المعارضة الموريتانية تغطي على فشلها بالتشويش على فوز ولد الغزواني

الداخلية  الموريتانية تؤكد تصديها لأعمال شغب على خلفية نتائج الاستحقاق التي رفضها مرشحو المعارضة الذين هددوا بتحريك الشارع.
الأربعاء 2024/07/03
ولد الغزواني يمد يده للجميع بعد فوزه بالاستحقاق

نواكشوط- ترفض قوى المعارضة الموريتانية التسليم بخسارتها للانتخابات الرئاسية، وتحاول التغطية على فشلها عبر التشويش على فوز الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني، لكن محللين يرون أنها ستضطر في النهاية إلى التسليم والاعتراف بنتائج الاستحقاق، مثلما حصل في الاستحقاقات السابقة.

وشهدت مدن ومناطق موريتانية احتجاجات عنيفة لأنصار المرشح الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية بيرام الداه اعبيد، وقالت وزارة الداخلية إنها تصدت لأعمال شغب على خلفية نتائج الاستحقاق.

وأشارت الوزارة في بيان إلى أن من بين أعمال الشغب التي تصدت لها “إشعال الإطارات والتأثير السلبي على حركة المرور، ومحاولة ترويع المواطنين المسالمين الآمنين وإلحاق الضرر بممتلكاتهم”.

وتابعت أن الأجهزة الأمنية “تصدت مبكرا لهذه الأعمال التخريبية المدانة، وتمت السيطرة على الوضع بشكل كامل”.

بوكس

وكان الداه اعبيد، وهو ناشط حقوقي، هدد بدعوة أنصاره إلى النزول إلى الشارع من أجل التعبير عن رفضهم للانتخابات، متحدثا عن “تزوير وانقلاب انتخابي”.

ويرى الخبير الأمني والإستراتيجي سليمان الشيخ حمدي أن ما صدر عن المرشح بيرام الداه اعبيد بشأن رفضه الاعتراف بنتائج الانتخابات، هدفه في الأساس، امتصاص غضب بعض ناخبيه.

وقال الشيخ حمدي وهو مدير مركز رؤية للدراسات (غير حكومي) ، أن “المعارضة عودتنا في كل مرة على الحديث عن تزوير واسع، والتلويح برفض نتائج الانتخابات وتحريك الشارع، لكن في النهاية تعترف بالنتائج”.

وأوضح أن “المرشحين يدركون أن ظروف المنطقة التي توجد فيها موريتانيا وهي منطقة الساحل الأفريقي المضطربة، لا تسمح بأي تصعيد كبير في الشارع”.

وحاولت السلطات الموريتانية ممارسة قدر كبير من سياسة ضبط النفس لتجنب زيادة توتير الأوضاع.

سليمان الشيخ حمدي: شركاء موريتانيا سيضغطون من أجل أن تظل البلاد مستقرة
سليمان الشيخ حمدي: شركاء موريتانيا سيضغطون من أجل أن تظل البلاد مستقرة

وأبدى الرئيس الفائز في الاستحقاق رغبته في مد اليد للجميع. وقال ولد الغزواني في رسالة مصورة عقب إعلان فوزه إنه سيواصل سياسة اليد الممدودة والتهدئة والتشاور والحوار، مع كافة الفرقاء السياسيين، “خدمة للمصالح العليا للوطن” وعملا بمقتضيات ومضامين برنامجه الانتخابي.

وكان فوز ولد الشيخ الغزواني متوقعا، لجهة الإنجازات التي تحققت في عهده والتي عززت من مكانة موريتانيا على الخارطة الإقليمية وحتى الدولية، حيث تتسابق اليوم الدول لعقد شراكات مع نواكشوط.

وتحدث الخبير الموريتاني الشيخ حمدي أن بلاده “الدولة المستقرة الوحيدة في المنطقة أمنيا وسياسيا، فيما تعيش باقي دول الساحل اضطرابات أمنية وأزمات اقتصادية واجتماعية وأمنية وانقلابات عسكرية (دون أن يسميها)”.

وأكد أن “الدول الغربية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، سيدفعون باتجاه هدوء سياسي في هذا البلد الواقع في غرب القارة الأفريقية”.

ويرى الشيخ حمدي أن نواكشوط “تعتبر شريكا رئيسيا لحلف شمال الأطلسي في المنطقة، حيث تزايد الاهتمام الغربي بها، بعد الحضور الروسي اللافت في الساحل”.

وبشأن المرحلة المقبلة، يضيف أن “كل شركاء موريتانيا سيضغطون من أجل أن تظل البلاد مستقرة وغير مضطربة”.

وأردف “موريتانيا باتت محط أنظار الأطراف الدولية، نظرا لحالة الاستقرار الحاصلة، ودخولها نادي الدول المصدرة للغاز، حيث تصدر أول شحنة من الغاز نهاية العام الجاري”.

وفي يناير 2023 أعلنت موريتانيا والسنغال اكتمال مراحل إنشاء حقل غاز السلحفاة في المياه الإقليمية المشتركة بين البلدين بـ88 في المئة، في ختام اجتماع اللجنة الإستراتيجية المكلفة بمتابعة المشروع في داكار، وفق وكالة الأنباء الموريتانية.

وسبق أن أعلنت موريتانيا في مايو 2022 أن احتياطات الغاز المكتشف في البلاد تقدر بأكثر من 100 تريليون قدم مكعبة، من ضمنها احتياطات حقل “السلحفاة” المشترك مع السنغال.

◄ الداه اعبيد هدد بدعوة أنصاره إلى النزول إلى الشارع من أجل التعبير عن رفضهم للانتخابات
الداه اعبيد هدد بدعوة أنصاره إلى النزول إلى الشارع من أجل التعبير عن رفضهم للانتخابات

ويأمل الموريتانيون أن تكون الولاية الثانية لولد الغزواني، والتي تدوم لخمس سنوات، هي مرحلة إقلاع بالنسبة للاقتصاد الموريتاني، وهو ما كان تعهد به خلال حملته الانتخابية، فيما من المنتظر أن تهدأ أصوات الحانقين على النتائج، في ظل قناعة سائدة بأن فوز ولد الغزواني مستحق.

ورجح المحلل السياسي أحمد ولد محمد فال، أن يعود الهدوء لخطاب المعارضة خلال الأيام القادمة.

وأشار محمد فال إلى أن المعارضة “دعت إلى إلغاء نتائج الانتخابات النيابية والمحلية التي جرت العام الماضي، ووصفتها بالمزورة، لكن في النهاية لم تتم إعادة الانتخابات، وعادت الأحزاب المعارضة إلى الحوار والتشاور مع النظام القائم”.

ورجح المحلل الموريتاني أن تكون هناك “أسابيع من التجاذب السياسي، لكن لا أرى أن ذلك سيكون له تأثير كبير، وفي النهاية الجميع يدرك أن التصعيد والاحتقان السياسي ليسا في مصلحة أي طرف”.

والسبت، أدلى مليون و74 ألفا و208 ناخبين، من أصل مليون و939 ألفا و342 ناخبا، وهو عدد المسجلين على اللائحة الانتخابية، بأصواتهم في ثامن انتخابات رئاسية بتاريخ البلاد لاختيار رئيس جديد.

وأفرز الاستحقاق فوز ولد الغزواني بولاية رئاسية جديدة، بعد حصوله على 56.12 في المئة من أصوات الناخبين.

وحل في المرتبة الثانية الناشط الحقوقي بيرام الداه اعبيد بـ22.10 في المئة، بينما حل ثالثا حمادي ولد سيدي المختار، رئيس حزب “التجمع الوطني للإصلاح والتنمية” (إسلامي معارض) بنسبة 12.76 في المئة، وفق اللجنة.

وحل رابعا المحامي البرلماني المعارض العيد ولد محمد بـ3.57 في المئة، وجاء في المرتبة الخامسة السياسي مامادو بوكاري بـ2.39 في المئة.

كما حل المرشح الطبيب المعارض أتوما سومري سادسا بنسبة 2.06 في المئة، وأخيرا مفتش المالية محمد الأمين المرتجى الوافي بنسبة 1 في المئة.

وعقب إعلان النتائج، أعلن اعبيد عدم اعترافه بنتائج الانتخابات، مضيفا أنه لن يعترف بالغزواني رئيسا لموريتانيا، في المقابل لم يسجل باقي المرشحين أي موقف رسمي حيال الاستحقاق وإن عمد البعض إلى الترويج لوقوع تزوير.

4