المغربي حمادي كيروم يقدم رسالة عميقة لكل من يحب السينما

بني ملال (المغرب) - قدم الناقد السينمائي والباحث المغربي حمادي كيروم، خلال لقاء فكري أقيم مؤخرا في المركب الثقافي الأشجار العالية ببني ملال، إصداره الجديد “فن فهم السينما بين اللغة والنظرية”، بحضور ثلة من رجال الفكر والثقافة والأدب.
وفي هذا العمل الواقع في 190 صفحة لم يتنصل كيروم من قبعة الناقد السينمائي، ليعرّف القارئ على مساره الطويل بين قاعات السينما ومشاركاته في مختلف الندوات التي تعنى بالفن السابع.
ويستعرض هذا العمل الجديد، الذي نشر باللغة العربية في عام 2023، رحلة حياة طويلة نقلت المؤلف من بني ملال حيث ولد إلى دور السينما الكبرى والمهرجانات السينمائية، قبل حمله صفة مدير مهرجان وأكاديمي.
ويستند كيروم إلى تاريخه الشخصي ليقدم منتوجا موجها لهواة السينما والطلاب للسفر بهم إلى عوالم خارج الشاشة الكبرى من خلال البحث عما يسميه “الآخر في عمقه وحميميته وجماله”.
ويسلط هذا الكتاب الضوء على فن فهم السينما بين اللغة والنظرية اعتمادا على ثقافة الصورة واللغة السينمائية. وينقل المؤلف إلى القارئ فن حب السينما عبر “التاريخ والشخصيات وطريقة الكتابة والتفكير، ولاسيما طريقة تقاسم حب السينما هذا”.
وييسر الكتاب كما يذكر الناقد وائل بورشاشن استيعاب “مفهوم الصورة”، و”إشكالية اللغة السينمائية”، و”الأبجدية التقنية والفنية”، و”الكتابة السينماتوغرافية”، و”نظريات السينما”.
ويضيف الناقد المغربي في المؤلف أن “الدخول الحقيقي إلى قارة السينما الحديثة، لنسكنها كشعراء”، يكون بـ”تغيير السؤال التقليدي (ما الذي سنراه في الصورة التالية؟)، وإعادة طرح سؤال حديث ومعاصر هو: ماذا يوجد في هذه الصورة كي نشاهده؟”.
ويتابع الكاتب “بهذا سنعرف أن الموقف لم يعد موقفا حسيا – حركيا، بل أصبح موقفا بصريا وصوتيا صرفا، فيحل الرائي المستبصر محل المتفرج”.
استيعاب “سينما الاستبصار” أو “سينما الطبقات البصرية الكامنة في اللقطة” يحرر السينما، حسب كيروم، “من هيمنة الحكي والقص ووصف الأحداث؛ لأن ما هو سينمائي لا يمكن روايته”.
ويطمح هذا الكتاب إلى أن “يتقاسم الطلبة والأساتذة والباحثون والنقاد عشق السينما، لأن تعلم السينما وفهمها لا يتحققان إلا من خلال مشاهدة أفلام السينمائيين الكبار وتحليلها وقراءتها”، وهكذا “نعيد إلى السينما ألقها الفني والجمالي والفكري، الذي ضيعته (الصناعة الثقافية)”.
كما يتمكن من مساعدة المشاهد على الانتقال من البصر إلى النظر؛ إذ تساعدنا قراءة المعارف التي يقترحها الكتاب، حول مفهوم الصورة وإشكالية اللغة السينمائية والأبجدية التقنية والكتابة السينماتوغرافية ونظريات السينما، على الدخول الحقيقي إلى قارة السينما الحديثة برؤى أكثر قدرة على الاستيعاب والتحليل والنقد.
واعتبر كيروم في تصريح له بالمناسبة هذا العمل بمثابة دعوة إلى استكشاف الجوانب الخفية للسينما من خلال الترويج لها وتقريبها من الآخر، مشيرا إلى أن الكتاب يستعرض علاقته بالسينما ومع المخرجين والسينمائيين الذين كان لهم تأثير كبير على مساره.
وسجل أن إصداره الجديد يتناول رؤيته الذاتية للصورة كأداة ترسم الطريق لمجتمع المعرفة، وتمكن من محاربة الجهل بشتى أصنافه.
وصدرت لكيروم الناقد السينمائي والأكاديمي ومدير مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، العديد من الأعمال التي تتناول موضوع السينما.
وتم تقديم كتاب “فن فهم السينما بين اللغة والنظرية” في حفل أقيم بالتعاون مع دار النشر فالية ومكاتب ابن خلدون والمركب الثقافي الأشجار العالية. وتخلل الحفل لقاء مفتوح حول آفاق وسبل النهوض بقطاع السينما في جهة بني ملال – خنيفرة.