المعركة الانتخابية تطغى على هواجس نتنياهو من إيران وسوريا

تشكل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة أهمية خاصة بالنظر للمنافسة الشرسة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس حزب “الحصانة لإسرائيل” بيني غانتس، ودفعت سخونة المعركة الانتخابية إلى تأجيل نتنياهو زيارته إلى موسكو للتركيز على تحدي إنشاء جبهة يمينية عريضة قادرة على قطع الطريق أمام الوافد الجديد على المسرح السياسي.
القدس - ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة كانت مقررة الخميس إلى العاصمة الروسية موسكو بغية تركيز جهوده على بناء جبهة يمينية لمواجهة تحالف مضاد يعمل رئيس حزب “الحصانة لإسرائيل” بيني غانتس على بنائه.
وكان نتنياهو يعتزم زيارة روسيا والاجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين لبحث القضايا الثنائية مع التركيز على التطورات بشأن سوريا والوجود الإيراني الذي يشكل أحد الهواجس الكبرى بالنسبة لإسرائيل. وهذا اللقاء الذي تأجل كان سيكون الأول بين بوتين ونتنياهو منذ اندلاع أزمة إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر في سوريا.
ويرى مراقبون أن اضطرار نتنياهو إلى تأجيل الزيارة، يعكس عمق القلق الذي يعتريه من الانتخابات القادمة. وعلى خلاف الاستحقاقات السابقة يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يقود البلاد منذ عشر سنوات منافسة شرسة خاصة من طرف الجنرال بيني غانتس الذي كثف في الأيام الأخيرة من تحركاته واتصالاته لتشكيل جبهة قادرة على هز عرش نتنياهو أو “بيبي” كما يحلو للكثيرين في الداخل الإسرائيلي مناداته.
وأكدت موسكو الأربعاء على لسان نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف تأجيل الزيارة مشيرا إلى أنه “لا يُعرف حاليا متى سوف تتم”. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، أول من أعلن خبر إلغاء الزيارة حيث ذكرت القناة 13 أن نتنياهو ألغى زيارته “من أجل التركيز على العمل لتوحيد الأحزاب اليمينية المتشددة”. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن “الاجتماع المقرر عقده بين رئيس الوزراء والرئيس بوتين تأجل لبضعة أيام، كما تم الاتفاق عليه بين الجانبين”. وأضاف “يجري الاثنان محادثة هاتفية الخميس، ويتم تحديد موعد جديد للاجتماع قريبًا”.
وكان نتنياهو ينوي التوجه إلى موسكو برفقة مجموعة من المسؤولين العسكريين الإسرائيليين، بينهم قائد القوات الجوية ورئيس الاستخبارات العسكرية لمناقشة مختلف جوانب الوضع في سوريا وخاصة الوجود الإيراني.
وسبق للقناة الإسرائيلية 13، أن أشارت، مساء الثلاثاء، إلى أن نتنياهو يسعى لتوحيد الأحزاب اليمينية الإسرائيلية المتشددة، ضمن حزب واحد لخوض الانتخابات الإسرائيلية العامة.
وأشارت إلى أن الاسم المقترح للحزب، هو “القوة اليهودية”، وأعضاؤه أتباع للحاخام المتطرف مئير كهانا، الذي أسس حزب “كاخ”، الذي مُنع من خوض الانتخابات في 1988، وتم تصنيفه كحزب إرهابي من قبل إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وكان كهانا قد فاز بعضوية الكنيست في العام 1984، ولكن تمت مقاطعته من قبل جميع الأحزاب الإسرائيلية بعد أن قدم مشاريع قوانين لسحب الجنسية من المواطنين الإسرائيليين غير اليهود، وفصل اليهود عن العرب في الشواطئ الإسرائيلية.
وتم اغتيال كهانا في العام 1990 في ولاية نيويورك الأميركية، من قبل المواطن الأميركي من أصل مصري سيد نصير. ولكن أتباعه استمروا في النشاط ضد المواطنين الفلسطينيين، في الأراضي الفلسطينية.
واستنادا إلى القناة الإسرائيلية فإن نتنياهو يسعى لإيصالهم إلى الكنيست، من خلال توحيد الأحزاب اليمينية المتشددة ضمن حزب واحد لخوض الانتخابات.
ويرى مراقبون أن خطوة نتنياهو في تجميع اليمين المتطرف تعكس رغبته في تبني نهج أكثر راديكالية في محاولة للتمايز عن منافسه الشرس غانتس الذي يتهمه حزب الليكود بأنه يساري “متسامح مع الفلسطينيين”، مع أن تاريخ الرجل العسكري على النقيض من ذلك.
وتأتي جهود نتنياهو لتجميع اليمين المتطرف، في مقابل تحركات رئيس حزب “الحصانة لإسرائيل” لتشكيل جبهة قوية حيث بدأ غانتس مفاوضات مع رئيس حزب “غيشر” أورلي ليفي أبيكاسيسن المنشق عن حزب الليكود (يتزعمه نتنياهو)، ومع رئيس حزب “يش عتيد”، يائير لابيد.
وبدا يائير متحمسا لهذه الجبهة وصرح في هذا الصدد “سأبذل قصارى جهدي، وسأعمل كل شيء حتى لا نفوت أي فرصة تاريخية لتغيير الحكم”.
وكشف استطلاع للرأي أجراه موقع “واللا نيوز” بواسطة معهد “بانلز بوليتيكس”، نشر الأربعاء أنه في حال تحالف “يش عتيد” و“الحصانة لإسرائيل” و“غيشر”، فإنهم سيحصلون على 36 مقعدا، مقابل 33 مقعدا لليكود، و8 مقاعد لـ“اليمين الجديد”، و7 مقاعد لكل من “يهدوت هتوراه” و“العمل”، و6 مقاعد لـ“الحركة العربية للتغيير”، و5 مقاعد لكل من “ميرتس” و“البيت اليهودي” المتحالف مع “الاتحاد القومي”، وأيضا القائمة المشتركة، و4 مقاعد لكل من “شاس” و“كولانو”.
وأعلن حزب “الحصانة لإسرائيل” الثلاثاء قائمة مرشحيه للكنيست. وفي خطاب إعلان القائمة هاجم غانتس نتنياهو قائلا “عندما كنت أزحف في الوحل مع جنودي كنت أنت تتدرب على الإنكليزية في حفلات الاستقبال”.
وفي رد على تصريحات غانتس قال حزب الليكود إن “الانتخابات هي بين حكومة يمين برئاسة نتنياهو، وبين حكومة يسار برئاسة غانتس الذي يدعم انسحابا أحاديا واتفاقا نوويا سيئا مع إيران ويتمتع بدعم أبومازن”.