المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط منصة تنهض بالكتاب والقراءة

المعرض فرصة لمواكبة المستجدات الثقافية والفكرية الدولية فضلا عن الحرص على استدامة التواصل الإنساني وإشاعة قيم الإخاء والسلام.
الخميس 2025/03/27
المعرض يجمع كل الشرائح

الرباط - تستضيف العاصمة المغربية الرباط خلال الفترة من 18 إلى 27 أبريل المقبل الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب. وتشمل الدورة أحدث الإصدارات المعرفية من عدد من الدول المشاركة، وتوقيع عدد من الكتب وبتنظيم مجموعة من الندوات العلمية والفكرية، وستكون أيضا مناسبة لمواكبة المستجدات الثقافية والفكرية الدولية، فضلا عن حرصها على استدامة التواصل الإنساني وإشاعة قيم الإخاء والسلام.

وبهذه المناسبة أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي محمد مهدي بنسعيد أن الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب التي تحتضنها الرباط في شهر أبريل المقبل، تمثل فضاء لمواصلة السعي الواعي إلى النهوض بالكتاب والقراءة.

وأوضح بنسعيد في كلمة نشرت على الموقع الرسمي للمعرض الدولي للنشر والكتاب أن هذه التظاهرة تمثل مظهرا بارزا من مظاهر سياسة ثقافية يجري التنفيذ الميداني اليومي لمحاورها من أجل تحقيق نهضة ثقافية داعمة للمنظومة التنموية الشاملة. وأضاف الوزير أن هذه الدورة تتميز بحلول إمارة الشارقة ضيفا شرفيا، في حرص هذا المحفل الدولي الثابت على استدامة فضاء إنساني لإشاعة قيم التعاون والإخاء.

ويفتح هذا الاختيار آفاقا جديدة لتعزيز التبادل الثقافي العربي، وتوطيد العلاقات بين صنّاع الفكر والمعرفة من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، حيث تنظم الشارقة خلال مشاركتها في المعرض برنامجا ثقافيا غنيا يجسد راهن وتاريخ المشهد الأدبي والإبداعي الإماراتي، ويستعرض جماليات التراث المحلي الإماراتي والقيم المشتركة التي تجمعه مع نظيره المغربي.

محمد مهدي بنسعيد: هدفنا توفير المزيد من الإشعاع لقيم الانفتاح والتعايش والسلام
محمد مهدي بنسعيد: هدفنا توفير المزيد من الإشعاع لقيم الانفتاح والتعايش والسلام

وبهذه المناسبة قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، في تصريح سابق لها “قدمت المغرب إرثا معرفيا كبيرا ليس للمكتبة العربية وحسب، وإنما للمكتبة العالمية، وعلى مر التاريخ كانت حاضنة لكبار المفكرين والأدباء والعلماء، لذلك لا ننظر إلى هذا الاحتفاء بوصفه احتفاء مغربيا بالشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، وإنما نرى فيه فرصة لحوار بين المشرق والمغرب بكامل تنوعه الثقافي والحضاري.”

وتابعت “نحن فخورون بهذه الاستضافة، ونتطلع إلى مشاركة فاعلة في المعرض من خلال برنامج ثقافي يعكس ثراء المشهد الأدبي الإماراتي، ويعزز فرص التعاون بين الناشرين والمفكرين والكتاب من الجانبين، بما يسهم في إثراء المشهد الثقافي العربي، ويفتح أفقا أوسع للتواصل مع المشهد الأدبي العالمي.”

وفي تعليقه على استضافة الشارقة في المعرض، قال محمد مهدي بنسعيد “أعبر عن سعادتي باستضافة الشارقة ضيف شرف الدورة 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، وهذا يعكس متانة وعمق العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة.”

وأضاف بنسعيد “ستكون فرصة مهمة لزوار المعرض الدولي للنشر والكتاب للتعرف على ثقافة وتاريخ ومجهودات إمارة الشارقة في مجال الثقافة والكتاب وهو ما تعرفنا عليه خلال استضافة المغرب ضيف شرف معرض الشارقة للكتاب والذي كان ناجحا بكل المقاييس.”

بدوره قال أحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب “لطالما كانت المملكة المغربية منارة ثقافية تجمع بين عمق التراث العربي الإسلامي وتأثيرات الفكر الإنساني العالمي، ويمثل اختيار الشارقة ضيف شرف لمعرض الرباط الدولي للكتاب 2025 تأكيدا على الروابط الثقافية العريقة التي تجمعنا.”

وتستعد الشارقة لإثراء تجربة زوار المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط ببرنامج ثقافي متكامل، حيث تقدم هيئة الشارقة للكتاب فعاليات تستعرض تاريخ وراهن الحراك الأدبي والإبداعي الإماراتي في مختلف أشكاله، وتستضيف أكثر من 15 دار نشر إماراتية، كما تنظم جلسات حوارية تجمع بين كتّاب ومفكرين إماراتيين ومغاربة، بهدف تعزيز جسور التبادل الثقافي والفكري بين الجانبين.

ويشتمل برنامج المشاركة على ورش عمل للأطفال لتعريفهم بالتراث الإماراتي، وسلسلة عروض تراثية تعكس تنوع وثراء المشهد الثقافي الإماراتي، واحتفاء بجماليات الخط العربي، يشارك نخبة من الخطاطين الإماراتيين مع نظرائهم المغاربة في تقديم لوحات مشتركة، ما يجعل المشاركة الإماراتية في المعرض مساحة متكاملة وتجربة استثنائية تجمع بين الأدب والفن والتراث.

بدور القاسمي: المعرض حوار بين المشرق والمغرب بتنوعه الثقافي والحضاري
بدور القاسمي: المعرض حوار بين المشرق والمغرب بتنوعه الثقافي والحضاري

ويمثل البرنامج الثقافي للدورة الثلاثين على غرار الدورات السابقة من المعرض أهم مميزاته، خاصة لما يقدمه من جلسات حوارية وفعاليات لكل الشرائح، ويبقى على رأسها الاهتمام بقامات الأدب والفكر في المغرب، إذ يضيء جوانب كثيرة من هذه التجارب التي يعود لها الفضل في رسم مسار الثقافة المغربية والمغاربية والعربية اليوم.

وفي هذا الصدد أبرز بنسعيد أن الدورة الجديدة من المعرض تحتفي أيضا بمغاربة العالم وبإبداعاتهم وإنجازاتهم الفكرية والأدبية في بلدان إقامتهم، في لقاء ثقافي مع الأهل والبلد، يجدد أواصر الانتماء والارتباط والتضامن الوطني.

ويأتي البرنامج الثقافي للمعرض تحت إشراف لجنة علمية تتشكل سنويا وتضم مفكرين وباحثين وجامعيين وإعلاميين من شتى الآفاق المعرفية والمهنية، وفي كل دورة ينكبّ هؤلاء على إعداد البرنامج الثقافي ليتسم بالغنى والانفتاح، ويحتفي بالتعدد اللغوي والتنوع الثقافي والانفتاح على الآخر وترسيخ مكانة الثقافة والمعرفة والقراءة.

وأشار بنسعيد إلى أن المعرض الدولي للنشر والكتاب يمثل أيضا مناسبة لمواكبة المستجدات واستشراف التحولات في مجالات الكتاب والنشر وفي مجال القضايا الثقافية والفكرية ذات الراهنية الوطنية والدولية.

وشدد على أن المعرض الدولي للكتاب والنشر كان على الدوام آلية يضعها قطاع الثقافة تحت تصرف الفاعلين في الحقل الثقافي لوضع التصورات الفكرية والمهنية والإشعاعية الكفيلة بالمساهمة في النهوض بمجال الكتاب والنشر وما يرتبط بهما من فكر وإبداع وصناعة ثقافية.

وخلص وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي إلى أن الغاية المثلى لهذا الفضاء الدولي هي توفير مزيد من الإشعاع لقيم الانفتاح والتعايش والسلام، في ظرف عالمي محفوف بالمخاطر المهددة للسلم والاستقرار، من كل الأنواع.

12