المعارضة السورية: تركيا مستعدة لسحب قواتها بعد التسوية

رئيس هيئة التفاوض السورية يؤكد التزام أنقرة بسحب قواتها بعد التسوية النهائية.
الثلاثاء 2023/02/07
هل تلتزم تركيا بسحب قواتها

دمشق - قال بدر جاموس رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة الاثنين إن تركيا أعطت تأكيدات بأنها ستسحب قواتها من شمال سوريا بمجرد التوصل إلى تسوية سياسية نهائية.

وقال جاموس، عبر مترجم خلال إفادة على الإنترنت “التقيت مع وزير الشؤون الخارجية التركي وقوات الأمن… هم ملتزمون بمغادرة سوريا بعد التسوية النهائية”.

ولم ترد الحكومة التركية حتى الآن على طلب للتعليق. وسبق أن قال مسؤولون أتراك إنهم يتوقعون سحب قوات أنقرة بمجرد التوصل إلى تسوية سياسية مقبولة مع دمشق.

ودعمت تركيا بشكل علني جماعات المعارضة السورية خلال الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ ما يزيد على عشر سنوات. وهدأ القتال الآن إلى حد كبير. وسيطرت تركيا على أجزاء من شمال غرب سوريا وتنفذ هجمات على وحدات حماية الشعب الكردية السورية.

وتقول تركيا إن وحدات حماية الشعب هي جناح لحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا الذي تعتبره أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية، رغم أن واشنطن تحالفت مع وحدات حماية الشعب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الصراع السوري.

وتعتبر سوريا تركيا قوة محتلة في شمالها، وقالت إنها ستعتبر أي هجمات تركية جديدة “جرائم حرب”.

تركيا سعت إلى طمأنة المعارضة السورية وأكدت دعمها لقرار مجلس الأمن 2225 للحل في سوريا، لكن هذه التصريحات لم تكف

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قال مطلع يناير إن اللقاءات السورية – التركية التي تجري برعاية روسية، يجب أن تكون مبنية على “إنهاء الاحتلال حتى تكون مثمرة”، في إشارة إلى الوجود العسكري التركي في شمال سوريا.

وقال الأسد، خلال لقائه المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، إنّ “هذه اللقاءات حتى تكون مثمرة فإنّها يجب أن تُبنى على تنسيق وتخطيط مسبق بين سوريا وروسيا من أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج الملموسة التي تريدها سوريا من هذه اللقاءات، انطلاقا من الثوابت والمبادئ الوطنية للدولة والشعب المبنية على إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب”.

وكان تصريح الأسد أول تعليق له على التقارب مع أنقرة بعد قطيعة استمرت 11 عاما.

وفي نهاية ديسمبر عقد وزيرا الدفاع التركي والسوري اجتماعا في موسكو، في أول لقاء رسمي على هذا المستوى بين الدولتين منذ بدء النزاع في سوريا في 2011.

وجاء اللقاء الثلاثي لوزراء الدفاع في روسيا وسوريا وتركيا بعد أسابيع من شنّ تركيا سلسلة ضربات جوية ومدفعية استهدفت بشكل رئيسي القوات الكردية، وتلويح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن هجوم بري لإبعادها عن حدوده، الأمر الذي عارضته موسكو.

وتلعب روسيا دورا رئيسيا لتحقيق تقارب بين حليفيها اللذين يجمعهما “خصم” مشترك يتمثل بالمقاتلين الأكراد الذين يتلقون دعما من واشنطن في معاركهم ضد تنظيم داعش، فيما ترى فيهم أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا ضدها منذ عقود.

وسعت تركيا إلى طمأنة المعارضة السورية من أنها تدعم الشعب والمعارضة السورية وقرار مجلس الأمن 2225 للحل في سوريا، لكن هذه التصريحات لم تكف لطمأنة المعارضة السورية.

ونشرت مؤسسة “أمجاد” الإعلامية التابعة لهيئة «تحرير الشام» تقريرا مصورا معنونا بـ«لن نصالح» لزعيمها أبومحمد الجولاني يتحدث من خلاله عن مسار التقارب التركي مع نظام الأسد، وفي إطار إجاباته على أسئلة عدة طرحها وجهاء من المهجرين إلى إدلب في لقاء جمعهم بالجولاني.

ووصف الجولاني المباحثات الروسية – التركية – السورية بالمنعطف الخطير الذي من شأنه المساس بأهداف الثورة السورية، وبنفس الوقت صنف تركيا على أنها من حلفاء الثورة السورية، على الرغم من دخولها في ما وصفه بـ«المسار الخاطئ»، محذرا من أن المصالحة في حال حصولها ستدفع بموجة لاجئين جديدة وستجبر الناس على التوجه إلى تركيا وهذا ما لا ترغب به القيادة التركية.

2