المصري مهني ياؤد: التشكيليون العرب في حاجة إلى وكالات متخصصة لتسويق أعمالهم

حجاج سلامة
القاهرة - قال الفنان التشكيلي المصري الدكتور مهني ياؤد إن الحركة التشكيلية العربية تعيش حالة من الزخم والتنوع، وتفرز نماذج قوية قادرة على المنافسة عالميا. وأضاف ياؤد أن المشهد التشكيلي العربي يعاني من قلة عدد من يقتنون أعمالا فنية، وعدم وجود وكالات متخصصة في مجال تسويق الأعمال الفنية، واعتماد أغلب صالات العرض على "الفنانين المشاهير"، ومن يحققون مبيعات أكثر ولا تبحث عن الفنان أو العمل الأفضل، بجانب نقص الإمكانيات المادية لدى بعض الفنانين، معتبرا أن وجود وكالات متخصصة تتولّى تسويق أعمال التشكيليين العرب يمثل حاجة ضرورية لكل فنان.
وحول رؤيته لحضور وإسهامات الفنانات العربيات بالمشهد التشكيلي المعاصر قال ياؤد إن المنتج الفني للمرأة التي تمتلك أدواتها التشكيلية مختلف عن المنتج الفني للرجل، مشيرا إلى أن المرأة تجمع عادة بين نقيضين هما الرقة والعنف بشكل واضح، وأن أعمالها الفنية دائما ما تكون مميزة وخاصة إذا كانت موضوعاتها شخصية، وأنه إذا كانت هناك مشكلات تعاني منها الفنانات التشكيليات العربيات، فهي نفس المشكلات التي يعاني منها كل فنان تشكيلي عربي.
وحول تجربته في مجال الفنون التشكيلية والمدارس الفنية التي ينتمي لها قال إنه لا يظن أنه ينتمي إلى مدرسة فنية بعينها، لكنه يُحب التلوين والتحليل اللوني وضربات الفرشاة القوية كما في المدرسة التكعيبية، ويحب الألوان القوية كما في المدرسة الوحشية، ويُحب البساطة والعفوية كما في المدرسة التجريدية، ويُحب الوجوه بتعبيراتها غير المنتظمة كما في المدرسة التعبيرية، ويعشق التجريب في اللون والخامات والأسطح لاقتناص جمال الصدفة غير المتوقعة.
وحول علاقته باللوحة والفرشاة والألوان قال ياؤد إن اللون بتنوع درجاته وبطبقاته الكثيفة المتعددة على اللوحة يمثل بالنسبة إليه حافزا للابتكار لخلق أعمال جديدة ومختلفة، كما أنها في نفس الوقت هدف وغاية يسعى لتحقيقها.
وحول عوالمه الفنية الخاصة أثناء ممارسته للرسم قال ياؤد إن اللحظة التي يدخل فيها مرسمه ليبدأ في رسم لوحة جديدة تُعد بمثابة دخوله لعالم افتراضي مواز للعالم الذي يعيش فيه، ولكنه عالم له قوانين فيزيائية مختلفة تحكمها حركة العين في بناء التكوينات وسط خيال بلا حدود.
ولفت إلى أن بداية رسم اللوحة هي استعداد لمغامرة جديدة لا بد من التجهيز لها والخوف قليلا من بدايتها، وبعد الخوض في العمل ينتظر المفاجآت التي ستشكل معالم اللوحة، ثم يبتعد عنها قليلا قبل أن يعود إلى إنهائها، واصفا تلك المرحلة أنها “مرحلة الاطمئنان لميلاد عمل جديد”، وبعد الانتهاء من اللوحة يعود لينظر إليها مرات ومرات ليتبين إن كان معجبا بها أو أنها كانت رحلة عادية للنقاهة وليست مغامرة، فتجلس إلى جانبه في المرسم دون عرضها للجمهور.
وعن موضوعاته التشكيلية ومدى حضور الرجل والمرأة في أعماله أكد الفنان ياؤد على أن وجود الآخر وتأثير الطبيعة والمجتمع على شخصية الفرد هي موضوعات حاضرة في أعماله، إلى جانب أنه يستمد عناصر التشكيل في لوحاته من الطبيعة والوجوه وأبواب المنازل كنافذة للمجهول والأمل معا.
ولفت إلى أن الرجل والمرأة، هما المحور الذي تدور حوله الأعمال، وعادة ما يكون في أعماله الفنية علاقة ما بين وجه المرأة أو ما يمثلها، وبين الرجل أو ما يمثله من رموز، مؤكدا على أن الحياة رجل وامرأة.
يُذكر أن الدكتور مهني ياؤد فنان تشكيلي مصري، يعمل أكاديميا بكلية الفنون الجميلة في محافظة المنيا، أقام أربعة معارض فنية خاصة كان آخرها معرض "حقول الصحراء"، وأقيم بالقاهرة خلال شهر فبراير الماضي.
كما شارك ياؤد خلال مسيرته الفنية في قرابة 25 من الملتقيات والمعارض التشكيلية الجماعية داخل مصر، إلى جانب عدد من الملتقيات الدولية التي كان آخرها ملتقى الأقصر الدولي للتصوير في نسخته الخامسة عشرة.