المعارضة السورية تتخوف من محاولات عربية جارية للتطبيع مع الأسد

متحدث باسم هيئة المفاوضات في تصريحات لـ"العرب": نرفض عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية.
الأربعاء 2018/10/24
الحريري بحاجة إلى ظهير عربي لمواجهة الضغط الروسي

القاهرة – يزور وفد من الهيئة العليا للمفاوضات السورية قبل نهاية أكتوبر الجاري العاصمة المصرية القاهرة، حيث يلتقي وزير الخارجية سامح شكري، للتشاور بشأن تشكيل اللجنة الدستورية والأوضاع الراهنة في محافظة إدلب (شمال غرب سوريا)، فضلا عن توضيح موقفهم الرافض لمساعي بعض القوى العربية الدفع باتجاه تطبيع العلاقات مع نظام الرئيس بشار الأسد وإعادة دمشق إلى جامعة الدول العربية.

وقال الناطق الرسمي باسم هيئة التفاوض السورية يحيى العريضي لـ”العرب”، إن وفد الهيئة سيصل إلى القاهرة يوم 30 أكتوبر، وسيعقد لقاء مع شكري في اليوم التالي، مشددا على ضرورة وجود دور عربي محايد وفاعل في القضية السورية، وأن مصر قادرة على أن تلعب دورا متقدما في هذا الشأن.

وسجل تراجع لافت في الدور العربي خلال السنوات الأخيرة إزاء الصراع السوري، وتريد المعارضة اليوم إيجاد ظهير عربي قادر على أن يلعب دورا محوريا خاصة في اختراق الموقف الروسي الذي يدفع اليوم باتجاه إعادة تعويم الرئيس بشار الأسد سياسيا بناء على ما تحقق عسكريا.

وتعتبر المعارضة أن القاهرة مؤهلة أكثر من غيرها للقيام بذلك خاصة وأنها ترتبط بعلاقات وثيقة مع روسيا.

وسبق لمصر أن كانت لها بصماتها في تحقيق بعض الهدنات المؤقتة خاصة في منطقة ريف دمشق قبل أن تعود إلى سيطرة النظام السوري.

ويضم الوفد السوري الذي يزور مصر رئيس الهيئة العليا للمفاوضات في سوريا نصر الحريري، ونائب رئيس ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية بدر جاموس، وعضو الهيئة طارق الكردي، ويضم عن منصة القاهرة للمعارضة السورية كلا من جمال سليمان وقاسم الخطيب.

وطالب العريضي بأهمية أن يكون للدور المصري نشاط أكبر في الطروحات الخاصة بإعادة اللاجئين والإعمار والتطبيع مع النظام السوري، وهي أمور أدى تجاهلها إلى الإضرار بالشعب السوري، على حد تعبيره.

يحيى العريضي: أهمية وجود دور عربي محايد للمشاركة في حل الأزمة السورية
يحيى العريضي: أهمية وجود دور عربي محايد للمشاركة في حل الأزمة السورية

وانتقد المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض، محاولة بعض القوى العربية (العراق والأردن ولبنان) إعادة تطبيع العلاقات مع النظام، والدفع إلى إعادته لشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية.

وكان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري قد شدد خلال زيارته هذا الشهر لدمشق على ضرورة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

وأوضح المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، أن الوفد السوري سينقل إلى الجانب المصري رفض أي محاولات لإعادة النظام السوري لشغل مقعد سوريا (المجمد منذ سنوات)، فضلا عن موقفه المعارض لعودة اللاجئين قبل التوصل إلى تسوية سياسية.

وطرحت موسكو مبادرة لإعادة اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا ودول أوروبا إلى مناطقهم في سوريا، فيما تشترط الأطراف الدولية إشراف الأمم المتحدة ممثلة بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين على عملية العودة وضمانها واعتماد المعايير الضرورية لتحقيقها.

وأكد العريضي رفض الهيئة العليا للمفاوضات إعادة اللاجئين السوريين بشكل قسري أو طواعية، في ظل بيئة مختلة أمنيا واقتصاديا واجتماعيا خلقها النظام السوري، فضلا عن الضغوط المستمرة التي يمارسها النظام ضد المدنيين السوريين. واتهم الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات، موسكو بمحاولة عرقلة جهود اللجنة الدستورية تحت ضغط من النظام السوري الذي يحاول التنصل من القرارات الدولية، ومشاركة الروس في قتل الآلاف من المواطنين السوريين وتدمير العديد من المدن، وترك مساحة جيدة لطهران للحركة وتنفيذ مخططها في المنطقة، خاصة في سوريا والعراق ولبنان واليمن.

وسيزور وفد الهيئة العليا للمفاوضات موسكو، يوم الجمعة المقبل، للتشاور مع المسؤولين هناك حول الاتفاق التركي-الروسي بشأن مدينة إدلب، وتشكيل اللجنة الدستورية.

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد ناقش خلال زيارته لروسيا الأسبوع الماضي، ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين، الأزمة السورية، وبدا التفاهم واضحا بينهما حول الكثير من الخطوط العريضة في معالجة الأزمة.

وتشير تحركات المعارضة السورية إلى رغبتها الحثيثة في الانخراط بشكل إيجابي في أعمال اللجنة الدستورية التي يحاول المبعوث الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الانتهاء من تشكيلها خلال المدة المتبقية له (ستنتهي نهاية نوفمبر القادم)، والدفع بالمسار التفاوضي في العملية السياسية.

وأكد العريضي أن وفد الهيئة العليا للمفاوضات سينقل إلى الجانب الروسي مخاوفه من انقلاب النظام السوري والإيرانيين على اتفاق إدلب، بعد انسحاب المعارضة السورية من المنطقة منزوعة السلاح، والتشاور حول اللجنة الدستورية والمحاولات التي يقودها النظام السوري للتنصل من العملية السياسية وعدم الالتزام بالقرارات الدولية.

ويشهد اتفاق إدلب صعوبات كثيرة في التطبيق في ظل معارضة هيئة تحرير الشام التي تقودها جبهة النصرة إخلاء مواقعها من المنطقة المعزولة، الأمر الذي يهدد بانهيار الاتفاق.

ويرى مراقبون أن الملف الأهم بالنسبة للمعارضة السورية حاليا يبقى اللجنة الدستورية التي ستتولى صياغة دستور جديد، وأن تحركاتها تصب في اتجاه الضغط على دمشق وموسكو لتفعيلها.

وعقد أعضاء المعارضة السورية المرشحون إلى عضوية اللجنة الدستورية من قبل هيئة التفاوض اجتماعات في الرياض مؤخرا، للبدء في التفاوض مع ممثلي النظام حول دستور سوريا الجديد.

والتقى نصر الحريري رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة، مع المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري في السعودية، بالتزامن مع الاجتماعات التي تجريها الهيئة السورية للتفاوض.

وأوضح الحريري عقب اللقاء وجود تقارب وتقاطع بين أولويات المعارضة وأولويات الإدارة الأميركية حول أهمية الحل السياسي.

وقبلت المعارضة مناقشة الدستور الدائم لسوريا عقب ضغوط إقليمية ودولية، مع إصرار المعارضة على إنجاز عملية الانتقال السياسي وفق القرارات الأممية الصادرة في بيان جنيف-1 وقرار مجلس الأمن رقم 2254، وضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات.

ويتشكك كثيرون في مدى قدرة المعارضة على فرض رؤيتها خاصة وأنه لم يعد لها تأثير على الأرض باستثناء إدلب.

2