المصنعون يتسابقون لتوديع محركات الاحتراق الداخلي

يمثل اختفاء بعض السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي وتغييرها بأخرى تعمل بالبطارية دليلا على أن هذه الطرز التي ظلت لسنوات تهيمن على الطرقات باتت اليوم تنحني أمام هجمة المركبات الكهربائية التي يبدو أنها لن تتوقف.
لندن- تتسارع وتيرة استبدال بعض الطرز بأخرى مزودة بالبطارية، أو إيقافها نهائيا مع تحول صناعة السيارات نحو مستقبل كهربائي بالكامل.
ومثلما يتم إلغاء البرامج التلفزيونية بسبب ضعف الأداء أو تغير أذواق العملاء، يحدث الشيء نفسه بالنسبة إلى السيارات والشاحنات ولذلك سيكون البعض حزينًا لرؤية هذه النماذج تختفي، ولكن هناك فرصة لشراء واحدة جديدة.
ومع أن السيارات الكهربائية حالياً لا تزال محدودة ومتوفرة بأسعار مرتفعة، ولكن خلال سنوات، ومع زيادة إنتاج البطاريات وتحسين تقنياتها بدرجة كبيرة، فمن المتوقع رؤية طرز كهربائية اقتصادية ذات مدى عال يقارب أو يتفوق على سيارات البنزين.
وغالبًا ما كانت المبيعات البطيئة هي العامل الحاسم في إنهاء دورة حياة النموذج، لكن تحول الصناعة نحو السيارات الكهربائية أصبح أيضًا قوة دافعة رئيسية.
وتميل عمليات الإلغاء هذه إلى التحليق تحت الرادار حتى يفوت الأوان بالنسبة إلى معظم الناس لمحاولة الحصول على صفقة مربحة.
ولكن بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يمانعون في انتهاء تاريخ السيارة، يمكن لهذه السيارات أن تحقق قيمة جيدة لأنها من المرجح أن يتم تخفيض سعرها أو من المحتمل أن تصبح كلاسيكية عالية القيمة.
ولمساعدة المشترين المحتملين سلط خبراء منصة إدموندز المتخصصة في السيارات الضوء على أبرز النماذج التي سيتم التخلص منها تدريجياً هذا العام.
ويتم فرز هذه القائمة التي تتضمن خمس سيارات حسب سعر التجزئة المقترح من قبل الشركة المصنعة وتتضمن رسوم الوجهة.
وتأتي شيفروليه بولت على رأس اللائحة، فالطراز ظهر لأول مرة في 2017 ومثل قفزة كبيرة إلى الأمام بالنسبة إلى السيارات الكهربائية بسبب سعر السيارة المنخفض نسبيًا ومقصورتها الداخلية الواسعة وديناميكيات القيادة الممتعة ونطاق القيادة الطويل الذي يبلغ 400 كيلومتر.
ومنذ ذلك الحين، قامت الشركة الأميركية بتحديث تصميم بولت، وزادت نطاق قيادتها وأضافت سيارة بولت إي.يو.في الأكبر قليلاً في عام 2022.
ويعد إيقاف بولت مفاجئًا نظرًا إلى أن المبيعات أفضل من أي وقت مضى، لكن الشركة الأم لشيفروليه، جنرال موتورز، تفسح المجال لإنتاج سيارتها القادمة والشاحنات الكهربائية وسيارات الدفع الرباعي على أساس بنية المركبات الكهربائية الجديدة.
ومن المثير للاهتمام أن بولت هي واحدة من السيارات القليلة في القائمة التي من المحتمل أن تنهض من تحت الرماد، حيث أعلنت شركة صناعة السيارات مؤخرًا أن بولت جديدة قيد العمل.
كما أن مازدا سي.إكس9- متعددة الأغراض (أس.يو.في)، التي تعد أكبر سيارة نقل عائلية من الشركة اليابانية منذ عام 2007 واحدة من الطرازات التي ستندثر.
وعلى عكس معظم منافساتها ذات الثلاثة صفوف، تعطي سي.إكس9- الأولوية لديناميكيات القيادة الممتعة، والتصميم الداخلي الفاخر الذي ينافس تقريبًا كابينة العلامات التجارية الفاخرة. كما أنها توفر رحلة هادئة ومريحة.
ومع ذلك، فإن مساحة الشحن الصغيرة في سي.إكس9- والصف الثالث الضيق يجعلانها خيارًا دون المستوى الأمثل للعائلات الكبيرة.
وستنحنى سي.إكس9- لصالح سي.إكس9-، وهي سيارة رياضية متعددة الاستخدامات ذات ثلاثة صفوف بسعر 40 ألف دولار، وقد أعيد تصميمها وتحسينها بالكامل ولا تزال تشترك في المقصورة المتميزة للطراز السابق والتسارع القوي.
وعادة، يتم إيقاف المركبات بسبب بطء المبيعات. ولكن في هذه الحالة، سيتم التخلص التدريجي من سيارة تشارجر سيدان وتشالنجر كوبيه التي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة مع انتقال شركة ستيلانتس، الشركة الأم لدودج، نحو مستقبل كهربائي بالكامل.
وتتمتع تشالنجر وتشارجر بمظهر جذاب بفضل التصميم الخطير ومحركات ثماني أسطوانات القوية والتصميمات الداخلية المريحة. وقد تكون سلسلة من طرازات تشارجر وتشالنجر الخاصة “فاينال كوول” جذابة لهواة الجمع أيضًا.
والمتسوقون الذين يتوهمون تجربة الهواء الطلق لسيارة مرسيدس المكشوفة أو المظهر الأنيق لسيارة كوبيه رياضية ستكون لديهم خيارات أقل قريبًا، إذ لن تعد الطرز ذات البابين من الفئتين سي وإي موجودة بعد عام 2023.
وتستمر أنماط هيكل سيارات السيدان، لكن مرسيدس قامت بتقليص تشكيلة سياراتها التي تعمل بالغاز مع توسيع طرازها الكهربائي بالكامل.
ولحسن الحظ، لا تترك مرسيدس هؤلاء المتسوقين في وضع صعب للغاية. وستحل سيارة سي.أل.إي الجديدة كلياً، المتوفرة كسيارة كوبيه وقابلة للتحويل، محل الطرازات الأربعة جميعها.
أما الطراز الآخر الذي سيختفي فهو أودي آر 8، فمنذ عام 2008 أصبحت هذه الأيقونة ومتغيرها سبايدر القابل للتحويل بمثابة سيارة هالة أودي.
المبيعات البطيئة عامل حاسم في إنهاء دورة حياة أي نموذج، لكن التحول إلى السيارات الكهربائية بات أيضا قوة دافعة رئيسية
وأطلقت الشركة الألمانية محرك السيارة الخارقة في 10 من لامبورغيني تسارعًا من الثبات إلى مئة كيلومتر في غضون ثلاث ثواني، وهو مذهل أثناء التجارب التي قام بها خبراء منصة إدموندز.
وإلى جانب تسارعها المذهل، تتميز آر 8 بالتعامل الرياضي، وركوب مريح وجودة بناء رائعة. كما تميز أودي نفسها عن منافسيها بفضل تصميمها المتطور.
ولكن كما هو الحال مع معظم السيارات الخارقة، فإنها تستهلك الوقود بسرعة. ومثل المركبات الأخرى في هذه القائمة، فإن توقف إنتاج آر 8 هو نتيجة لتوجه أودي نحو السيارات الكهربائية.
ومن المتوقع أن يوفر بديلها الكهربائي القادم المزيد من القوة والأداء، على الرغم من أنه سيتم تفويت الصوت المثير للذكريات لمحرك يتكون من عشر أسطوانات الخاص بطراز آر 8.