المصنعون يسرعون وتيرة ابتكار أنظمة لتنقية الهواء في السيارات

لم يكتف المصنعون بتكثيف إنتاجهم من السيارات الكهربائية وتطويرها وجعلها في متناول الجميع، بل هم يحاولون وبشكل متسارع التأثير أكثر في ابتكار التجهيزات الضرورية عبر إنتاج تكنولوجيا صديقة للبيئة تقع على عاتقها حماية السائقين والركاب أو حتى المارة من كل تلوث يمكن أن يتسبب في إصابتهم بأضرار.
لندن - يعكف معظم المصنعين على تطوير تقنية لتوفير أفضل نوعية جوية للسائق ومرافقيه داخل مقصورة السيارات بقطع النظر عن طبيعة المناخ والأحوال البيئية مثل دخان العوادم وغيره، حتى تستجيب للمعايير المعتمدة وتكون منسجمة مع الاتجاهات السائدة حاليا.
وانتقلت الهواجس المتزايدة من وباء كورونا على ما يبدو إلى شركات السيارات، حيث دخلت في سباق من نوع جديد يتمحور حول كيفية جعل المركبة آمنة من الناحية الصحية.
وهذا السباق، الذي بدأ يحتدم، يأتي بعد أن خلصت مجموعة من الدراسات إلى فشل السيارات الحديثة في تنقية الهواء الملوث والذي يتجمع داخلها من عوادم السيارات والملوثات الأخرى.
ولذلك تعمل شركات مثل فولفو وكيا وفورد وتسلا على ابتكار تقنيات جديدة تقلل من سمية الهواء داخل المركبات الحديثة، والذي أثبتت الأبحاث أنه يفوق عشرة أضعاف ما هو موجود في الطبيعة.
ولا تعمل أنظمة تنقية الهواء التقليدية إلا لفترة محددة عندما يتم تنشيطها، وتتوقف عن العمل بعد وقت محدد بغض النظر عن جودة الهواء السائد في المقصورة، ومع ذلك، فإن نظام تنقية الهواء الذكي الجديد يراقب باستمرار جودة هواء السيارة، وينشط وظيفة التنقية إذا انخفضت جودة الهواء إلى مستوى مقبول.
الأنظمة يتم تزويدها بجهاز استشعار يقيس مستويات الجسيمات داخل المقصورة التي يقل قُطرها عن 2.5 ميكرومتر
كما تحافظ تلك الأنظمة على عملية التنظيف حتى تتحسن جودة الهواء إلى مستويات أفضل حتى إذا كانت جودة الهواء الخارجي عند مستوى ضعيف، ويمكن لنظام تنقية الهواء تحسين جودته وتحقيق مستوى ممتاز بشكل فوري تقريبًا.
وأدخلت شركة سيارات فولفو أول تقنية عالمية لجودة الهواء في سياراتها وأطلقت عليها اسم “أدفنسيد أير كلينر”، مما يسمح لسائقي سيارات الشركة السويدية باستنشاق هواء نظيف وصحي داخل سياراتهم وتنظيف هواء المقصورة قبل رحلتهم.
وزود المصممون هذا النظام بجهاز استشعار يقيس مستويات الجسيمات داخل المقصورة التي يقل قُطرها الأيروديناميكي عن 2.5 ميكرومتر (بي.أم 2.5)، وهذا المقياس يشير إلى كمية المواد الدقيقة في الهواء، مما يخلق ميزة غير متوفرة في أي سيارة أخرى موجودة حاليًا في السوق.
وتعاني العديد من المناطق الحضرية من قيم بي.أم 2.5 التي تتجاوز المستويات الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية مما يؤكد الحاجة إلى تقليل تأثيرها، وبالتالي فإن الكثير من الدول تعمل على تجسيم ذلك على أرض الواقع.
وفي الصين، حيث قياسات بي.أم 2.5 وخدمات المعلومات ذات الصلة راسخة، يمكن لسائقي سيارات فولفو كذلك مقارنة جودة الهواء داخل المقصورة بتلك الموجودة خارج السيارة.
ويتوقع أن يتوفر منظف الهواء المتقدم في جميع موديلات فولفو من السلسلة 60 و90 استنادًا إلى بنية المنتج القابلة للتطوير (أس.بي.أي) الربيع القادم، حيث ينظف الجسيمات الدقيقة من المقصورة بسبب الفلتر القائم على الألياف الاصطناعية والتأين، حيث يتم الاحتفاظ بنسبة تصل إلى 95 في المئة من جميع جزيئات بي.أم 2.5 خارج المقصورة.
ويعمل هذا على تحسين جودة الهواء داخل السيارة، مما يحد من الآثار الصحية الضارة المرتبطة بتلوث الهواء والجسيمات الدقيقة، إذ يساعد الهواء النظيف داخل السيارة أيضًا على تعزيز القيادة الآمنة، كما يمكن أن يساعد الهواء النقي والصحي في تعزيز تركيز السائق.
وحتى لا يتعرض الركاب لخطر استنشاق الهواء الضار، يمكن استخدام تطبيق الهاتف الذكي “فولفو أون كوول” لقياس جودة الهواء قبل الدخول وتنظيفه إذا لزم الأمر. وبعد التنظيف يقوم التطبيق بإعلام سائق السيارة بقيم دقيقة عن مدى نظافة المقصورة الداخلية وخلوها من جسيمات الغبار متناهية الصغر.
وكانت شركة كيا موتورز قد قامت في مايو العام الماضي بتطوير نظام تنقية الهواء الذكي الذي يراقب جودة الهواء الداخلي لتصفية وتنقية الهواء داخل السيارة تلقائيًا.
وبالإضافة إلى ابتكارات التصفية والتنقية المتقدمة، يمكن لهذه التقنية إزالة الجزيئات الدقيقة قبل دخول الركاب إلى السيارة وتنقية هواء المقصورة طوال الرحلة، حيث يمكن للركاب مراقبة مستويات جودة الهواء داخل السيارة من خلال شاشة الملاحة السمعية – البصرية.
وأخذت شركة تسلا الأميركية المتخصصة في السيارات الكهربائية على عاتقها حماية السائقين من كل تلوث يمكن أن يتسبب في إصابتهم بأضرار، حيث طورت عدة أنظمة لتنقية الهواء بدأت في إنتاجها لأول مرة في 2016 وأطلقت عليها اسم “وضع الدفاع البيولوجي”.
وأشار مهندسو تسلا إلى أن نظام الترشيح “هيب” يستبعد حبوب اللقاح والبكتيريا وكل ما من شأنه تلويث الجو قبل أن يتمكنوا من الدخول إلى مقصورة السيارة، فضلا عن تنقيته للهواء داخل المقصورة من خلال تجريده من الجسيمات البكتيرية.
ودفعت أزمة وباء كورونا مطوري السيارات، وأولهم شركة فورد الأميركية، إلى التفكير بجدية في كيفية ابتكار نظام تدفئة في المركبة يساعد على منع تسرب الفايروسات لمقصورات القيادة والقضاء عليها نهائيا، وهو تحرك قد يجعل الشركات تعيد النظر في طريقة صناعتها لهذا النوع من التجهيزات ويزيد من القيمة المضافة للمركبات المستقبلية.
ويتمثل النظام الجديد، الذي تم الكشف عنه في أبريل الماضي، في برنامج ذكي يمكنه رفع درجة حرارة قمرة السيارة إلى قرابة 133 درجة فهرنهايت (قرابة 56 درجة مئوية) بما يكفي لتدمير فايروس كورونا المستجد.