المغربي مصطفى أجماع يحتفي بجماليات الخط العربي

معرض "حروفيات" يضم ست وعشرون لوحة تشير إلى الأشياء الجميلة الناطقة وهي خرساء، وتفرض نفسها دائما بإلحاح.
الخميس 2022/12/22
فنان منشغل بإعادة تشكيل حروفه

القنيطرة (المغرب) - تخليدا لليوم العالمي للغة العربية، الذي يحل في الثامن عشر من ديسمبر كل عام، يحتفي الفنان التشكيلي والخطاط المغربي مصطفى أجماع بجماليات الحرف العربي في معرض بعنوان “حروفيات” بمدينة القنيطرة.

في بهو المركب الثقافي بمدينة القنيطرة، نظمت هذا المعرض المديرية الإقليمية لقطاع الثقافة وبيت الإبداع بالقنيطرة، وقد ضم 26 لوحة تحتفي باللغة العربية.

ونظم هذا المعرض في إطار تظاهرة استقبلت ندوة فكرية بعنوان “اللغة العربية جماليات وتجليات”، شارك فيها كل من إدريس الزايدي ومحمد لعوينة ومحمد الشنوف، وكرّمت شيخ الخطاطين المغاربة الدكتور محمد قرماد.

ب

وقال الفنان الحروفي أجماع في حديثه عن المعرض “ثمة إشارات إلى الأشياء الجميلة الناطقة وهي خرساء، تفرض نفسها دائما بإلحاح… ما دام الوقوف على مدارجها في التساكن أو التجاور أو الإفصاح عن العلائق يقود إلى تقليد يتمنطق بروابط جمالية”.

وأضاف “هذه الإشارات التي تلوح في الأفق تدعونا إلى أن نتلمس الطريق في محاولة القبض على بصيص من الضوء، وأن تقبض على الضوء، فمعناه أن تسبر أغوار البصر والبصيرة وما بينهما من علاقة معرفية، حدسية، يختلط فيها الحسي بالعقلي من خلال بعد جمالي عربي مغربي”.

وتابع “إن كل تجربة هي محاولة… ومحاولة الكتابة عن الذات، أو عن الخصوصية هي دعوة أمام تعدد المشارب والقناعات المعرفية، بـ’أن تتوقف عن الوجود لكي تسلم لضيف آخر لا مهمة له ولا حياة إلا انعدام حياتك’. وما دامت كل تجربة / رحلة خطت لنفسها هدفا يتمثل في محاولة القبض على الضوء أو على الماء، أو تلوين الهواء، باعتبار هذه العناصر هي روح الحياة، فهي من تداعيات الإدراك وتنشيط الذاكرة”.

ثم استرسل قائلا “إذا كانت معرفة أسرار الضوء وكنه وخفايا الهواء خلاصة لرؤى وتجارب معرفية إنسانية منذ بدء الخليقة، فالهواء روح الأشياء والماء أصلها والضوء كاشفها. وبين الهواء الذي يمثل الروح التي تبحث دوما عن التألق والتوق والانعتاق والتسامي، والماء الذي هو جريان دائم من أجل زرع البقاء والاستمرارية والديمومة، والضوء الذي تتجلى تمظهراته في الكشف وإظهار الخلق والإفصاح عن مكامن الرغبة إلى الجمال، يتم البناء والإنجاز لفضاء خاص يؤثثه التاريخ وتراكمات التجارب”.

كما ذكر الفنان أنه “مهما اختلفت عناصر إبراز أي فضاء كيفما كان نوعه من تركيب، أو تفكيك، أو تحليل، أو بناء، فإن النتيجة الحتمية هي الانخراط في إضفاء عناصر المسحة الجمالية، ولا يسعنا سوى أن نتساءل عن هذا الجمال، عن كنهه، ودلالاته، وتجلياته، إلى غير ذلك من الأسئلة، خاصة في حضرة هذا الاحتفاء بأشيائنا الصغيرة التي تحمل رسائلها السطحية والعميقة والتي تدعونا إلى قراءتها”.

والفنان التشكيلي مصطفى أجماع هو أيضا شاعر وكاتب، يقيم منذ أكثر من ثلاثة عقود المعارض الفردية والجماعية، تستعرض في مجملها تعبيرات النّفس والخيال والتجربة، بعدما يجري حوارات مكثّفة ومتماسكة مع الحرف ومع ما يوفّره من متعة بصريّة ومن محمولات وانفتاح دلاليّ.

Thumbnail
15