المغتربون يُعززون الاقتصاد اللبناني في عطلة عيد الميلاد

عودة اللبنانيين المقيمين بالخارج تخفف وطأة الأزمة على ذويهم.
الجمعة 2021/12/31
إنفاق يحتاجه لبنان بشدة

بيروت - تشكل عودة اللبنانيين المقيمين بالخارج إلى بلادهم في موسم عطلات عيد الميلاد للاحتفال مع أسرهم فرصة لتعزيز اقتصاد بلادهم المُنهار حيث يُنفق هؤلاء سيولة مطلوبة بشدة في الوقت الذي تشهد فيه البلاد أسوأ أزمة منذ عقود.

ومع تعمق الأزمة يوما بعد يوم جاء المغتربون للاطمئنان على ذويهم وأصدقائهم الذين يعانون لتلبية الاحتياجات الضرورية مع انقطاع الكهرباء ونقص الوقود والافتقار للسيولة.

وينهار الاقتصاد اللبناني منذ 2019 عندما دفعت الديون المتراكمة والجمود السياسي البلاد إلى أسوأ أزمة تشهدها منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990.

وكانت شوارع بيروت تزين عادة في مثل هذا الوقت من العام بزينة عيد الميلاد، لكن انقطاع الكهرباء تركها مظلمة.

وقال بسام عكيكي البالغ 48 عاما وهو لبناني مغترب مقيم بإسبانيا منذ 20 عاما ويزور لبنان حاليا “الأهل أهم شي جايين نحنا منشان نعيد مع أهلي إلي 20 سنة مش معيد معهن، وابني الصغير عمره 12 سنة بحب كتير يجي على لبنان لأنه بحب الأقارب ولاد عمه وولاد خالاته، بحب يجي يقعد معهم، من شان هيك تحمسنا وجينا مع أنه هلاء صعبة كتير، بدك تعمل فحص كورونا قبل ما تيجي وتيست (فحص) بس توصل ومصاريف أكتر وكذا بس قررنا نيجي من شان الأهل أكتر شي”.

مع تعمق الأزمة جاء المغتربون إلى لبنان للاطمئنان على ذويهم الذين يعانون لتلبية احتياجاتهم ولإنفاق سيولة مطلوبة

وأضاف “العيد بطل متل قبل، بتحس العالم منا مبسوطة قد قبل، قبل كنا ننبسط أكتر، العالم .. لأنه ماديا محتاجة بطلت تقدر تصرف مال ما كانت تصرف قبل لتنبسط وتجيب هدايا للأولاد ويعني في دائما حرقة بالقلب”. وقال حنا عكيكي (85 عاما) والد بسام “لما بيجو الأولاد لهون بنبسط إنه يصلوا معي هون، ما بحب يرجعوا يروحوا، بفرح فيهن، ولو كان الوضع بهم إنهم بضلوا حدي، ما بحب يرجعوا يروحوا، بس شو بدنا نعمل. بدنا نتحمل”.

وأبدى وائل لادكي وهو مصور لبناني يعيش ما بين دبي واليونان دهشته من قدرة الشعب اللبناني على التكيف مع الواقع الجديد. 

وقال “عم بلاقي البلد كتير عم تتراجع، عم بيتراجع بشكل سريع جدا جدا والأسوأ من تراجع البلد سرعة الناس بالتأقلم مع هذا التراجع، وهذه الصدمة الأساسية اللي عم تزعجني كتير وكل مرة بصير في صراع مع نفسي إذا بشوف هذا التدهور وهذا الانحدار السريع جدا، إنه برجع بيجي على البلد ولا لا. بس بترجع بتقول أنت محكوم إنك تجي، في عندك أهلك في عندك تفاصيلك في عندك ذكريات وطفولتك اللي موجودة في هالبلد”.

وأضاف “هلاء انقطعت الكهرباء، بكل بساطة بتكون قاعد، أنا حاليا مركلج حياتي على الكهربا، إنه ممكن فيق 6 الصبح وأضهر 7 الصبح لأنه بتنقطع الكهرباء وما بعود فيني أتحكم ولا أطلع درج أنا بيتي عالي”.

وتابع لادكي “فجأة بتيجي الكهربا فجأة بتنقطع الكهربا، فجأة بتلاقي الزبالة بشكل مش طبيعي على الطرقات، أزمة البنوك، أزمة المحروقات. هلاء حلو الامبيانس الي عم يعطونا إياه، حلو كتير، ضوي طفي، ونحنا بشهر الميلاد يعني متل الشجرة”.

10