المعارضة تفوز في انتخابات نقابة المهندسين لأول مرة في لبنان

فوز المعارضة مؤشر على أن انتفاضة اللبنانيين من أجل التغيير لم تنته بعد.
الاثنين 2021/06/28
تغيير مرحلي

بيروت – خسرت أحزاب السلطة في لبنان في انتخابات نقابة المهندسين في بيروت التي نظمت الأحد، أمام مرشحين لـ"قوى 17 تشرين"، التي تقود التظاهرات الاحتجاجية منذ عام 2019.

وفاز مرشحو لائحة "النقابة تنتفض" المعارضة على 221 من أصل 232 مقعدا في "مجلس المندوبين"، كما حصلت اللائحة على 15 من أصل 20 مقعدا في "مجالس الفروع"، ومن المنتظر أن تجري انتخابات النقيب والأعضاء العشرة لمجلس النقابة في 18 يوليو المقبل.

وتعد نقابة المهندسين من أكبر النقابات المهنية في لبنان، حيث تضم في عضويتها أكثر من 48 ألف مهندس ومهندسة.‎ و"مجلس المندوبين" في نقابة المهندسين يعد بمثابة الهيئة العمومية‎ للنقابة التي تتخذ القرارات.

وتمثّل مجالس الفروع تخصصات المهندسين السبعة وهم: المهندسون المدنيون، والمعماريون، ومهندسو الكهرباء، والميكانيك، والمتعهدون والصناعيون، والمهندسون في الدولة، ومهندسو الزراعة.

وضمت لائحة "النقابة تنتفض" مرشحين من مجموعات معارضة وناشطين مؤيدين لـ"انتفاضة تشرين"، إضافة إلى 3 أحزاب معارضة وهي "حزب الكتائب" و"الحزب الشيوعي" و"التنظيم الشعبي الناصري".

وفاز المرشح بول نجار من اللائحة مع تصدره لائحة الفرع في انتخابات مجلس المندوبين، وهو والد الطفلة ألكسندرا، التي قتلت في انفجار مرفأ بيروت، في 4 أغسطس 2020، الذي أدى إلى سقوط الآلاف من الضحايا قتلى وجرحى، ودمر أحياء كاملة بالعاصمة، ما يعد "انتصارا رمزيا" حمل الكثير من الدلالات.

وبحسب النتائج غير النهائية، فإن تحالفا يضم أحزاب السلطة التقليدية، ويشمل تيار المستقبل وحركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي، لم يتمكن من الفوز سوى في فرع واحد من فروع النقابة التي جرت فيها الانتخابات. إذ أعلنت هيئة شؤون الإعلام في تيار المستقبل فوز مرشح التيار محمد الحجار في الانتخابات لرئاسة الفرع السادس.

وتعدّ نتائج صناديق الاقتراع في نقابة المهندسين، مؤشرا على أن انتفاضة اللبنانيين من أجل التغيير لم تنته بعد.

وفي 17 نوفمبر 2019 خرجت تظاهرات شعبية حاشدة في معظم المناطق اللبنانية رفضا للسياسات الاقتصادية المتبعة، ورفع المحتجون على مدى أسابيع متتالية شعارات تطالب بمكافحة الفساد ومحاسبة الطبقة الحاكمة.

ولم تستطع الأحزاب المشاركة في السلطة التجمع بلائحة، وحصلت على ما تبقى من مقاعد لم يترشح عليها مهندسو "النقابة تنتفض"، بعكس السنوات الماضية حيث كانت تسيطر على معظم مقاعد النقابة.

وفور صدور النتائج، أصدرت لائحة "النقابة تنتفض" بيانا أعلنت فيه اكتساح مقاعد مجلس النقابة، مشددة على أن المهندسين والمهندسات "أعادوا النقابة إلى موقعها الطبيعي المنحاز للناس بوجه قوى المنظومة الحاكمة".

واعتبرت أن "هذا الفوز يعبر عن إرادة المهندسين وكل الناس من أجل مشروع التغيير في النقابة وخارجها، في ظل وجود بدائل جدية (عن أحزاب السلطة) بآليات ديمقراطية ومعايير واضحة".

وعلق النائب المستقيل المهندس نعمة فرام على النتائج عبر حسابه بتويتر بالقول إن "مهندسي لبنان أعطونا أجمل صورة اليوم، على أمل أن نكون موحدين في انتخابات النقيب والأعضاء".

وتعدّ انتخابات مقاعد النقابة خطوة أولى للمعركة الانتخابية المقبلة في النقابة في 18 يوليو المقبل، لانتخاب نقيب و10 أعضاء جدد في مجلس إدارتها، بعد تأجيل الانتخابات أكثر من مرة بسبب جائحة كورونا.

ويعاني لبنان أزمة اقتصادية حادة هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، أدت إلى انهيار مالي وتدهور معيشي غير مسبوق، فضلا عن فقدان مواد وسلع أساسية كالوقود والأدوية.