المصري جمال الخشن يدفعنا إلى رحلة خيالية في أديم الإنسان

القاهرة - شهد غاليري مصر بالزمالك مساء يوم الأحد افتتاح معرض الفنان المصري جمال الخشن بعنوان "أديم" في حضور لفيف من الفنانين. وحول العنوان ومفهوم العرض كتب الفنان جمال الخشن "أديم: ظاهر الشيء: وجهه، أديم الضحى: أوله، أديم الليل: ظلمته وسواده، أديم النهار: بياضه".
وأضاف "يأخذك العنوان كحالة من البحث في المعنى والوصف للأديم، فيقول الشاعر أبوالعلاء المعري 'خفف الوطء ما أظن أديم الأرض - إلا من هذه الأجساد' ففي وصفه لأديم الأرض أنه بقية رفات الأقدمين، حيث يختلط التراب بأجسادهم، وحيواتهم: صورة جوهرها الظاهر منها، فيقال أديم النهار أي سطوعه وبياضه، أديم الليل أي ظلماته وهو ما نبحث فيه محاولة للغوص في أسراره والإبحار داخله لاكتشافه".
وتابع الخشن إنها "رحلة خيالية عبر تحولات الأجساد وتعريفات الإنسان (العلاقة بين الجسد والأرض)، ‘ليس تحت أديم السماء أكرم منه’ فظاهره هو ما تبقى من ملامحه بتلك الظلمة التي تلاحمت مع الأرض في باطنها (السمرة الشديدة). رحلة خيالية عبر تحولات الأجساد وتعريفات الإنسان الذي تلاحم مع الأرض والفن فقط هو من يستطيع فهم رموز رؤيتنا، ونسخها وجعل صدى لها بشكل أو بآخر".
وعن وصف التجربة يقول "تعمل الأعمال المقدمة على توسيع تحقيق الفنان المستمر في موضوع المشروع المقدم (أديم) فيتحدث عنوان المعرض عن مفاهيم البحث في أديم الأرض بظلمته وسواده، لاكتشاف الأجساد المرتبطة بلون الأرض فيقال في وصف آدم إنه كان شديد السمرة وذلك من أديم الأرض. وفق مفهوم ابن عباس الذي يقول: هو مشتق من أدمة الأرض، وأديمها، وهو وجهها، فسمى بما خلق منه. وقيل: إنه مشتق من الأدمة، وهي السمرة والاستقلال لكل منها للبحث عن التعبير الخارج من تلك الأجساد التي تلازمت ظلمتها بظلام الأرض".
وأضاف "على الرغم من أن الأعمال تقدم موضوعاتها على أنها مستقلة ومكتفية ذاتيا، إلا أنها لا تحتفل بأصحاب البشرة التي تلاحمت مع الأرض في باطنها (السمرة الشديدة) بل في البحث داخل تلك الوجوه للبحث في تعبيراتها، لتدين الظروف التي غالبا ما تتطلب منها تأكيد إنسانيتها، اعترافا بقدرة العمل على التعبير عن وجهة نظر موسعة للتجربة المقدمة، رحلة بحث داخل تلك الوجوه لاكتشاف أسرارها. كما الأرض”.
وقال الفنان "البعض اختار طريق التأمل وآخرون اتجهوا إلى التصوف أو العبور إلى بوابة العالم وحيدين، ومنهم من اختار العبور إلى حالة السكون واستدعاء الروح، وللذين لم تحالفهم الحياة أقول ‘اتبع قلبك دوما وسيأخذك حيث كنت في حاجة للذهاب. أنت في صورة العالم الأصغر، لكنك في المعنى العالم الأكبر'".
ويعتبر الخشن أن أعماله الفنية تجريبية وتعبيرية تنقسم أساسا إلى مشاريع ويأتي كل مشروع بعد بعض الأبحاث والفحص المتعمق للموضوع، مما يعطي لكل موضوع مفهومه وشخصيته وتقنيته ومواده من خلال تجارب عدة من فن الفيديو والرسم والنحت واستكشاف المشروع التي يمكن أن تعبر عن جوانب عمله الفني من خلال الحركة والصوت، لذا تم طرح العديد من التجارب المختلفة فشملت الرسم والتصوير وفنون الفيديو وفنون التجهيز في الفراغ.
ويذكر أن جمال الخشن فنان بصري مصري ومدرس بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، ولد ونشأ في القاهرة عام 1988، حاصل على بكالوريوس فنون جميلة من قسم الغرافيك كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان 2010، له العديد من المشاركات الدولية والمحلية، حيث قام بتمثيل مصر في بينالي فينسيا الدولي الدورة الـ56 في 2015 بمشروع يحمل اسم “هل يمكنك أن ترى؟”، وعرضت أعماله الفنية أيضا في الكثير من المعارض الدولية الأخرى الهامة وكذلك المحلية، كما حصل على العديد من الجوائز والتكريمات، ويعمل كمحاضر في عدد من الجامعات المصرية.