المعارضة التركية تخسر دعم حزب موال للأكراد في الانتخابات المحلية

حزب الشعوب الديمقراطي لم يغفر لحزب الشعب الجمهوري انقلابه عليه بين الدورتين الأولى والثانية من الانتخابات الرئاسية في مايو الماضي.
الجمعة 2024/02/09
المعارضة التركية تخسر خزانا انتخابيا مهما باعلان الشعوب الديمقراطية مرشحا لانتخابات بلدية اسطنبول

اسطنبول - قدم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد الجمعة مرشحه لرئاسة بلدية اسطنبول، تحت طائلة خسارة المعارضة للمدينة التركية في الانتخابات البلدية المقرر إجراؤها نهاية مارس.

وبهذا القرار سوف ينافس الحزب الذي يعتبر واجهة سياسية للأكراد كل من المعارضة وأيضا حزب العدالة والإسلامي الحاكم الذي يقوده الرئيس رجب طيب والذي أطلق بدوره حملة مبكرة لخوض الانتخابات أملا في الانتقام لانتكاسة حزبه في انتخابات العام 2019 التي منحت المعارضة السيطرة على رئاسة بلديتي اسطنبول التي تعتبر العاصمة الاقتصادية لتركيا وأنقرة التي تعد العاصمة السياسية.

وفي انتخابات العام 2019، دعم حزب الشعوب الديمقراطي وهو ثالث قوة سياسية في البلاد، مرشح حزب الشعب الجمهوري، الحزب المعارض الرئيسي، في مواجهة حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان.

وصرحت المتحدثة باسم "حزب المساواة بين الشعوب والديمقراطية" ايسيجول دوغان للصحافة بأن ميرال دنيس بيستاس النائبة عن أرضروم (شرق) ستكون مرشحة الحزب في اسطنبول.

وعملت ميرال دنيس بيستاس (56 عاما) لفترة طويلة محامية متخصصة في مجال حقوق الإنسان قبل أن تنتخب أربع مرات نائبة عن الحزب المؤيد للأكراد منذ عام 2015.

ووفقا لنظام الرئاسة المشتركة المستلهم من حزب الخُضر الألماني المطبق على نواب الحزب، فإن مراد تشيبني النائب السابق سيكون المرشح المشارك. وقالت دوغان مبررة قرار حزبها "نحن حركة سياسية قوية لها خبرة كافية تسمح بأن تفوز على أحزاب أخرى أو تخسر".

وورد اسم باشاك دميرطاش زوجة الرئيس المشارك السابق للحزب صلاح الدين دميرطاش المسجون منذ عام 2016 والذي ابتعد رسميا عن الساحة السياسية، كمرشحة محتملة في إسطنبول، لكن دميرطاش أعلنت الأربعاء أنها لن تترشح بعد التشاور مع حزبها.

ويتهم معارضو ترشح حزب الشعوب الديمقراطي في إسطنبول، الحزب المؤيد للأكراد بتسهيل فوز محتمل لحزب العدالة والتنمية من خلال حرمان رئيس البلدية المنتهية ولايته أكرم إمام أوغلو (حزب الشعب الجمهوري) من أصوات الناخبين الأكراد.

فاز إمام أوغلو برئاسة بلدية اسطنبول في 2019 بفضل دعم حزب الخير (يمين) ودعم غير مباشر للحزب الموالي للأكراد الذي قرر عدم تقديم مرشح لتجنب تشرذم أصوات المعارضة، في المدينة البالغ عدد سكانها 16 مليون نسمة وتضم جالية كردية كبيرة.

لكن العديد من الناخبين الأكراد لم يغفروا لحزب الشعب الجمهوري الذي انقلب ضدهم بين الدورتين الأولى والثانية من الانتخابات الرئاسية في مايو الماضي.

وفي يناير، عهد أردوغان إلى وزير البيئة السابق مراد كوروم أن يستعيد بلدية اسطنبول أغنى مدينة في البلاد حيث ولد والتي كان رئيسا لبلديتها في تسعينات القرن الماضي وذلك لمحو أكبر هزيمة انتخابية تعرض لها حزب العدالة والتنمية في عقدين.

وكان الرئيس التركي قد رشح الأسبوع الماضي وزير بيئة سابق لمنصب رئاسة بلدية اسطنبول، في انتخابات يأمل أن يستعيد من خلالها السيطرة على المدينة والانتقام بعد أسوأ هزيمة سياسية تعرض لها حكمه القائم منذ عقدين بعد أن انتزع حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات السابقة رئاسة بلدية أكبر المدن التركية والتي لها ثقل اقتصادي وسياسي.

وسيمثل مراد كوروم حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، في الانتخابات البلدية المقررة في 31 مارس وهي الانتخابات التي يخوضها الحزب الإسلامي المحافظ بأكثر حظوظ بعد خسارة ائتلاف من ستة أحزاب معارضة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

ولا يبدو وضع المعارضة جيدا في ظل تجاذبات سياسية وانقسامات حادة تلت الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية جديدة شكلت اختبارا كذلك للمسار السياسي والانتخابي للانتخابات المحلية التي ستجرى في مارس القادم.