل السياحي المتنامي إضافة إلى الملفات التي تحظى بأولوية في مجالات الطاقات المتجددة وأزمة المناخ والهجرة ومكافحة الإرهاب.

وتطرقت بايربوك إلى موضوع الصحراء الذي شكل نقطة الخلاف والقطيعة في الأزمة الأخيرة، مؤكدة موقف بلادها المتطابق مع موقف الاتحاد الأوروبي الذي يراهن على المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة في إطار تعزيز فرص إيجاد حل دائم ومرضي لكل الأطراف على أساس مقترح الحكم الذاتي.

وزير الخارجية المغربي ونظيره الألماني يؤكدان على أهمية الشراكة والعمل المشترك لتعزيز الاستقرار في مالي وليبيا وبقية منطقة الساحل

وكانت الرباط قد استدعت في العام الماضي سفيرتها من برلين للتشاور، لعدة شهور، وذلك لغضب الحكومة المغربية من السياسة الخارجية الألمانية المتعلقة بالنزاع على إقليم الصحراء، حيث قالت الرباط إن ألمانيا تصرفت مرارا على نحو معاد للمصالح العليا للمغرب. وفي المقابل، ردت الخارجية الألمانية آنذاك بأن الاتهامات المغربية غير مفهومة.

وسعى البلدان إلى تجاوز الأزمة حيث اتفق وزيرا خارجية المغرب وألمانيا في بيان مشترك في فبراير على “تجاوز سوء الفهم”، مرحّبين بعودة السفيرة المغربية إلى برلين. وجاء ذلك بعد أن أعلنت الخارجية الألمانية في بيان في 13 ديسمبر الماضي أنها تدعم مقترح الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لحل النزاع في الصحراء.

وشدد كل من وزير الخارجية المغربي ونظيره الألماني في الرباط على أهمية الشراكة والعمل المشترك لتعزيز الاستقرار في مالي وليبيا وبقية منطقة الساحل لتأثيرها الكبير على الاستقرار في بقية أنحاء العالم.

وشدد بوريطة على معاناة القارة الأفريقية من العمليات الإرهابية، مشيرا إلى تواجد ما يقارب 12 مجموعة إرهابية تستغل حالة عدم الاستقرار لتطوير عملياتها في المنطقة بشكل ينعكس على شمال أفريقيا وأوروبا كذلك.

4