المشاهير والمؤثرون على مواقع التواصل مصدر الأخبار الرئيسي للشباب

تيك توك يصل الآن إلى 44 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا، ويحصل 20 في المئة منهم على أخبارهم من التطبيق.
الخميس 2023/06/15
فيسبوك يظل المصدر الرئيسي للأخبار بين الشبكات الاجتماعية

لندن - أفاد تقرير نشره معهد رويترز لدراسات الصحافة، أن المؤثرين والمشاهير في تيك توك يأخذون على نحو متزايد دور الصحافيين كمصدر أخبار رئيسي للشباب.

وأظهر التقرير الذي يصدر سنويا عن الأخبار الرقمية، أن عدد من يحصلون على الأخبار في البداية من موقع إلكتروني أو تطبيق تراجع بعشر نقاط منذ 2018، إذ تفضل الفئات العمرية الأصغر سنا الاطلاع على الأخبار من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو بالبحث.

ويولي الجمهور اهتماما أكبر بمشاهير ومؤثرين وشخصيات معروفة على وسائل التواصل الاجتماعي مقارنة بالصحافيين على منصات مثل تيك توك وإنستغرام وسناب شات.

وأوضح أن 55 في المئة من مستخدمي تيك توك وسناب شات و52 في المئة من مستخدمي إنستغرام يحصلون على أخبارهم من “الشخصيات”، مقارنة بـ33 إلى 42 في المئة يحصلون عليها من وسائل الإعلام الرئيسية والصحافيين على تلك المنصات، والتي هي الأكثر شعبية بين الشباب.

39

في المئة من المشتركين ألغوا أو أعادوا التفاوض على الاشتراكات في وسائل الإعلام

وأشار مدير معهد رويترز راسموس كليس نيلسن إلى أن هذا التحول قدم “تغييرًا جوهريًا أكثر بكثير” لصناعة الأخبار حتى بعد التحول من الورق إلى الرقمي منذ جيل مضى. وأفاد “وسائل الإعلام القديمة (…) تواجه الآن تحولًا مستمرًا في التكنولوجيا الرقمية مع بلوغ الأجيال سن الرشد والذين يتجنبون الاكتشاف المباشر للجميع باستثناء العلامات التجارية الأكثر جاذبية، ولا يهتمون كثيرًا بالعديد من عروض الأخبار التقليدية الموجهة نحو الأجيال الأكبر سنا واهتماماتهم وعاداتهم”.

واستندت الأرقام إلى مقابلات مع حوالي أربعة وتسعين ألف شخص في 46 دولة (لا تشمل الدول العربية)، أجريت لصالح معهد رويترز لدراسة الصحافة التابع لجامعة أكسفورد البريطانية.

وقال نيلسن “ليس هناك أساس منطقي لنتوقع أن مواليد الألفية، لأنهم أصبحوا أكبر عمرا فحسب، سيفضلون فجأة المواقع التقليدية على الإنترنت ناهيك عن وسائل الإعلام عبر البث المرئي والمسموع والمطبوعات”.

وأضاف التقرير “بينما يتصدر الصحافيون الرئيسيون غالبًا محادثات حول الأخبار في تويتر وفيسبوك إلا أنهم يجهدون بصعوبة لجذب الانتباه في الشبكات الأحدث مثل إنستغرام وسناب شات وتيك توك”.

وسلط المؤلف الرئيسي نيك نيومان الضوء على أشخاص مثل البريطاني مات ويلاند الذي يناقش الشؤون الحالية والحياة اليومية على تيك توك لمشتركيه البالغ عددهم 2.8 مليون مشترك.

وقال نيومان حول المواضيع التي يتناولها إنها تمس الناس مباشرة على غرار حملة لاعب كرة القدم ماركوس راشفورد 2020 للحصول على وجبات مدرسية مجانية لأطفال العائلات الفقيرة “أو يمكن أن يكون أحد المشاهير مثل لاعب كرة قدم يتحدث عن حدث إخباري موضعي”. وأضاف، بالنسبة إلى الشباب، فإن “الأخبار” ليست مجرد تناول تقليدي لقضايا السياسة والعلاقات الدولية، ولكن “أي شيء جديد يحدث في أي مجال من مجالات الحياة: الرياضة، والترفيه، وإشاعات حول المشاهير، والشؤون الجارية، والثقافة، والتكنولوجيا…”.

Thumbnail

ويظل فيسبوك المصدر الرئيسي للأخبار بين الشبكات الاجتماعية في جميع أنحاء العالم، لكن تأثيره يتراجع، حيث قال 28 في المئة إنهم يستخدمونه للحصول على الأخبار، مقارنة بـ42 في المئة في عام 2016.

ومن المحتمل أن يعكس ذلك تحول فيسبوك بعيدًا عن مشاركة الأخبار نحو التركيز على الأصدقاء والعائلة، فضلاً عن تفضيل الشباب لمزيد من التطبيقات القائمة على الفيديو مثل تيك توك.

ويصل تيك توك الآن إلى 44 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا، ويحصل 20 في المئة منهم على أخبارهم من التطبيق، بزيادة خمسة في المئة عن العام الماضي.

والتحدي الأكبر الذي يواجه المنصات الإخبارية التقليدية هو انخفاض عدد الذين يزورون مباشرة مواقعها الإلكترونية (22 في المئة فقط، بانخفاض 10 نقاط منذ عام 2018) بدلاً من الاعتماد على روابط وسائل التواصل الاجتماعي.

ووجد التقرير أن 39 في المئة من المشتركين قد ألغوا أو أعادوا التفاوض على الاشتراكات، على الرغم من أن النسبة الإجمالية للأشخاص الذين يدفعون مقابل الأخبار في 20 دولة شملها الاستطلاع ظلت مستقرة مقارنة بالعام الماضي عند 17 في المئة. ومن النادر بصورة متزايدة أن يصل المستخدمون مباشرة إلى موقع إخباري، بل يمرون في غالب الأحيان عبر شبكة اجتماعية رغم ما يتضمنه ذلك من مخاطر تضليل إعلامي.

غير أن الصحافية الفيليبينية ماريا ريسا الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 2021 انتقدت هذا التقرير الذي يمثل أداة مرجعية لتحليل التحولات في قطاع وسائل الإعلام.

ونقضت ريسا المنهجية المتبعة في التقرير الذي يضع مؤشرا للثقة في وسائل الإعلام لكل بلد على حدة.

5