المطالب الروسية تلقي بظلالها على المحادثات النووية مع إيران

سعيد خطيب زاده يؤكد أنه ينتظر من روسيا تفاصيل مطالبها بشأن الضمانات الأميركية، مشددا على ضرورة عدم خضوع تعاون بلاده مع موسكو لأي عقوبة.
الاثنين 2022/03/07
إيران تنتظر التفاصيل عبر القناة الدبلوماسية

طهران - أعلنت الخارجية الإيرانية الاثنين أنها لا تزال تنتظر من روسيا "تفاصيل" بشأن طلب موسكو ضمانات أميركية بعدم تأثير العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب غزوها لأوكرانيا، على تعاونها مع طهران في إطار الاتفاق النووي.

وترافق كشف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن طلب بلاده هذه الضمانات المكتوبة، مع مراحل حاسمة في مباحثات فيينا بين إيران والقوى الكبرى لإحياء اتفاق عام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن أحاديا في 2018. وأثار الموقف الروسي المستجد مخاوف من تعقّد إنجاز تفاهم سريعا في فيينا كما كانت ترغب الأطراف الغربية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي "سمعنا ورأينا تصريحات لافروف عبر وسائل الإعلام (...) نحن ننتظر التفاصيل عبر القناة الدبلوماسية".

وأكد خطيب زاده ضرورة ألا "يكون التعاون المدني السلمي لإيران مع دول أخرى، بما فيها روسيا، خاضعا لأي عقوبة، لاسيما في حال كانت هذه العقوبات مفروضة من قبل طرف بعينه" وليس من قبل الأمم المتحدة مباشرة.

وعلى خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا اعتبارا من الرابع والعشرين من فبراير، فرضت أطراف غربية عدة تتقدمها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، عقوبات اقتصادية واسعة النطاق على روسيا.

وقال لافروف السبت إن ذلك يسبّب "مشكلات" لروسيا، ما دفعها لتطلب من الأميركيين "ضمانات مكتوبة بأن العقوبات لن تؤثر على حقنا في التعاون الحر والكامل، التجاري والاقتصادي والاستثماري والتقني العسكري، مع إيران".

وتعليقا على هذه المطالب، نفى نظيره الأميركي أنتوني بلينكن أن يكون ثمة رابط بين العقوبات على روسيا وأي دور قد تؤديه في إطار الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي، في حال تم تفعيله مجددا.

وقال لمحطة "سي.بي.أس" الأميركية الأحد "لا رابط بين المسألتين بأي شكل من الأشكال"، معتبرا أن ذلك يجعل المطالب الروسية "خارج السياق".

وأضاف "من مصلحة روسيا بغض النظر عن أي شيء آخر أن تكون إيران غير قادرة على امتلاك سلاح نووي أو ألا تمتلك القدرة على إنتاج سلاح بسرعة كبيرة"، وأن ذلك يبقى "ساريا بغض النظر عن علاقتنا بروسيا منذ غزوها لأوكرانيا".

إيران

وأدت روسيا دورا أساسيا في التفاوض الذي أدى إلى إبرام اتفاق 2015، وأيضا في خطواته التطبيقية، خصوصا نقل كميات من اليورانيوم المخصّب من إيران إلى أراضيها، وتوفير دعم لطهران في برنامجها النووي المدني.

وخلال مباحثات فيينا التي بدأت قبل 11 شهرا، ساهمت موسكو في التوسط بين طهران وواشنطن اللتين لا تلتقيان مباشرة.

لكن دخول التفاوض مراحله الدقيقة، ترافق مع أزمة جيوسياسية دولية غير مسبوقة منذ عقود بين موسكو وواشنطن.

وشدد خطيب زاده على أن "مقاربة روسيا كانت حتى الآن بنّاءة في سبيل التوصل إلى اتفاق جماعي في فيينا".

وخفف اتفاق 2015 العقوبات على إيران مقابل الحد من تخصيبها لليورانيوم، مما يجعل من الصعب عليها تطوير مواد لصنع أسلحة نووية. وانهار الاتفاق في عام 2018 بعد أن أعلن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة منه.

وتأتي مخاوف روسيا من تأثير العقوبات الغربية على تعاملاتها مع إيران، في أعقاب مساعي كبار المسؤولين الإيرانيين لتعميق العلاقات مع موسكو منذ انتخاب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وهو من غلاة المحافظين، العام الماضي.

ودعا الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إلى توثيق العلاقات مع روسيا، لعدم ثقته بالولايات المتحدة.

وقال علي شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الاثنين إن آفاق المحادثات النووية الجارية في فيينا "ما زالت غير واضحة"، متهما الولايات المتحدة بتعطيلها.

وكتب شمخاني على  تويتر "أولوية إيران في المحادثات هي حل القضايا التي تعتبر خطا أحمر... المبادرات الجديدة" مطلوبة من قبل جميع الأطراف في المفاوضات من أجل التوصل بسرعة إلى اتفاق قوي.

وأعلنت إيران السبت أنها وافقت على خارطة طريق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحل جميع القضايا العالقة بخصوص البرنامج النووي للبلاد بحلول أواخر شهر يونيو، في خطوة يُنظر إليها بوصفها أحدث تحرك باتجاه إحياء اتفاق طهران النووي مع القوى الدولية.

وجاء الإعلان الإيراني في وقت قالت فيه جميع الأطراف المنخرطة في المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، والرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، إنها كانت قريبة من التوصل إلى اتفاق في محادثات فيينا الأخيرة.

وبالتوازي مع الجهود التي يقودها المفاوضون في فيينا، التقى رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي السبت مسؤولين إيرانيين في طهران. ورغم اتفاقهم على آلية لتسوية القضايا العالقة، فإن غروسي أدلى بعد عودته إلى فيينا بتصريحات حذرة بشأن مستقبل تلك القضايا.

وشدّد غروسي على أنه "إذا لم تتعاون إيران، فلن أتوقّف عن طرح الأسئلة"، رافضا أيّ ضغوط "سياسيّة" من المفاوضين المجتمعين في فيينا.