المعركة الحاسمة: بايدن وترامب يحشدان طلبا للدعم في الانتخابات النصفية

الجمهوريون في وضع مريح والديمقراطيون يخشون من هزيمة تضيق على بايدن حركته.
الثلاثاء 2022/11/08
فرصة أخرى أمام ترامب لإرباك بايدن

الانتخابات النصفية التي تجرى الثلاثاء ستكون حاسمة بالنسبة إلى الجمهوريين والديمقراطيين، ولأجل هذا نزل كل حزب بثقله في آخر يوم للحملة بالاعتماد على أسمائه البارزة لإظهار تماسكه وقدرته على الفوز، لأجل هذا نزل بايدن وترامب لحث الأنصار على المشاركة بقوة.

واشنطن - تصدّر الرئيس الأميركي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب مشهد اليوم الأخير من الحملة الانتخابية الاثنين، ما يكشف أهمية انتخابات التجديد النصفي التي تجرى الثلاثاء لتحدّد إطار بقية ولاية بايدن، كما يمكن أن تمهّد الطريق لعودة ترامب إلى البيت الأبيض.

ويواجه الديمقراطيون صراعا محموما للحفاظ على الكونغرس، بعد سباق وصفه الرئيس بايدن بأنه لحظة “حاسمة” للديمقراطية الأميركية، وفي الوقت الذي هيمنت فيه قضايا مثل التضخّم إلى حدّ كبير على الحملة.

ويبدو الجمهوريون في وضع مريح يسمح لهم بانتزاع غالبية في مجلس النواب، بينما يخشى العديد من الديمقراطيين خسارة مجلس الشيوخ، في هزيمة ستسمح لأعداء بايدن بتولّي المهمّة التشريعية بشكل شبه كامل خلال العامين الأخيرين له في البيت الأبيض.

وتظهر استطلاعات الرأي أنّ معظم الأميركيين قلقون بشأن الاقتصاد ويشعرون بأنّ البلاد تسير على الطريق الخطأ، ما أدّى إلى تقوية موقع المرشّحين الجمهوريين في مناطق كانت تبدو بعيدة المنال بالنسبة إليهم.

المرشحون الديمقراطيون مُنحوا دفعا قويا من سياسيين أكثر شعبية مثل أوباما وكلينتون ما يظهر تماسك الحزب

وفيما تتاح جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 للمنافسة، وثلث مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددها 100 مقعد وعدد من المناصب الحكومية، يضع الديمقراطيون آمالا بشأن الآفاق التي قد يحقّقونها في هذا السباق.

وقال السناتور عن نيوجرسي كوري بوكر لشبكة “آي.بي.سي” الأحد “الحزب الموجود في البيت الأبيض عادة ما يخسر في الانتخابات النصفية ولكن الحقيقة هي أننا مازلنا نحافظ على مسار قوي، ليس فقط للحفاظ على مجلس الشيوخ ولكن للحصول على مقاعد إضافية”.

في هذه الأثناء، مُنح المرشّحون الديمقراطيون دفعا قويا خلال الحملة الانتخابية من قبل السياسيين الأكثر شعبية في الحزب، بمن فيهم الرئيسان السابقان باراك أوباما وبيل كلينتون.

وقال بايدن أمام جمهور ملتزم إلى حد كبير بدعمه، في جامعة سارة لورنس بشمال نيويورك “إذا ذهبتم جميعا للتصويت، ستُحفَظ الديمقراطية. هذه ليست مزحة”.

وأضاف “حان الآن الوقت بالنسبة إلى جيلكُم للدفاع عنها (الديمقراطية)، والحفاظ عليها، واختيارها”، مذكّرا بهجوم السادس من يناير 2021 الذي شنّه أنصار لترامب على مبنى الكابيتول.

واستفاد الجمهوريون من دعم وتشجيع قائمة أضيق من السياسيين، في ظل تسليط الضوء خلال الحملة الانتخابية في الأسابيع الأخيرة على ترامب الذي كان يغازل فكرة ترشّح محتمل للرئاسية في العام 2024.

وسيتنافس بايدن وترامب عشية الانتخابات، حيث يشارك الرئيس في تجمّع حاشد بالقرب من العاصمة في ولاية ماريلاند، بينما يخوض ترامب حملة انتخابية في إطار سباق مجلس الشيوخ المضطرب في أوهايو.

الجمهوريون يبدون في وضع مريح يسمح لهم بانتزاع غالبية في مجلس النواب، بينما يخشى العديد من الديمقراطيين خسارة مجلس الشيوخ

وكان المشهد السياسي يميل بعيدا عن الديمقراطيين منذ الصيف، مع إظهار استطلاعات الرأي أنّ الجمهوريين يتجهون للحصول على غالبية من رقمين في مجلس النواب.

وقال الحاكم الجمهوري لفرجينيا غلين يونغكين “سيكون ذلك دعوة إيقاظ للرئيس بايدن”.

ورغم أنّ السباق في مجلس الشيوخ يبدو محتدما، إلّا أنّ الديمقراطيين يأملون في الحفاظ على هذا المجلس الذي يسيطرون عليه بغالبية ضيّقة بفضل نائبة الرئيس كامالا هاريس التي تحمل الصوت الكاسر للتعادل.

وفي هذا السياق، تحتدم السباقات في بنسلفانيا ونيفادا وويسكونسن وجورجيا ونيو هامبشير وأوهايو، حيث يمكن لأيّ من هذه الولايات أن تغيّر ميزان القوى.

وخلال الحملة الانتخابية، ركّز الديمقراطيون على حقوق التصويت والحق في الإجهاض والرفاهية، وفي حالة بايدن، على التهديد الذي يمثله الدعم المتزايد بين الجمهوريين المؤيدين لترامب لنظرية المؤامرة السياسية.

ويردّ الجمهوريون على ذلك مؤكدين أنّ التصويت للديمقراطيين يعني أنّه لن تكون هناك نهاية للتضخّم المرتفع وتصاعد جرائم العنف، وذلك في إطار سعيهم لجعل الانتخابات النصفية استفتاء على الرئيس.

ومع وصول نسبة تأييد الرئيس إلى حوالي 42 في المئة، تجنّب بايدن الولايات الأكثر احتداما، ولكنه شارك في الحملة الانتخابية إلى جانب رئيسه السابق أوباما في بنسلفانيا السبت، في إطار جدول أعمال مليء بالمحطّات الانتخابية، بما في ذلك إلينوي وفلوريدا ونيويورك.

Thumbnail

ووبّخ بايدن الأنصار المتطرّفين لـ”الرئيس المهزوم” ترامب، متوجّها للحشد بالقول “حقكم في الاختيار موجود على ورقة الاقتراع. حقكم في التصويت موجود على ورقة الاقتراع”.

واتهم ترامب، الذي يواصل الادعاء بأنّ انتخابات العام 2020 سُرقت منه، الديمقراطيين “المتطرّفين والمجانين” بالتسبب في “تراجُع وسقوط الولايات المتحدة”، وذلك خلال مشاركته في تجمّعات انتخابية في نهاية الأسبوع في الولايات المتأرجحة.

ومع ذلك، حقّق الرئيس الأميركي إنجازات يمكنه الترويج لها، بما في ذلك القيود على أسعار الأدوية التي تستلزم وصفة طبية، وتسريع تصنيع الرقائق الدقيقة، واستثمارات قياسية في البنية التحتية.

غير أنّ الديمقراطيين كافحوا لتحويل هذه الانتصارات التشريعية إلى حماسة في الداخل الأميركي.

لكنّ إيمي كلوبوشار المرشّحة للانتخابات الرئاسية في العام 2016، تراجعت الأحد عن فكرة أنّ الديمقراطيين خسروا حرب الرسائل، متوقّعة ليلة انتخابية سعيدة لحزبها.

وقال 48 في المئة من الناخبين المحتملين، في الاستطلاع الأخير الذي أجرته شبكة “إن.بي.سي نيوز” على المستوى الوطني، إنهم يفضّلون كونغرس يسيطر عليه الديمقراطيون، بينما قال 47 في المئة إنهم يفضّلون أن يتولّى الجمهوريون زمام إدارة الكونغرس.

ولكن 80 في المئة من الناخبين ذوي الميول الجمهورية قالوا إنهم متأكدون من أنهم سيصوّتون أو قاموا بذلك بالفعل، وفقا لاستطلاع جديد أجرته “واشنطن بوست” بالتعاون مع “إي.بي.سي نيوز”، وذلك أعلى بست نقاط من الأرقام المتعلّقة بالحزب الديمقراطي.

وقد أدلى حوالي 40 مليونا أميركيا بأصواتهم في وقت مبكر حتى بعد ظهر الأحد، وفقا لـ”يونايتد ستايتس إيليكشنس بروجكت”، متجاوزين بقليل الرقم الذي جرى تحقيقه في العام 2018.

5