المغرب لا يزال يدرس تداعيات الاتفاق السعودي الإيراني

الرباط تنظر بكثير من القلق للدعم الذي تقدمه السلطات الإيرانية لجبهة البوليساريو.
السبت 2023/03/18
الاتفاق سيكون له تداعيات على كثير من الملفات بما فيها ملف الصحراء المغربية

الرباط - أعلن المغرب انه لم يناقش بعد استئناف العلاقات السعودية الإيرانية وتأثير ذلك على علاقات المملكة مع طهران حيث يعتبر الملف حساسا لدور إيران في دعم جبهة البوليساريو الانفصالية فيما يعتقد ان الرباط لا تزال تدرس تداعيات الاتفاق.

ولا تزال العلاقات مقطوعة بين المغرب وإيران منذ مايو سنة 2018 على خلفية تقارير استخباراتية تتحدث عن تقديم حزب الله اللبناني دعما ماليا ولوجستيا لجبهة البوليساريو الانفصالية بتنسيق من السفارة الإيرانية في الجزائر وهو ما اعتبرته الرباط تهديدًا لأمنها واستقرارها.
وسبق للمغرب أن اتخذ قرارا مشابها عام 2009، ردا على تصريحات إيرانية طالبت بضمّ مملكة البحرين إلى أراضيها، لتستمر تلك القطيعة حتى أكتوبر 2016 عندما عيّنت الرباط سفيرًا لها في طهران.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حلًا لذلك حكمًا ذاتيًا موسّعًا تحت سيادتها، بينما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر.
وقال الناطق باسم الحكومة مصطفى بايتاس، خلال مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماعها الأسبوعي، مساء الخميس "الحكومة لم تناقش الموضوع المتعلق بعودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران"، وتأثير ذلك على بلاده.
وفي 10 مارس 2023، أعلنت السعودية وإيران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، وإعادة فتح سفارتيهما في غضون شهرين، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في العاصمة بكين، بحسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة.
وتنظر السلطات المغربية بكثير من القلق من التقارير التي تتحدث عن قيام ايران بتسليم جبهة البوليساريو طائرات مسيرة حيث قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في أكتوبر/تشرين الاول الماضي ان تسليح طهران للجبهة الانفصالية يشكل خطرا كبيرا على الامن والسلم في المنطقة.
وقال حينها في مؤتمر بشان اليمن أن "الدول التي تُمكِّن طهران من هذا النوع من الأسلحة عليها أن تتحمل مسؤوليتها لما تشكله من خطورة على سلامة وأمن عدد من الدول".
في المقابل تنظر إيران بقلق كبير من قرار المغرب تطبيع العلاقات مع اسرائيل في 2020 حيث تعتقد الحكومة الايرانية ان تعزيز التعاون بين الرابط وتل أبيب في مختلف المجالات بما فيها العسكرية يهدد نفوذها ومصالحها في شمال افريقيا لذلك قامت بتعزيز العلاقات مع الجزائر.
ورغم ان مراقبين يرون ان الاتفاق السعودي الايراني ستكون له كثير من التداعيات على عدد من الملفات في منطقة الشرق الاوسط لكنهم يستبعدون في نفس الوقت احتمال عودة قريبة للعلاقات الايرانية المغربية مع إصرار طهران على دعم البوليساريو وفق تقارير استخباراتية.
وكان العاهل المغربي محمد السادس افاد في اب الماضي ان قضية الصحراء هي النظارة التي ينظر بها المغرب الى العالم.
ونجحت الرباط خلال السنوات الماضية في كسب اعتراف عدد من الدول الكبرى بمشروعها للحكم الذاتي وفي مقدمتها الولايات المتحدة ما اثار حنق الجزائر التي ترتبط بعلاقات قوية مع إيران.