المصري سيد هويدي يرسم "ذاكرة الماء"

المعرض نص بصري مفتوح يحول تناسق وتناغم الصورة والألوان إلى لغة تفتح تلقائية الحوار الثنائي المباشر.
الجمعة 2023/05/12
الماء يحكي أمجاد الراحلين

القاهرة - يعرض الفنان والناقد التشكيلي المصري سيد هويدي حتى الثالث عشر من مايو الجاري نظرته إلى الماء وتأثيره في حركة الشعوب وفي ملامح المجتمعات وخصوصياتها، في معرض بعنوان “ذاكرة الماء” في ساحة دار الأوبرا المصرية. والمعرض يضم أكثر من أسلوب فني بين لاند سكيب وطبيعة صامتة وبروفايلات إنسانية وأعمال تعبيرية، وأخرى تكعيبية أو سريالية.

وقال رئيس قطاع الفنون التشكيلية وليد قانوش إن معرض ذاكرة الماء للفنان سيد هويدي “يعكس تأثير نشأته وأثرها على شخصيته الفنية فهو ابن مدينة دمياط حيث التقاء النهر والبحر.. لذا لن تشعر أمام تعدد مشاهده بحيرة الذات لأنه مدُرك للمحيط زماناً ومكاناً.. لكن يمكن أن تشعر كونه كاتبا وناقدا تقمصه دور المُتلقي ليطرح عليه نصا بصريا مفتوحا يحول تناسق وتناغم الصورة والألوان إلى لغة تفتح تلقائية الحوار الثنائي المباشر، مكتفياً بالنظرة الجمالية المتأملة والمتعمقة”.

وأضاف قانوش “يُقدم الفنان مشاهد تراها أعيننا ولكنه يضيف إليها من أحلامه ومشاعره ولغته الجمالية، ويلاحظ أن القيم اللونية والضوئية عند هويدي تثري وتضيف إلى العمل مع قدرته على اللعب بالضوء لتعكس اللوحات دينامية تشعر معها رغم ذلك بالاستقرار والهدوء وهو ما يؤكد حبكة البناء الذي معه وكأن اللوحة تخرج بك من الإطار لتلامس المشهد بكل تفاصيله”.

المعرض يضم أكثر من أسلوب فني بين لاند سكيب وطبيعة صامتة وبروفايلات إنسانية وأعمال تعبيرية وأخرى تكعيبية
◙ المعرض يضم أكثر من أسلوب فني بين لاند سكيب وطبيعة صامتة وبروفايلات إنسانية وأعمال تعبيرية وأخرى تكعيبية

وكتبت الدكتورة ناريمان يوسف عن المعرض “هويدي ابن مدينة دمياط التي يحتضنها كل من نهر النيل والبحر الأبيض المتوسط وبحيرة المنزلة، في هذا المعرض يجسد لنا دور المثقف الواعي، ودور الفن البصري في قضايا الوطن، حيث تصور لوحاته تدفق مياه هذا الوطن في دروب الوادي، مثلما تدفق عشق الفنون في قلوب المصريين منذ فجر التاريخ.. كما يبهرنا بعشقه لعناصر بصرية مصرية خاصة به، تتمثل في جموع البشر في كتلة واحدة، البيوت وأبوابها ونوافذها المفتوحة لنور الشمس، زرقة المياه عندما تتعادل مع زرقة السماء، امتزاج البشر والحجر مع مياه كل ضفاف النهر والبحر والبحيرات”.

من جانبه، قال هويدي إن معرض “ذاكرة الماء” يأتي امتدادا طبيعيا “لرحلة مضنية مع الفن، وإن كان الفنان يمتلك أدوات السعادة، فقد هزمت التحديات العديدة مع انطلاق فكرة معرضي (بكسلة) في عام 2016 بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك، عندما كتبت مفهوم المعرض (..) عشت على مدار سنوات طويلة في تعايش غير هانئ مع كوني اثنين، بين أنا الأول، الذي أخذ الرسم بشغاف قلبه، وأنا الثاني، الذي ارتبط عمله بالكتابة والبحث في الفن التشكيلي. ظل الاثنان في صراع محتدم بين مناورات عنيفة وحوارات صاخبة، لا.. يدفنان فأس الحرب أبدا إلا للمناورة.. فلم أهدأ ولم أسل ولم أسكن، تقاطعت مساراتي وتباينت والتقت وتفارقت، بين مأزق التردد الذي أفرزه معدن الكتابة عن الفن، وبين دوافع البحث عن التفرد كلما اقتربت من ممارسة الرسم “.

وأضاف “لقد تخيل المصري القديم أن هذه الجنة تحت الأرض، وهو ما يفسر دفن المتوفى تحت الأرض في المقبرة، ووجود الأنهار نابع عنده من حفر الآبار، وخروج الماء منها، لذا رأى أن هذه الجنة للحياة الأخرى أسفل الأرض بها أنهار كثيرة تروي منها حقول أوزير. المدهش أني أدركت من بداية الرحلة مع زملاء الدراسة أن الفن وسيلة اتصال، ونظمنا سويا معارض في النقابات والساحات والحدائق، ليظل حلم لقاء الجمهور هو المكافأة التي تتوج عمل شهور من المعاناة”.

15