المعرض العام للفنون التشكيلية يكرم مبدعي مصر والدول العربية

القاهرة - تعيش العاصمة المصرية القاهرة حتى الحادي والثلاثين من يوليو المقبل على وقع فعاليات الدورة الرابعة والأربعين من المعرض العام للفنون التشكيلية الذي يعد أحد أهم المعارض الجماعية التي ينظمها قطاع الفنون التشكيلية كل عام.
وتشهد هذه الدورة مشاركة 300 فنان، وتكرم 14 فنانا من أبرز الفنانين المصريين والعرب.
وتمتد عروض الأعمال الفنية للمرة الأولى، لتشمل 6 قاعات عرض هي :”الباب، صلاح طاهر، قصر الفنون، مركز الهناجر للفنون، نهضة مصر، إيزيس”، وتتخللها الكثير من الأنشطة والندوات والفعاليات التي أُعدت واختيرت للبرنامج الثقافي المصاحب.
وافتتحت وزيرة الثقافة نيفين الكيلاني فعاليات الدورة التي انطلقت الثلاثاء وينظمها قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش. وشهد الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة على مسرح النافورة، بساحة دار الأوبرا المصرية، حضور فوزية بنت عبدالله زينل، سفيرة مملكة البحرين بمصر، والشيخ الفنان راشد بن خليفة آل خليفة رئيس المجلس الوطني للفنون بالبحرين، ضيف شرف هذه الدورة، والفنان سامح إسماعيل القيم الفني للمعرض.
وتضمن الحفل عرضًا لفيلم قصير عن مسيرة الفنان الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة في إطار الاحتفاء بضيف شرف هذه الدورة، فيما قدم الفنان العراقي نصير شمه فقرة فنية مع مجموعة أساتذة “بيت العود”، تتضمنت عزف عدد من المقطوعات الموسيقية.
وقالت الدكتورة نيفين الكيلاني “يعد المعرض العام أهم الأحداث الفنية المُعبرة عن روح الحركة التشكيلية المصرية، وقدرتها البناءة على رصد الظواهر المجتمعية بشكل متفرد، من خلال الذائقة الفنية البصرية”.
وأكدت وزيرة الثقافة أن “الحركة التشكيلية تُمثل جزءًا أصيلًا من الثقافة المصرية بروافدها الإبداعية وريادتها على المستويين الإقليمي والدولي، وتعكس رؤى متميزة لمختلف الاتجاهات والمدارس التشكيلية”، وأشارت إلى “أهمية الفنون التشكيلية في تكوين الشخصية وتنمية المهارات والارتقاء بالوجدان”.
وأشادت بالمستوى الفني الراقي للأعمال الفنية المشاركة ومدى قدرتها على رسم ملامح متميزة عن المناخ الإبداعي المُعبر عن الشخصية المصرية الأصيلة. كما يُمثل المعرض العام محاولة جادة لإثراء الحياة الثقافية في مصر، باعتباره منصة فنية متميزة تتيح للفنانين تقديم إبداعاتهم المتنوعة، بالإضافة إلى أهميته في تنشيط الحركة الفنية.
ثم كرمت وزيرة الثقافة عددًا من كبار مبدعي مصر والوطن العربي، والحاصلين على جائزة النيل للفنون، وهم الفنان مصطفى الرزاز والفنان أحمد نوار، وتسلم عنهما التكريم أبناؤهما، والفنان مصطفى عبدالمعطي والفنان عبدالسلام عيد، والفنان السوري يوسف عبدلكي، والفنان العراقي ضياء العزاوي، وتسلم عنهما التكريم الفنان محمد طلعت.
كما كرمت الفنان السوداني محمد عمر خليل والفنان الراحل صلاح طاهر وتسلم التكريم حفيده صلاح أيمن طاهر، والفنان الراحل حسين أمين بيكار وتسلم التكريم الدكتور عمرو سامي، عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، والفنان الراحل آدم حنين وتسلمت التكريم الدكتورة سلوى حمدي، والفنان الراحل محمد حامد عويس وتسلمت التكريم ابنته الدكتورة علا حامد عويس، والفنان الراحل محمد طه حسين وتسلم التكريم وليد عبدالخالق، والفنان الراحل مصطفى حسين نقيب التشكيليين المصريين الأسبق وتسلم التكريم الفنان الدكتور أشرف رضا، والفنان الراحل أحمد طوغان وتسلم التكريم الفنان ياسر جعيصه.
وقامت وزيرة الثقافة بتكريم أعضاء لجنة الفرز والاختيار، وهم الفنان الدكتور طارق زبادي والفنان الدكتور عبدالوهاب عبدالمحسن والفنان الدكتور مصطفى عيسى والفنان الدكتور محمد عرابي والفنان الدكتور حاتم شافعي والفنان هاني محفوظ والفنان محسن علام والفنان الدكتور خالد سراج والفنان حمدي رضا والفنان الدكتور هيثم نوار.
من جانبه ثمن الدكتور وليد قانوش جهود القائمين على تنظيم المعرض، مؤكدًا أن “الجميع بذل جهدًا كبيرًا حتى يخرج المعرض بهذا الشكل الراقي المُعبر عن روح الثقافة المصرية، ليؤكد قيمة ومكانة الفن التشكيلي في الحفاظ على هويتنا المتفردة”.

كما شكر قانوش وزيرة الثقافة على دعمها المستمر واللامحدود لجميع أنشطة قطاع الفنون التشكيلية، وحرصها الدائم على إحداث حالة متميزة من الحراك الإبداعي، من خلال إيمانها بضرورة الاهتمام بتوفير سبل الاحتكاك الجاد بين المبدعين، ومنحهم الفرصة الجادة لتقديم إبداعاتهم، ونقل تجاربهم الفنية، والتعبير عن هوياتهم المتنوعة بشكل بناء.
فيما قدم الفنان سامح إسماعيل، القيم الفني للمعرض، سردًا مبسطًا لتفاصيل الإعداد للدورة الحالية ومراحلها المتعددة، حيث بذل القائمون على تنظيم المعرض جهودًا حثيثة حتى يصل المعرض إلى هذه الصورة المضيئة اللائقة بقيمة ومكانة المشهد التشكيلي المصري، مؤكدًا سعي القائمين على تنظيم المعرض إلى مواكبة أحدث التقنيات الرقمية في تنفيذ مراحل المعرض العام بمختلف تنويعاتها.
ومحور البحث البصري للدورة الـ44 من المعرض العام للفنون التشكيلية عبارة عن أربعة مباحث هي الكتلة والخط واللون والضوء.
وجاءت هذه الدورة من المعرض العام للفنون التشكيلية خارج سياق التصنيف الفني الأكاديمي للأعمال الفنية، مع غياب المانفيستو الموجه لإشكالية أو طرح فلسفي موحد وذلك لإتاحة أكبر قدر ممكن من التحرر التقني والمعالجات الفنية في إطار أربعة مباحث فنية تعد هي الأصل في المثير الإبداعي.