المسيحيون يحتفلون بـ"أحد الشعانين" بسعفة نخيل

شهدت احتفالات المسيحيين في لبنان ومختلف الدول العربية بـ”أحد الشعانين” حضورا محتشما بالكنائس والشوارع، حيث حرص أغلب المحتفلين على متابعة المراسم للعام الثاني على التوالي من منازلهم عبر التلفزيون والمواقع الاجتماعية بسبب إجراءات الوقاية من كورونا.
بيروت - احتفل الأحد المسيحيون في لبنان وعدد من الدول العربية ممن يتبعون التقويم الغربي بـ”أحد الشعانين” عبر الصلاة بالكنائس وطقوس أخرى مع مراعاة تدابير مكافحة فايروس كورونا.
و”أحد الشعانين” هو الأحد الأخير قبل عيد الفصح الموافق للرابع من شهر أبريل المقبل، حيث يحيي فيه المسيحيون ذكرى دخول “المسيح عيسى عليه السلام إلى مدينة القدس”.
وتجمعت العائلات المسيحية بهذه المناسبة منذ الصباح الباكر في باحات الكنائس للمشاركة في القداديس التي تليها “الزياح” (مسيرات راجلة حول الكنائس).
وأقام عدد ضئيل لا يتجاوز 17 شخصا الصلوات ورددوا التراتيل بكنيسة منطقة “فرن الشباك” شرقي العاصمة بيروت، حاملين الشموع وسعف النخيل.
وتكرر نفس المشهد في كنائس القرى الجنوبية للبلاد، حيث أقام المسيحيون صلواتهم بمنطقة صيدا مع مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي للسنة الثانية جراء تفشي كورونا.
وقامت بعض الكنائس في صيدا ببث القداديس الخاصة بهذه المناسبة عبر منصات التواصل الاجتماعي، فيما سمح لـ15 شخصا فقط بالمشاركة في القداديس بكنيسة بلدة “بحمدون” (وسط).
وفي مدينة زحلة (وسط)، ارتدى معظم المصلين الكمامات، فيما لم تتجاوز مدة القداس النصف ساعة.
واقتصرت القداديس على مشاركة نحو 30 في المئة من القدرة الاستيعابية للكنائس، فيما تابع عدد كبير من المؤمنين القداديس الاحتفالية عبر شاشات التلفزيون أو مواقع التواصل الاجتماعي.
وشدد الكهنة في عظاتهم على معنى الشعانين، ودعوا إلى المحبة والإيمان والصلاة من أجل لبنان لكي تزول الأزمات الاقتصادية والمعيشية والسياسية والصحية التي يتخبط بها شعبه، متمنين العودة تدريجيا إلى الحياة الطبيعية وإحياء الطقوس والأعياد.

ووفقا لوكالة الأنباء اللبنانية، بعد الإنجيل المقدس في قضاء البترون قال راعي الأبرشية المارونية المطران منير خيرالله الذي ترأس قداس الشعانين في كاتدرائية مار اسطفان “في استقبالنا لك هذه السنة، أيها الملك يسوع، تحت تأثير وباء كورونا والأزمات والمآسي المتراكمة، نحمل مع أغصان النخل والزيتون همومنا وآلامنا وآمالنا بعودة الدولة والأمن والازدهار”.
وفرض الوباء العام الماضي على المحتفلين بـ”أحد الشعانين” الالتزام بمنازلهم، حيث خلت الكنائس من زوارها ونقلت الصلوات والمراسم عبر شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب إحصائيات دولية، يشكل المسيحيون في لبنان 30.6 في المئة من إجمالي السكان (4 ملايين داخل البلاد و16 مليونا خارجها)، فيما تبلغ نسبة المسلمين 69.4 في المئة، بين سنة وشيعة.
وأقيمت القداديس والزياحات وزينت الكنائس بالشموع وسعف النخيل من قبل الطوائف المسيحية من العالم والدول العربية.
واختلفت المشاهد في كنيسة القيامة في القدس عن العام الماضي، إذ فتحت أبوابها لاستقبال المصلين في أحد الشعانين وسمحت للمسيحيين بحضور قداس في بداية أسبوع الآلام في الموقع الذي يعتقدون أنه شهد صلب المسيح عيسى وبعثه.
وسادت أجواء احتفالية خلال عبور العشرات من رعايا الكنيسة الكاثوليكية الأبواب الخشبية الضخمة في الكنيسة التي تُسلط عليها الأضواء في أبرز الاحتفالات في التقويم المسيحي.
وأحيت كنائس الإمارات رتبة أحد الشعانين بالقداديس التي غابت عنها الزياحات ومشاركة الأطفال للسنة الثانية بسبب جائحة كورونا.
وأضاء أطفال سوريون الشموع من أمام كنيسة تاريخية في دمشق بعد أن شاهدوا القداس العام الماضي عبر شاشة التلفزيون.
ويبدأ المسيحيون الأحد ما يعرف بأسبوع الآلام ويحتفلون السبت المقبل بـِ”سبت النور” والأحد الذي يليه بأحد القيامة.