المعرض الدولي للنشر والكتاب يحتفي بالكتاب الأمازيغي وليالي الشعر

الدورة الجديدة تنظم ندوة حول "المغرب المتعدد - الكتاب الأمازيغي وترسيخ المعرفة" وتستضيف عددا من الشعراء المغاربة.
الاثنين 2024/05/13
المعرض ينفتح على ثقافات المغرب

الرباط - أكد المشاركون في لقاء نظم ضمن فعاليات الدورة التاسعة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، السبت، أن الكتاب الأمازيغي عرف “طفرة نوعية” خلال العقدين الأخيرين.

وشددوا، خلال لقاء حول موضوع “المغرب المتعدد – الكتاب الأمازيغي وترسيخ المعرفة”، أن مجموعة من الإصدارات أغنت الخزانة الوطنية الأمازيغية مكتوبة بحرف تيفيناغ، مبرزين أنه ساهم في إصدارها، على الخصوص، المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والعديد من الجمعيات والمؤسسات الجامعية.

وذكروا بأن منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بلغت 530 إصدارا، تناولت مواضيع تهم، على الخصوص، مجالات الأدب والفنون والديدياكتيك، وقضايا الثقافة الأمازيغية.

وفي هذا الصدد، قال المترجم محمد أكناض، إن الكتاب الأمازيغي “قديم جدا”، حيث إن حروف تيفيناغ اخترعت منذ قرون، مشيرا في هذا السياق إلى رواية “الحمار الذهبي” للوكيوس أبوليوس.

 الوعي بالمحافظة على الموروث الثقافي الأمازيغي الشفهي بتدوينه
الوعي بالمحافظة على الموروث الثقافي الأمازيغي الشفهي بتدوينه

وميز أكناض بين نوعين من الكتب الأمازيغية، والمتمثلة في تلك المؤلفة بالأمازيغية وبحرف تيفيناغ، والأخرى المكتوبة حول الأمازيغية، معتبرا أن ترسيم الأمازيغية في دستور المملكة شكل منعطفا أساسيا في هذا المستوى الذي بلغه الكتاب الأمازيغي.

من جهته، أشار الباحث عبدالمالك حمزاوي إلى الزخم الذي يعرفه التأليف باللغة الأمازيغية في المغرب، منوها بالمجهودات الكبيرة التي يبذلها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في هذا المجال.

وسجل صاحب كتاب “كنوز من الأطلس المتوسط” خلال اللقاء، الذي عرف حضور عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أحمد بوكوس، والأمين العام للمعهد، الحسين المجاهد، وثلة من الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي الأمازيغي، وجود إكراهات تواجه الكتاب الأمازيغي، لاسيما على مستوى الانتشار.

وقد أخذت الكتابة الأمازيغية تتغير في السنوات الأخيرة، وكذلك واقع النشر بعدما حقق زخما كبيرا، ويرجع ذلك إلى الوعي بالمحافظة على الموروث الثقافي الأمازيغي الشفهي بتدوينه.

ومع الديناميكية ومستوى الإنتاج التأليفي للغة الأمازيغية، خصوصا في مجالات البحث والتاريخ والكتابة الإبداعية، سردا وشعرا، يرى الباحثون أن المنتوج الأدبي الأمازيغي بكل تجلياته وأشكاله التعبيرية الشفهية غني ومتنوع ويتمركز في مكونات الثقافة المغربية، وطابعه الشفهي دون تدوينه هو ما ساهم في اندثار الكثير منه بشكل نهائي، والذي وصل عن طريق التوارث والتواتر الشفهي والسرد والرواية.

ولهذه الغاية تم خلق اتحادات ورابطات للكتّاب الأمازيغ، وظهر جيل جديد من الكتّاب الشباب في الرواية والقصة والمسرح والسيناريو، وهو ما أدّى إلى حدوث تطوّر نوعي في كل هذه المجالات.

ويعرف الكتاب الأمازيغي في المغرب تطورا كبيرا من حيث النوع والكم، بعد أن ارتفعت الإصدارات بسبب إدراج الأمازيغية في التعليم، ما منحها وضعا اعتباريا أفضل وخضعت لمسلسل تهيئة لغوية من قبل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.

من ناحية أخرى افتتحت دار الشعر بتطوان السبت فقرة ليالي الشعر العربي، ضمن فعاليات الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط.

وبرمجت دار الشعر بتطوان أمسية الافتتاح بمشاركة الشاعر الفلسطيني عبدالسلام عطاري والشاعر توفيق ابراهم والشاعر عمر الراجي، رفقة عازفة القانون سلطانة يسرى. وأقيمت الليلة الثانية من ليالي الشعر العربي يوم الأحد، بمشاركة ربيعة الزيات وخالد فتح الرحمن وأمينة المريني وعاطف معاوية، وسيرها الشاعر خالد الريسوني، في حين أحيا هذه الليلة الشعرية عازف الناي المايسترو والمؤلف الموسيقي رشيد زروال.

وسيشهد يوم الثلاثاء، إقامة الدورة الرابعة من “ليلة الملحون” مع تنظيم ندوة حول “شعر الملحون.. تراث إنساني من إبداع مغربي”، وذلك بمشاركة كل من عبد المجيد فنيش، ونور الدين بنشماس، وماجدة اليحياوي، ويسيرها عزيز المجدوب، مع حفل فني تحييه الفنانة ماجدة اليحياوي.

وتشهد هذه الليالي الشعرية مشاركة شعراء يكتبون شعر الملحون، بينما يحتفي المغرب بهذا الفن العشري العريق خلال هذه السنة، بعد مصادقة منظمة اليونسكو على تصنيفه ضمن قائمة التراث الإنساني اللامادي.

وكانت دار الشعر في تطوان أقامت ليلة الملحون الأولى سنة 2017 بمدينة مكناس، وليلة الملحون الثانية بمدينة فاس سنة 2023 والثالثة بمدينة تطوان خلال شهر أبريل الماضي. وتواصل الدار تنظيم ليالي الشعر في المعرض الدولي للنشر والكتاب منذ سنة 2017، وشارك فيها شعراء ينتمون إلى أفريقيا وأوروبا وأميركا وأميركا الجنوبية والعالم العربي.

يذكر أن الدورة التاسعة والعشرين من المعرض الدولي للكتاب والنشر، المنظمة إلى غاية التاسع عشر من مايو الجاري، تعرف مشاركة 743 عارضا يمثلون 48 بلدا مع برنامج ثقافي يتضمن عددا كبيرا من الأنشطة بمشاركة كتاب ومفكرين ومبدعين وشعراء مغاربة وأجانب.

12