المعارضة الإسرائيلية تتعهد بالعمل ضد حكومة نتنياهو

تعديل مثير للجدل يهدف إلى السماح لأريه درعي زعيم حزب شاس الديني بتولي منصب وزير الداخلية رغم إدانته بالتهرب الضريبي.
الأربعاء 2022/12/28
في دائرة المعارضة والنقد

القدس - دفعت الحكومة الإسرائيلية اليمينية بقيادة رئيس الوزراء الجديد بنيامين نتنياهو الثلاثاء بتعديل مثير للجدل قبيل أداء اليمين الدستورية رسميا الخميس، فيما تعهدت المعارضة بالعمل ضد حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة. وبعد ساعات من المناقشات، صوت 63 نائبا من أصل 120 لصالح التعديل، فيما صوت 55 ضده.

ويهدف التعديل إلى السماح لأريه درعي زعيم حزب شاس الديني بتولي منصب وزير الداخلية على الرغم من إدانته من قبل بالتهرب الضريبي. كما سيسمح التعديل أيضا لبتسلئيل سموتريتش (زعيم حزب البيت اليهودي) بشغل منصب وزاري في وزارة الدفاع، إلى جانب منصبه كوزير للمالية.

ويعتبر سموتريتش من أشد المؤيدين للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، كما سيتم منحه نفوذا على إدارة الضفة الغربية وحياة الفلسطينيين. وترغب الحكومة في تمرير تعديل آخر من شأنه توسيع صلاحيات وزير الأمن الوطني، لتشمل في ما بعد مسؤولية شرطة الحدود في الضفة الغربية وليس فقط حقيبة الشرطة. كما سيحصل السياسي اليميني المتطرف ايتمار بن غفير على المنصب.

وتعهد قادة المعارضة الإسرائيلية المستقبلية بالعمل ضد الحكومة المتبلورة بقيادة نتنياهو، فيما طلب الأخير من سابقه المنتهية ولايته يائير لابيد نقل السلطة إليه بطريقة منظمة والتوقف عن التحريض ضد حكومته.

ومساء الإثنين اجتمع لابيد رئيس حزب "هناك مستقبل" ووزراء الدفاع بيني غانتس (رئيس تحالف المعسكر الوطني) والمالية أفيغدور ليبرمان (رئيس حزب إسرائيل بيتنا) والمواصلات ميراف ميخائيلي (رئيسة حزب العمل) المنتهية ولايتهم، ومنصور عباس رئيس "القائمة الموحدة"، وأصدروا بيانا مشتركا.

بنيامين نتنياهو: أدعو لابيد إلى التوقف عن التحريض وتقبل قرار الناخبين
بنيامين نتنياهو: أدعو لابيد إلى التوقف عن التحريض وتقبل قرار الناخبين

وجاء في بيان قادة المعارضة الذي نقلته هيئة البث الرسمية “سنقاتل سويا ضد الحكومة المظلمة والمناهضة للديمقراطية التي تتشكل هذه الأيام والتي ستمزق إسرائيل من الداخل".

وتعهدوا عندما يعودون إلى السلطة بإلغاء "كل التشريعات المتطرفة التي تضر بالديمقراطية والأمن والاقتصاد والمجتمع الإسرائيلي". وتتهم المعارضة الائتلاف المتبلور بقيادة نتنياهو بالسعي لتمرير قوانين “عنصرية” في الكنيست (البرلمان) بما في ذلك ضد المثليين، وأخرى ترسخ سيطرة الائتلاف ذاته على مفاصل الدولة بما في ذلك الأمنية.

ويصوّت الكنيست الإسرائيلي الخميس التاسع والعشرين من ديسمبر الجاري على منح الثقة لنتنياهو (73 عاما)، وحال حدث ذلك سيصبح رئيسا للوزراء ولابيد رئيسا للمعارضة.

وللحصول على ثقة الكنيست يجب حشد أصوات ما لا يقل عن 61 عضوا من أصل 120 في الكنيست، ولدى معسكر نتنياهو 64 صوتا ما يضمن له نيل هذه الثقة.

وقبل بيان قادة المعارضة ذلك بوقت قصير، دعا نتنياهو في مقطع متلفز بثه عبر حسابه على تويتر، لابيد إلى التوقف عن تحريض الإسرائيليين ضده وتقبل قرار الناخبين، وتسليمه السلطة بطريقة منظمة.

وقال نتنياهو "يا لابيد، إن خسارة الانتخابات ليست نهاية الديمقراطية، إنها جوهر الديمقراطية، وأنت ترفض قبول قرار الشعب، وتحرض الجمهور ضده وتبث أكاذيب لا حصر لها ضد الحكومة المنتخبة". وأضاف نتنياهو "ما هي خطوتك المقبلة؟ هل سترسل المتظاهرين التابعين لك لتسلق أسوار الكنيست؟".

ومضى بقوله “أدعوك إلى التصرف بمسؤولية، وأن تتقبل قرار الشعب، وتنقل السلطة بطريقة منظمة، حتى نتمكن من إصلاح كل شيء دمرتموه في العام ونصف العام الماضيين”.

وكلام نتنياهو جاء ردا على تصريحات أدلى بها لابيد في وقت سابق الاثنين، واعتبر فيها أن الحكومة المتبلورة ليست حكومة يمين كاملة، كما يدعي رئيس الوزراء المكلف بل “حكومة جنون كاملة”. وأضاف لابيد في تغريدات على تويتر "رأينا بالفعل حكومات تأسست في إسرائيل. ما يحدث هنا ليس حدثا طبيعيا. ما لدينا هو أضعف رئيس وزراء على الإطلاق، وحكومة في حالة فوضى".

ومضى بقوله "ليست لدينا نية للجلوس بهدوء بينما تُفكك دولة إسرائيل من الداخل.. هذه حكومة متطرفة دينية وقومية". وشغل نتنياهو منصب رئيس الوزراء لأول مرة بين عامي 1996 و1999، ثم لمدة 12 عاما متواصلة بين 2009 و2021.

2