المصنع الصيني يخرج تسلا موديل 3 من نفق التأخير الطويل

خرجت شركة تسلا من نفق التأخير الطويل وأعلنت أنها ستطرح أخيرا “موديل 3” الذي كان يفترض أن ينزل إلى الأسواق قبل عامين. ورجحت عودتها إلى الربحية في الربع الثاني من العام بعد إجراءات واسعة لخفض التكاليف.
سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - قالت شركة تسلا الجمعة إنها ستطرح السيارة الكهربائية “موديل 3” بسعر 35 ألف دولار، وهو الخفض الثاني في السعر المستهدف الذي كان يصل في البداية إلى 45 ألف دولار.
وأعلنت أنها ستغلق معظم متاجر التجزئة التابعة لها حول العالم في خطوة ترمي إلى خفض التكاليف الإضافية لزيادة الطلب. وقالت إن تسليم الطلبيات سيستغرق بين أسبوعين إلى 4 أسابيع.
وانتقال تسلا العام الماضي للتصنيع في الصين كان نقطة في محاولات خفض تكاليف الإنتاج والخروج من دوامة الخسائر مع الاستفادة من أكبر سوق للسيارات في العالم.
ونسبت شبكة “سي.أن.بي.سي” إلى الرئيس التنفيذي إيلون ماسك قوله إن الشركة، التي يملك صندوق الثروة السيادي السعودي حصة فيها، لن تجني أرباحا في الربع الأول لكنها ستعود للربحية في الربع الثاني، وهو ما يتماشى مع توقعات السابقة نهاية العام الماضي.
وجاء التحوّل الأكبر في إعلان الشركة أمس أنها ستحول مبيعاتها لتكون عبر الإنترنت فقط، في خطوة تهدف إلى تقليص التكاليف التشغيلية وتعزيز هوامش الأرباح، رغم خفض الأسعار من أجل زيادة المبيعات.
وقالت إن التحوّل إلى المبيعات عبر الإنترنت يعني أنها سوف تغلق عددا من متاجرها خلال الأشهر القلائل القادمة، وأن ذلك “سيساعدنا في خفض أسعار جميع السيارات بنحو 6 بالمئة في المتوسط”.
وكشف ماسك أن الشركة، التي تملك أكثر من 100 متجر في الولايات المتحدة والعشرات من المتاجر في دول أخرى، سوف تُبقي عددا قليلا فقط من المتاجر مفتوحة، لكنها ستستخدم كمعارض ومراكز معلومات للشركة.
وتأمل الشركة من خلال خفض الأسعار بنحو 10 آلاف دولار منذ الكشف عن خطط إنتاجها في عام 2016، إلى جعل السيارة أكثر جاذبية لقطاعات أوسع وزيادة قدرتها التنافسية لتحقيق مبيعات كبيرة، في ظل خطط توسيع الإنتاج في الصين.
وقال ماسك “يمكنك الآن شراء تسلا في أميركا الشمالية عبر هاتفك خلال دقيقة واحدة، وسوف تمتد إتاحة هذه الإمكانية قريبا إلى جميع أنحاء العالم”.
وقالت الشركة إنها ستواصل أيضا السماح للمشترين المحتملين بتجربة السيارة قبل الشراء، من خلال عرضها رد ثمن السيارة بالكامل في حالة إعادتها خلال سبعة أيام أو قطع مسافة لا تزيد عن 1000 ميل.
ومع ذلك أبدى البعض من المحللين مخاوف بشأن قدرة شركة تسلا المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية على المحافظة على هوامش الربح، من خلال خفض التكاليف في ظل ذلك الخفض الكبير في الأسعار.
ومن شأن تلك التعديلات الهيكلية في سياسات الشركة تهدئة مخاوف بعض المحللين من أن الطلب على النسخ الأعلى سعرا من “موديل 3” كان في طريقه للانحسار، خاصة بعد خفض إعفاءات ضريبية في الولايات المتحدة خلال العام الحالي.
ويأتي الإعلان بعد حوالي ثلاث سنوات من تعهد ماسك بطرح السيارة التي عانت من تأخيرات كبيرة ومتاعب مالية أربكت خططها للحصول على تمويل من المستثمرين الرئيسيين في الشركة.
600 ألف سيارة تطمح شركة تسلا لبيعها في العام الحالي لتستعيد بريقها كرائد لصناعة السيارات الكهربائية
وقالت تسلا إن السرعة القصوى للنسخة الجديدة ستصل إلى 209 كلم/الساعة، ويمكنها التسارع من صفر إلى نحو 97 كيلومترا في الساعة خلال 5.6 ثانية. وتوفر تسلا نسخة أخرى يزيد سعرها 2000 دولار، وتصل سرعتها القصوى إلى 225 كيلومترا في الساعة.
وكان ماسك قد أعلن في وقت سابق أنه يتوقع وصول مبيعات الشركة إلى ما يتراوح بين 420 إلى 600 ألف سيارة خلال العام الحالي.
وتفجرت أكبر أزمات تسلا العام الماضي حين أعلن ماسك عن خطة لإلغاء إدراج الشركة في البورصة في صفقة بقيمة 72 مليار دولار مع كبار المستثمرين في الشركة وخاصة السعودية.
ويبدو أن ماسك لم يتمكن من إقناع الصندوق السيادي السعودي، الذي يملك بالفعل نحو 5 بالمئة من أسهم الشركة، بعد أن فاجأت فكرته المستثمرين وتسبّبت في تدقيق من سلطات الرقابة المالية الأميركية.
وتسبّب الإعلان في رفع دعاوى قانونية من مستثمرين بحق ماسك، وفي تحقيق من لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية حول مدى الدقة في بيانه على تويتر الذي قال فيه أيضا أنه تمكّن من توفير التمويل اللازم.
وجاء التحوّل الإيجابي بعد إنشاء مصنع قرب مدينة شنغهاي الصينية، ليضاف إلى المصنع الوحيد الذي تملكه جنوب سان فرانسيسكو، الأمر الذي أحدث انقلابا واسعا في آفاق الشركة.