المعارضة الروسية تنغص فوز بوتين بتحركات احتجاجية رمزية

موسكو – توجه الآلاف إلى مراكز الاقتراع في أنحاء روسيا الأحد للمشاركة في ما وصفته المعارضة بأنه احتجاج سياسي سلمي لكنه رمزي ضد إعادة انتخاب الرئيس فلاديمير بوتين.
وفي تحرك أُطلق عليه اسم “الظهيرة ضد بوتين” توجه الروس الذين يعارضون الرئيس الروسي المخضرم إلى مراكز الاقتراع المحلية في فترة الظهيرة إما لإتلاف أوراق اقتراعهم احتجاجا على الانتخابات أو للتصويت لأحد المرشحين الثلاثة الذين يتنافسون ضد بوتين، الذي من المتوقع أن يفوز بأغلبية ساحقة.
وتعهد آخرون بكتابة اسم زعيم المعارضة الراحل أليكسي نافالني، الذي توفي الشهر الماضي في أحد سجون القطب الشمالي، على بطاقة اقتراعهم.
ونشر مناصرون لنافالني مقاطع مصورة على يوتيوب أظهرت طوابير من الأفراد المصطفين أمام مراكز اقتراع في أنحاء روسيا خلال الظهيرة، وقالوا إنهم هناك للاحتجاج السلمي.
وكان نافالني قد أيد خطة “الظهيرة ضد بوتين” في رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي نشرها محاموه قبل وفاته. ووصفت صحيفة نوفايا جازيتا المستقلة هذا التحرك بأنه “وصية نافالني السياسية”.
وقالت إحدى السيدات، التي لم تذكر اسمها وطمس فريق نافالني وجهها، من أمام أحد مراكز الاقتراع “لا يوجد أمل يذكر لكن إذا كان بوسعك أن تفعل شيئا (مثل هذا) فعليك أن تفعله. لم يتبق شيء من الديمقراطية”.
وقالت أخرى رفضت الكشف عن هويتها أيضا من أمام مركز اقتراع آخر إنها صوتت لصالح المرشح “الأقل إثارة للشكوك” من بين المرشحين الثلاثة الذين ينافسون بوتين.
ورغم المحتجين الذين يمثلون نسبة ضئيلة من الناخبين الروس البالغ عددهم 114 مليون ناخب فإن بوتين يستعد لإحكام قبضته على السلطة في الانتخابات التي من المؤكد أنها ستحقق له نصرا كبيرا.
وفي مراكز الاقتراع عند مقار البعثات الدبلوماسية الروسية في أستراليا واليابان وأرمينيا وكازاخستان وألمانيا وبريطانيا، وقف المئات من الروس في طوابير خلال الظهيرة.
وفي برلين جاءت يوليا، أرملة نافالني، إلى مقر السفارة الروسية للمشاركة في الحدث الاحتجاجي هناك إلى جانب كيرا يارميش، المتحدثة باسم نافالني. وفي لندن اصطف الآلاف في أجواء يسودها صمت شبه تام للتصويت في السفارة الروسية.
وقالت الناخبة ناتاليا تشيردنيكوفا “لم يسمعنا أحد منذ 30 عاما. لم يستمع إلينا أحد. انتقلنا وهاجرنا، وحتى هنا، بعيدا عن روسيا، نشعر بعواقب عدم الاستماع إلينا”.
وفي تركيا اصطفّ شباب لاجئون من روسيا في طابور طويل أمام قنصلية بلادهم في إسطنبول الأحد للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الروسية والتنديد بسيطرة بوتين عليها، قائلين “نريد تعقيد مهمة بوتين”.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بأنّ الطابور في شارع الاستقلال، الشريان الرئيسي المخصَّص للمشاة في المدينة، امتد أكثر من 400 متر في بداية فترة بعد الظهر.
ووصل معظم الروس ظهراً في وقت حددته المعارضة لإحياء ذكرى أليكسي نافالني والتنديد بالانتخابات الرئاسية المصمّمة على قياس بوتين. وتضم إسطنبول عشرات الآلاف من الفارين من روسيا.
ورأى يوري وإيلينا أن لا أمل في أن يؤدي تصويتهما إلى تغيير الوضع، لكن قال الشاب مبتسماً وطالباً عدم الكشف عن اسمه الكامل على غرار كل المصطفين في الطابور “نريد تعقيد مهمة بوتين”.
وقد وضعت إيلينا وشاحًا أصفر، بينما ارتدى يوري معطفاً أصفر أيضاً. وقالت “إنه لون سياسي، إنه لون أوكرانيا”.
وفرّ الثنائي من العاصمة الروسية في ديسمبر 2022، ومكث منذ ذلك الحين في دول أوروبية عديدة بينها صربيا ومونتينيغرو (الجبل الأسود) قبل أن يستقر في تركيا حيث يعيش 100 ألف روسي بحسب أرقام رسمية. وقال يوري الذي يعمل عن بعد في مجال تكنولوجيا المعلومات “أصبح العيش في بلد لا يفكر فيه الناس مثلك أمرًا معقدًا”.