المعارضة اللبنانية تحشد للحسم مع حزب الله

لا مجال لإضاعة المزيد من الوقت أو لترتيب تسويات ظرفية تعيد إنتاج سيطرة حزب الله على الرئاسات الثلاث والبلد.
الخميس 2023/08/17
لا تسويات ظرفية مع حزب الله

بيروت - تحشد المعارضة اللبنانية لحسم طريقة المواجهة مع حزب الله وحلفائه، وذلك على وقع توتر طائفي تسبب فيه سلاح الجماعة المنفلت. وأشار عدد من نواب قوى المعارضة في مجلس النواب اللبناني ضمن بيان إلى أنه "بعد تشاور ونقاش عميقين توصلت قوى المعارضة اللبنانية في المجلس النيابي إلى وضع الإطار السياسي للمواجهة في المرحلة الراهنة، فقد آن أوان الحسم ولم يعد هناك أي مجال لإضاعة الوقت أو لترتيب تسويات ظرفية تعيد إنتاج سيطرة حزب الله على الرئاسات الثلاث والبلد، بل بات لزاماً على قوى المعارضة كافة التحري الجاد عن سبلِ تحقيق سيادة الدستور والقانون وصون الحريات على كل الأراضي اللبنانية وحصر السلاح بيد الدولة بقواها العسكرية الشرعية، وعن طرق الوصول إلى سياسة خارجية تعتمد الحياد حماية للبنان، وإيجاد سبل لإنقاذ القضاء والإدارة والاقتصاد والوضع المالي وإصلاحها".

وأكد النواب على "دعوة جميع قوى المعارضة داخل البرلمان وخارجه إلى الاتفاق على خارطة طريق للمواجهة التصاعدية، وعلى أجندة مشتركة للإصلاحات خاصة لناحية الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على برنامج إصلاحات يحفظ أموال المودعين المشروعة، وإقرار الإصلاحات التشريعية الأساسية خاصة اللامركزية، وهيكلة القطاع العام، واستقلالية القضاء، والشراكة ما بين القطاع العام والخاص. على أن تعطى الأولوية أيضاً لموازنات متوازنة وتصنيف الودائع المالية المشروعة، واستكمال التدقيق الجنائي وتعميمه على الوزارات والمؤسسات والهيئات العامة، وكشف كافة الجرائم المالية وغير المالية ذات الصلة بالانهيار والفساد ومحاسبة المسؤولين عنها، كما محاسبة صناع القرار أيا كان موقعهم، وحفظ حقوق المودعين، وضمان حق الوصول إلى الخدمات العامة بخاصة الصحة والتعليم الرسميين، وكذلك الحمايات الاجتماعية مثل الضمان الاجتماعي والتغطية الصحية بما يحمي الفئات الأكثر فقرا في لبنان".

◙ الأجواء الأمنية بعد حادثة الكحالة تشير إلى أن البيئة السياسية تلتهب بدورها إلى درجة تتراجع معها فرص التعايش مع أي من خيارات حزب الله

وتابع البيان "مواجهتنا الديمقراطية والسلمية ستكون ضمن المسار المؤسساتي وخارجه حيث يجب، مستندين إلى وعي الناس وتمسكهم بالسيادة الوطنية الناجزة والنظام الديمقراطي، وتؤكد قوى المعارضة استمرارها في مقاطعة أي جلسة تشريعية لعدم دستورية هكذا جلسات قبل انتخاب رئيس الجمهورية وتعتبر كل ما يصدر عنها باطل دستوريا، كما تدعو الحكومة المستقيلة إلى التوقف عن خرق الدستور والالتزام بحدود تصريف الأعمال، وتهيب بجميع النواب والكتل ضرورة مقاطعة الجلسة التشريعية المقبلة صونا للدستور والشراكة".

ووقع على البيان كل من النواب: جورج عدوان، سامي الجميل، وضاح الصادق، ميشال معوض، مارك ضو، ميشال الدويهي، فؤاد مخزومي، غسان حاصباني، جورج عقيص، سليم الصايغ، ستريدا جعجع، نديم الجميل، إلياس حنكش، أشرف ريفي، أديب عبدالمسيح، بلال الحشيمي، نزيه متى، سعيد الأسمر، فادي كرم، كميل شمعون، رازي الحاج، غياث يزبك، ملحم الرياشي، شوقي دكاش، أنطوان حبشي، إلياس اسطفان ، بيار بوعاصي، زياد حواط، إيلي خوري، غادة أيوب، جهاد بقرادوني.

ومع اعتبار المعارضة في لبنان أن حادثة منطقة الكحالة تشكل تطورا أمنيا خطيرا، معلنة تمسكها بخيار الدولة في وجه نقيضها المتمثل في "دويلة حزب الله"، رد الحزب باستعراض سلاحه. ولجأ حزب الله اللبناني الاثنين إلى استعراض دباباته على وقع توترات طائفية مع المسيحيين، في خطوة قال محللون إنها بمثابة رسالة ترهيب مضمونة الوصول لكل من يعارض ترسانته العسكرية ويدعو إلى نزعها.

وكان مقتل مواطن مسيحي على يد جماعة حزب الله في منطقة الكحالة القطرة التي أفاضت الكأس، بعد أن سبقه اغتيال إلياس الحصروني (71 عاما)، وهو مسؤول سابق في حزب القوات اللبنانية، في عين إبل ذات الأغلبية المسيحية، واتهم رئيس الحزب سمير جعجع حزب الله بالوقوف وراء الحادثة. ويقول مراقبون إن الأجواء الأمنية الملتهبة بعد حادثة الكحالة تشير إلى أن البيئة السياسية تلتهب بدورها إلى درجة تتراجع معها فرص التعايش مع أي من خيارات حزب الله، لاسيما مرشحه للانتخابات الرئاسية.

2