المصالحة بين رئيس الحكومة اللبنانية ووزير الدفاع تنتهي إلى قطيعة

بيروت - تنشغل الأوساط السياسية في لبنان هذه الأيام بالسجالات الدائرة بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم، وتداعيات ذلك على بعض القرارات المصيرية لاسيما في علاقة بملء الشغورات العسكرية.
وكان من المفترض أن يتم احتواء الخلاف بين ميقاتي وسليم خلال لقاء مصالحة جمع الطرفين بحضور وزير الثقافة محمد وسام المرتضى الخميس، لكن الأمور سرعان ما عادت وانتكست على خلفية بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الحكومة تحدث فيه عن طلب وزير الدفاع الاعتذار.
وأثار البيان غضب سليم الذي سارع إلى الرد عليه رافضا أن يكون قدم اعتذارا لميقاتي. وقال وزير الدفاع الذي ينتمي للتيار الوطني الحر “لا شيء بيني وبين رئيس حكومة تصريف الأعمال على صعيد شخصي، واللقاء الخميس حصل بناءً على رغبته، هذا ما أبلغني به صديقي وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى عندما زارني الأربعاء، ونقل لي رغبة رئيس الحكومة بلقائي”.
كان من المفترض أن يتم احتواء الخلاف بين ميقاتي وسليم خلال لقاء مصالحة جمع الطرفين بحضور وزير الثقافة
وأضاف في حديث إلى صحيفة “الجمهورية”، أن “المرتضى سألني إذا كنت مستعدا لتلبية الدعوة؟ فأبلغته أنني وزير دفاع في حكومة يترأسها ميقاتي، وبالتأكيد لا أمانع، وهكذا ما كان. وتوجهت إلى السراي، واستقبلني بالسلام والقبلات كعادته، وشرحتُ له وجهة نظري من كل ما حصل وأين وقع الخطأ في الرسالة التي وجهها إلي”، في إشارة إلى رفض سليم في وقت سابق لخطاب رئيس الحكومة بشأن الشغورات العسكرية.
ونفى سليم أن “يكون قد أسف لميقاتي” كما ورد في البيان الذي أصدره مكتبه الإعلامي، موضحًا “أنه تأسف على الطريقة التي تم فيها التعاطي معه، ولم يعتذر لأنه غير مذنب”. وكشف “أنه اتفق مع ميقاتي الذي طلب منه اقتراح أسماء للتعيين لثلاثة مواقع من بينها رئيس الأركان، وأن يبلغه قراره في هذا الشأن، والحل الأنسب قبل 15 يناير المقبل؛ على الرغم من أنه غير مقتنع بهذا التعيين بعد التمديد لقائد الجيش”.
وقال “خرجتُ على هذا الأساس، لكن بعد صدور بيان المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة، اتصلتُ بمستشاره وقلت لهم إنه من المعيب القول إن المرتضى اصطحبني وكأنني طفل صغير، ثم أنا لم أعتذر. وطلبتُ منه إبلاغ ميقاتي أنه نَسف الاتفاق، ولينس عنواني”.
رد فعل سليم أثار استغراب ميقاتي وهو ما عبّر عنه الأخير خلال زيارة إلى بكركي الجمعة التقى خلالها بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. وقال رئيس الحكومة “أستغرب استغرابًا كاملًا ما ورد على لسان وزير الدفاع، فصحيح أن الاجتماع معه بدأ متوترا لكنه انتهى وديا وعلى اتفاق، وكان هناك شهود على ذلك. ولكن يبدو أن الوزير أوعز له بتغيير آرائه بعد الاجتماع كما ورد في الصحف، وأنا أعرف من أَوعز له، لأن ما حصل خلال الاجتماع مغاير للحديث الذي أدلى به لاحقًا”.
وكان الخلاف بين رئيس الحكومة ووزير الدفاع اندلع بداية خلال أزمة التمديد لقائد الجيش جوزيف عون، وكان سليم احتج على طريقة تعاطي ميقاتي معه حينما طالبه في رسالة بعرض أسماء لشغل الشغورات العسكرية. ويقول مراقبون إن الخلاف تحول إلى صراع على الصلاحيات بين ميقاتي وسليم، وأن التيار الوطني الحر الذي يتزعمه النائب جبران باسيل يعمد إلى تصعيد الموقف بين الجانبين لخلط الأوراق في ما يتعلق باختيار رئيس للأركان وباقي أعضاء المجلس العسكري.