المعارضة الموالية لتركيا تعرقل وصول المساعدات إلى شمال سوريا

دمشق - قال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الأحد إن نقل المساعدات، المتعلقة بإغاثة المتضررين من الزلزال، من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا إلى الأراضي التي تسيطر عليها جماعات المعارضة المسلحة يتعثر بسبب مشاكل في الحصول على موافقة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا).
وذكرت الحكومة السورية الأسبوع الماضي أنها مستعدة لإرسال مساعدات إلى المنطقة الشمالية التي دمرها زلزال الاثنين الماضي وتسيطر عليها إلى حد كبير هيئة تحرير الشام الموالية لتركيا.
وقال زعيم هيئة تحرير الشام أبومحمد الجولاني في مؤتمر صحفي الجمعة إنّ المعبر الوحيد لتلقي المساعدات وقوافل الإغاثة هو معبر باب الهوى، رافضا إعطاء النظام السوري أي فرصة لتعويم نفسه.
وتأتي تصريحات الجولاني في وقت تخوض فيه أطراف مختلفة، بما فيها تركيا وسوريا والأمم المتحدة، مفاوضات من أجل التوصل إلى تفاهم ينص على افتتاح معابر يتم من خلالها تأمين وصول قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة.
ومنذ عام 2014 تمكنت الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إلى الملايين من الأشخاص المحتاجين في شمال غرب سوريا عبر تركيا بموجب تفويض من مجلس الأمن. لكنه يقتصر حاليا على استخدام معبر حدودي واحد فقط.
وتضغط الأمم المتحدة من أجل تدفق المساعدات بحرية أكبر إلى سوريا، وخاصة إلى شمال غرب البلاد، حيث قدرت أن أكثر من أربعة ملايين شخص كانوا بحاجة إلى المساعدات قبل الزلزال، من خلال خطوط المواجهة المجمدة ومن خلال المعابر مع تركيا.
وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا عبر معبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن حول المساعدات العابرة للحدود.
لكن الطرقات المؤدية إلى المعبر تضررت جراء الزلزال، ما أثر مؤقتاً على قدرة الأمم المتحدة على استخدامه. ولم يتم إرسال مساعدات من داخل سوريا إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق شمالاً منذ حوالي ثلاثة أسابيع. وتقدم المنظمة مساعدات إلى الشمال الغربي منذ 2014 عبر تركيا، متجاوزة الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة.
ونادرا ما تنقل المساعدات من الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة إلى الشمال الغربي، حيث فر الكثير من السوريين هربا من حكم الأسد، وهناك حوالي أربعة ملايين شخص بحاجة إلى المساعدات قبل أن يسهم الزلزال في احتداد أزماتهم.
ويقطن في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في محافظة إدلب وريف حلب الشمالي المجاور أكثر من أربعة ملايين شخص، جزء كبير منهم من النازحين.