المصدرون الصينيون في ورطة ضبابية آفاق الاقتصاد العالمي

قوانغتشو (الصين) – يشعر المصدرون الصينيون الذين يعرضون منتجاتهم في أكبر معرض تجاري في البلاد بأن الاقتصاد العالمي الضعيف يضر بأعمالهم مع تجميد العديد من الاستثمارات وبعضهم خفض تكاليف العمالة استجابة لذلك.
وبالنظر إلى أن السياق الدولي غير موات، حيث يخشى العديد من الاقتصاديين من تباطؤ عالمي وسط ارتفاع التكاليف ورفع البنوك المركزية أسعار الفائدة لكبح التضخم، تبدو الشركات الصينية في ورطة ضبابية الآفاق المستقبلية ولاسيما بالنسبة إلى عام 2023.
وتشير الحالة المزاجية السيئة في معرض كانتون بمدينة قوانغتشو الجنوبية إلى أن قفزة الصين غير المتوقعة في الصادرات في مارس الماضي قد تكون عكست قيام المصدرين باللحاق بالطلبات التي تأخرت العام الماضي بسبب الوباء بدلا من القوة الاقتصادية المتجددة.
4.8
في المئة نسبة نمو التجارة الخارجية لثاني أكبر اقتصاد في العالم مدفوعة بتحسن قيمة الصادرات
ونمت التجارة الخارجية لثاني أكبر اقتصاد في العالم بنسبة 4.8 في المئة على أساس سنوي خلال الربع الأول من عام 2023 مدفوعة بتحسن قيمة الصادرات ليصل إجمالي المبادلات 1.44 تريليون دولار.
ويأتي أول حدث تجاري كبير منذ أن أسقطت الصين فجأة قيود فايروس كورونا، وأعادت فتح حدودها مع ارتفاع تكاليف الاقتراض بشكل حاد في الولايات المتحدة وأوروبا مما أثر على الطلب على السلع المصنوعة في الصين.
وقال كريس لين ممثل تايزهو هانغ – جي لامبس، وهي شركة منتجة للمصابيح، لوكالة رويترز إن “طلبات هذا العام انخفضت حتى الآن بنسبة 30 في المئة عن العام الماضي”.
وأوضح لين أن الصعوبات في العام الماضي جاءت من الاضطرابات اللوجيستية والإنتاجية، لكن الحكومة المحلية ساعدت في حل المشاكل. وقال “هذه مشكلة داخلية. الآن لدينا مشاكل خارجية لا يمكننا حلها”.
وأضاف “سيكون هذا العام هو الأصعب بالنسبة إلينا”، حيث أدى ارتفاع تكاليف الكهرباء بسبب الحرب في أوكرانيا إلى تقليل الطلب على ديكوراته بدرجة أكبر.
وبحسب لين فإن الشركة التي يعمل فيها لا تستطيع البيع بأسعار أقل، لكنها قد تسعى لخفض تكاليف العمالة. وتعتمد الشركة على عمال متعاقدين يتم تسريحهم في سبتمبر إلى أكتوبر بعد تسليم طلبيات عيد الميلاد.
وقال لين “إذا كانت الطلبات ضعيفة هذا العام، فسأخفف من القوة العاملة خلال وقت مبكر من العام”.
ولدى هوانغ كينكين مدير المبيعات في تشونغ شان تي ليماتون إلكترونيكس، وهي شركة تنتج المراوح التي تستخدم في نفث الهواء العادم، أفكار مماثلة بشأن خفض التكاليف بعد انخفاض الطلبات إلى النصف في الربع الأول.
وقال هوانغ “في مصنعنا، يأتي العمال إلى العمل عندما تكون هناك طلبات”. وأوضح أن هذا كان يعني العمل لساعات إضافية حتى في عطلات نهاية الأسبوع، لكن من الشائع أكثر هذا العام أن يأخذ العمال عطلة نهاية الأسبوع.
وأكد أحد منتجي أجهزة الحلاقة من مدينة نينغبو الشرقية، والذي طلب عدم الكشف عن هويته للكشف عن خطط مستقبلية، أن الشركة قامت بالفعل بتسريح العمال وستخفض الأسعار في الأشهر المقبلة إذا لم تتحسن الطلبات.
وستثير التوقعات المتدهورة للعاملين في الصناعات التحويلية مخاوف صانعي السياسة الذين يستهدفون 12 مليون وظيفة جديدة في جميع أنحاء الصين هذا العام، ارتفاعا من هدف العام الماضي البالغ 11 مليون وظيفة.
وأشار العشرات من الموردين الصينيين لرويترز إلى أنهم لا يعتزمون إنفاق الكثير من الأموال على تحسين خطوط الإنتاج هذا العام في ظل ضعف الطلب. وقال لونا هو مندوب المبيعات في شركة توبغريل التي تصنع المشاوي الخارجية وخفضت الأسعار بنسبة 5 في المئة لجذب المشترين “ليس لدينا خطة لزيادة الاستثمار”.
أما فيكي تشين مديرة التجارة الخارجية في شركة كينجيا إلكترتيك المنتجة للمقابس، فاستبعدت تسجيل زيادة كبيرة في المبيعات في المعرض الذي يستمر حتى الخامس من مايو المقبل.
وقالت لرويترز إن “الاقتصاد العالمي بأسره يسير بشكل سيء في الوقت الحالي، ولن يغير المعرض ذلك”. ويتوقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد الصيني بنسبة 5.2 في المئة خلال هذا العام وبنسبة 4.5 في المئة عام 2024، مشير إلى أن الاقتصاد الصيني يشهد إعادة انفتاح سريعة مع انتعاش قوي.