المصري محمد مندور يستعرض أسلوبه الفني في "ابن الفسطاط"

القاهرة - يطلق غاليري بيكاسو في القاهرة الجمعة معرضا للخزاف الكبير محمد مندور تحت عنوان “ابن الفسطاط”، حيث يضم أربعين عملا خزفيا تتنوّع في أحجامها وتقنيات طلائها وحتى الرسومات المنقوشة عليها.

ويتواصل المعرض حتى الرابع من فبراير المقبل، وتشتمل أعمال مندور المعروضة فيه على الأواني بأحجام مختلفة وكذلك تختلف التقنية ما بين ملمس السطوح الخشنة وملمس السطح الناعم.

ومن كلمة للناقد الراحل حسين بيكار عن الفنان نقرأ “ربيب الدولاب الدوار، وابن الفسطاط، وتلميذ الطينة السمراء، وصديق الأفران، ورفيق اللهب والحريق والدخان.. يقف وسط أوانيه الفخارية كأحد فرسان القرون الوسطى. يعلو وجهه النحيل تعبير ثابت يجمع بين الثقة والتواضع والرضا والأدب الجم”.

وأضاف “يتحدث مندور عن أوانيه التي انبثقت من بين أنامله مثلما يتحدث عن أبنائه الذين خرجوا من صلبه وأحسن تربيتهم وتهذيبهم بالصقل والعرق والنار ليكونوا جديرين بحمل اسمه من بعده.. مثقف إلى أبعد الحدود، ثقافة فطرية غير مكتسبة”.

ومحمد مندور هو خزاف مصري وأحد أهم فناني الفخار الخزفي في مصر. وُلد عام 1950 في مدينة الفسطاط. جمع في تشكيلاته الخزفية بين التراث في قيمته الوظيفية والمعاصرة في الجوانب الجمالية كشكل وقيمة لتغدو أعماله ذات حضور أنيق في الفراغ.

امتهن الفنان المصري صناعة الفخار، وبدأ منذ الصغر بتفتيت الطين ومعالجته انتهاء بتشكيله بدقة في أشكال تقليدية كالقلل والأزيار وأباريق السبوع. أقام 24 معرضا خاصا في مصر وخارجها وشارك في معارض جماعية بالداخل والخارج. وكان لوجوده بهذه المنطقة الأثرية والتراثية دور بارز في نمو ونضج أفكاره الفنية، حيث تركت الفنون المصرية القديمة بصماتها على تجربته الإبداعية وأعطت أوانيه تميزا.

وعرف الفنان الذي يبلغ من العمر 73 عاما، بمزجه بين الأساليب الفنية قديمها وحديثها، ومن بينها الأسلوب الفرعوني والإسلامي والمعاصر، لكنه يخرج في بعض تشكيلاته عن الأساليب التقليدية عبر نوعية الطلاء وطرق تثبيته وحرقه والألوان المستخدمة للزينة على سطح الخزف.