المصاعب الاقتصادية تعمق محنة المستهلكين مع أسعار الغذاء

روما - عمقت التحديات والمصاعب التي يواجهها الاقتصاد العالمي جراء كثرة الأزمات من محنة المستهلكين مع أسعار الغذاء، بعدما واصلت مسارها الصعودي بشكل لافت في ضبابية الفرص بشأن تخفيف البنوك المركزية للتشديد النقدي.
وارتفع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة (فاو) لأسعار الغذاء العالمية للشهر الثاني على التوالي في أبريل الماضي، بعد أن طغى ارتفاع أسعار اللحوم والزيوت النباتية والحبوب على تأثير انخفاض أسعار السكر ومنتجات الألبان.
وأضرت صناعة السلع المعبأة بالمتسوقين على مدى أكثر من عامين بارتفاع الأسعار بسبب تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتي أثرت على تكاليف الإنتاج والشحن بشكل أكبر قياسا بما كان عليه الحال عندما تفشى الوباء في عام 2020.
وأصبح كل شيء من الزيوت إلى اللحوم وصولا إلى الحبوب أكثر تكلفة، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على سلاسل التوريد العالمية، بينما يكافح المستهلكون من أجل تغطية نفقاتهم.
وذكرت المنظمة في تقريرها الشهري الذي نشرته الجمعة أن مؤشرها للأسعار، الذي يقيس التغيرات في أسعار السلع الغذائية الأولية الأكثر تداولا عالميا، سجل في المتوسط 119.1 نقطة في أبريل، ارتفاعا من مستوى معدل بلغ 118.8 نقطة في الشهر السابق.
ومع ذلك كانت قراءة شهر أبريل أقل بنحو 7.4 في المئة مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، وذلك بعد أن سجلت أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات في فبراير.
ووصل المؤشر إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات في فبراير مع استمرار التراجع في أسعار المواد الغذائية بعد ذروة غير مسبوقة بلغتها في مارس 2022 مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا المصدرة للمحاصيل.
وارتفع مؤشر أسعار اللحوم بأعلى وتيرة في أبريل بنحو 1.6 في المئة على أساس شهري، كما صعد مؤشر الحبوب لينهي سلسلة من التراجع لثلاثة أشهر، بدعم ارتفاع أسعار تصدير الذرة.
وارتفعت أيضا أسعار الزيوت النباتية، لتواصل مكاسبها وتبلغ أعلى مستوى لها في 13 شهرا مدعومة بأسعار زيت بذور اللفت ودوار الشمس.
في المقابل، انخفض مؤشر السكر بحدة بلغت 4.4 في المئة مقارنة بمارس، وهو أقل من مستواه قبل عام بواقع 14.7 في المئة، وذلك وسط تحسن توقعات المعروض عالميا. وهبط مؤشر أسعار الألبان أيضا لينهي سلسلة من المكاسب دامت ستة أشهر.
وفي تقرير منفصل عن العرض والطلب على الحبوب، رفعت فاو تقديراتها لإنتاج الحبوب في الموسم الحالي إلى 2.846 مليار طن من 2.841 مليار في توقعات الشهر الماضي، بزيادة 1.2 في المئة على أساس سنوي، وذلك بعد تحديث بيانات ميانمار وباكستان.
وفي ما يتعلق بتوقعات عام 2024، خفضت منظمة فاو توقعاتها لإنتاج القمح إلى 791 مليون طن من 796 مليون طن في توقعات الشهر الماضي، لتعكس تراجع زراعة القمح في الاتحاد الأوروبي بقدر أكبر مما كان متوقعا في السابق.
ومع ذلك تجاوزت التوقعات المعدلة لإنتاج القمح خلال العام الجاري مستوى العام الماضي بنحو 0.5 في المئة.
وترجح فاو أن يرتفع الاستخدام العالمي للذرة بنسبة 1.6 في المئة خلال العام الجاري، في حين يرتفع استخدام القمح بنسبة 1.9 في المئة، بينما ينخفض استخدام الأرز بشكل طفيف.
وتوقع تقرير المنظمة أن تنتهي مخزونات الحبوب العالمية في موسم 2024 عند 890 مليون طن أي بزيادة قدرها 2.1 في المئة عن بداية هذا العام، مما يشير إلى أن نسبة مخزونات الحبوب إلى الاستخدام في جميع أنحاء العالم تبلغ 30.9 في المئة.