المشروبات المحلاة تحدّ من قدرة الهرمونات على حرق الدهون

سان فرانسيسكو - أشارت دراسة حديثة إلى أن المشروبات المضاف إليها السكروز مقارنة بالجلوكوز قد تتسبب في أن ينتج البالغون الشباب مستويات أقل من الهرمونات المنظمة للشهية.
وجاء في الدراسة التي نشرتها دورية علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي التابعة لجمعية الغدد الصماء أن استهلاك كميات كبيرة من السكر يسبب البدانة.
ويتكون السكروز أو “سكر المائدة” من أجزاء متساوية من الجلوكوز والفركتوز وغالبا ما يضاف إلى الأطعمة المعالجة مثل الصودا والحلوى والحبوب والأطعمة المعبّأة. ويوجد الجلوكوز في أطعمة مثل العسل والفواكه المجففة.
وقالت المشرفة على الدراسة، كاثلين بيدج، من كلية “كيك يو.أس.سي” للطب بلوس أنجلس “خلصت الدراسة التي أجريناها إلى أنه عندما استهلك الشباب البالغون مشروبات تحتوي على السكروز، أنتجوا مستويات أقل من الهرمونات المنظمة للشهية مقارنة باستهلاك مشروبات تحتوي على الجلوكوز (النوع الرئيسي للسكر الموجود في مجرى الدم)”.
وأضافت “هذه الدراسة هي الأولى التي تظهر كيف أن السمات الفردية، بما في ذلك وزن الجسم والجنس والحساسية تجاه الأنسولين، تؤثر على الاستجابات الهرمونية لنوعين مختلفين من السكر: السكروز والجلوكوز. وتلقي هذه النتائج الضوء على الحاجة إلى دراسة كيف تؤثر السمات الشخصية على استجابات الجسم لأنواع مختلفة من السكر وغيره من المواد المغذية في ما نتناوله من طعام”، بحسب ما نقله موقع “ساينس ديلي” عن الدراسة.
وسبق أن أكدت دراسة أميركية أن تناول المشروبات المحلاة بعد وجبة دسمة تجعل الجسم يخزّن المزيد من الدهون مقارنة بأي مشروب آخر لا يحتوي على السكّر.
وشدد الباحثون على أن قدرة الجسم على حرق الدهون تنخفض عند تناول مشروب مضاف إليه السكر بعد تناول وجبة غنية بالبروتين. كما أدّت المشروبات السكرية أيضا إلى زيادة الرغبة في تناول الطعام بعد تلك الوجبة.
وقال شانون كاسبرسون، الباحث في علم البيولوجيا من وزارة الزراعة الأميركية معلقا على نتائج الدراسة “لقد فوجئنا بتأثير المشروبات المحلاة بالسكر على عملية الأيض عند تناولها مع وجبات تحتوي على نسبة أعلى من البروتين”.
تناول المشروبات المحلاة بعد وجبة دسمة تجعل الجسم يخزّن المزيد من الدهون مقارنة بأي مشروب آخر لا يحتوي على السكّر
وأضاف كاسبرسون “الدمج ما بين المشروبات المحلاّة والبروتين زاد من رغبة الأشخاص الذين أجريت عليه الدراسة في تناول الأطعمة اللاذعة والمالحة”.
قُدّمت وجبات الإفطار والغداء التي تحتوي كل منها على 15 في المئة من البروتين للمشاركين خلال فترة الإقامة في الغرفة. وتم تقديم كل وجبة مع مشروب محلّى يحتوي إما على السكر وإما على التحلية الصناعيّة، فإذا تم تقديم المشروب مع السكر في وجبة الإفطار، يتلقّى المشارك عندها المشروب المحلى صناعيّا عند الغداء. أتاح ذلك للباحثين معرفة ما إذا كان هناك أي فرق بين عمليّة التمثيل الغذائي للوجبة التي يتمّ دمجها بالسكّر أو تلك التي تقدّم من دون سكر.
وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد أن تمت مراقبة الأشخاص المشاركين في الدراسة لمدة 4 ساعات بعد وجبتي الإفطار والغداء. وتمكن الباحثون خلال ذلك الوقت من تتبع كيفيّة استجابة الجسم للوجبة.
ووجد الباحثون أنّ قدرة الأشخاص على حرق الدهون أثناء تناولهم مشروب محلّى بالسكّر مع وجبة الفطور والغداء كانت أقلّ بنسبة في 8 المئة مقارنة بقدرتهم على حرق الدهون عند تقديم الوجبة مع المشروبات المحلاة صناعيّا.
وتبين لهم أن المشروبات المحلّاة بالسكّر لم تساهم في جعل المشاركين يشعرون بالشبع بعد تناول الوجبة رغم أنّها أضافت عددا أكبر من السعرات الحراريّة لأجسادهم مقارنة بنظيرتها.
وقال كاسبرسون “نتائج الدراسة توفر المزيد من الأدلة بخصوص الدور المحتمل الذي تلعبه المشروبات المحلاة بالسكر في زيادة الوزن والبدانة”.
لكن الباحثين يشددون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات على عينات تضمّ عددا أكبر من الأشخاص على مدى فترات طويلة للتأكد من صحة النتائج.