المعارضة السورية تقر بإمكانية خسارة إدلب

شكوك كبيرة في الموقف التركي، وسط مخاوف في صفوف الفصائل من أن يكون الدعم التركي للمعارضة مجرد ذر رماد على العيون لعدم تأليب الفصائل ضدها.
الثلاثاء 2019/05/28
تحت الضغط

دمشق- أقر مسؤول كبير في المعارضة أن القوات الحكومية السورية التي تساندها روسيا ستتمكن من التقدم على طول الطريق إلى الحدود التركية إذا اخترقت دفاعات المعارضة في الشمال الغربي.

وكان الهجوم المستمر منذ شهر أخطر تصعيد في الحرب بين الرئيس بشار الأسد وأعدائه منذ الصيف الماضي. ودفعت الضربات الجوية التي تشنها الحكومة السورية والبراميل المتفجرة التي تسقطها بدعم من القوة الجوية الروسية نحو 250 ألف شخص إلى الفرار من المنطقة، من آخر معقل كبير للمعارضة والجهاديين.

ولم تعلن الحكومة السورية كما روسيا عن نواياهما خلف التصعيد الجاري وعما إذا كان يندرج في إطار عملية عسكرية شاملة لاستعادة كامل المنطقة بيد أن المؤشرات تسير في هذا الاتجاه.

وذكرت مصادر مطلعة أن تركيا تحركت في الأيام الأخيرة لدعم الفصائل بأسلحة جديدة، بعد فشلها في التوصل إلى اتفاق مع الجانب الروسي لوقف إطلاق النار. وهناك شكوك كبيرة في الموقف التركي، وسط مخاوف في صفوف الفصائل من ان يكون الدعم التركي مجرد ذر رماد على العيون لعدم تأليب الفصائل ضدها، خاصة وأن أنقرة سبق وأن خذلت الفصائل في محطات مفصلية على غرار حلب والغوطة الشرقية.

وعبر رئيس “حكومة الإنقاذ” فواز هلال التي تدير محافظة إدلب عن ثقته في أن مقاتلي المعارضة المتجمعين في إدلب من شتى أنحاء سوريا قادرون على مقاومة الهجوم. وقال هلال في مقابلة “هذه الهجمة شرسة وهي معركة كسر عظم، فالنظام إن استطاع أن يكسر خطوط دفاعنا في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي فلن يتوقف إلا في الحدود”.

دفاعات إدلب تلقت تعزيزات من مقاتلين نزحوا من مناطق سوريا الأخرى مثل الغوطة وحمص ودرعا عندما سيطر الجيش السوري على بلداتهم ومدنهم

وطالبت حكومته، التي تساند هيئة تحرير الشام التي يقودها فرع لتنظيم القاعدة، موظفيها بالمساعدة في تحمل “العبء العسكري” من خلال بناء دفاعات بأكياس الرمال والمرابطة عند الخطوط الأمامية وتقديم الدعم المادي وغير ذلك من أشكال الدعم. وقال “مصرون (المقاتلون) ونحن معهم على التصدي لهذه الحملة”.

وأفاد اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، وهو منظمة غير حكومية طبية مقرها بالولايات المتحدة، بأن القصف أودى بحياة 229 مدنيا وأصاب 727 منذ 28 أبريل الماضي.

وتحدث هلال من مكتبه في مدينة إدلب، عاصمة المحافظة حيث تسير الحياة بصورة طبيعية مع استهداف الهجوم في الغالب لمناطق خط المواجهة في الجنوب. وقال هلال “نحن متفائلون رغم هذه الحملة العسكرية، ولولا التفاؤل لما كنا موجودين هنا اليوم”.

وتبدو شوارع مدينة إدلب مزدحمة بالسيارات والمارة، وقبل الغروب يخرج الباعة الجائلون بأعداد كبيرة لبيع الطعام للمسلمين الصائمين

وأشار هلال إلى أن دفاعات إدلب تلقت تعزيزات من مقاتلين نزحوا من مناطق سوريا الأخرى مثل الغوطة وحمص ودرعا عندما سيطر الجيش السوري على بلداتهم ومدنهم. وأضاف “الشباب يمتلكون عقيدة قتالية رائعة والحمد لله”.

2