المسيحيون في غزة يشتكون.. قيود السفر تفرّق العائلات في عيد الميلاد

عدد المسيحيين في قطاع غزة يقدر بنحو ألف، معظمهم من الروم الأرثوذكس الذين يحتفلون بعيد الميلاد في يناير.
السبت 2022/12/24
ترتيبات أمنية إسرائيلية تحد من حركة التنقل

غزة - بينما يتوافد الحجاج المسيحيون من مختلف أنحاء العالم على بيت لحم والقدس والناصرة بمناسبة عيد الميلاد، ينتظر المسيحيون في غزة لمعرفة ما إذا كانت إسرائيل ستمنحهم تصريحا للسفر أم لا.

ووافقت السلطات الإسرائيلية هذا العام على سفر ما يقرب من 600 مسيحي فلسطيني من غزة، وفقا لوحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وحدة في وزارة الدفاع الإسرائيلية تتولى تنسيق المسائل المدنية مع الفلسطينيين.

لكن فلسطينيين يقولون إن حصص التصاريح التي تفرضها إسرائيل تحرم العديد من الأسر من فرصة نادرة لمغادرة القطاع والسفر معا لأن التصاريح لا تُمنح دائما لجميع أفراد الأسرة.

وقال سهيل ترزي مدير عام جمعية الشبان المسيحية في قطاع غزة "هذه معاناة، إذا الأم أو الأب أخذا تصريحا والأولاد لم يأخذوا تصريحا فهذا معناه أنه لا توجد احتفالية ولا يوجد سفر". وأوضح ترزي خلال احتفال بإضاءة شجرة عيد الميلاد في مدينة غزة في العاشر من ديسمبر الجاري أن "هذه المعاناة تحصل لعدد كبير من العائلات وتتكرر كل عام".

◙ حصص التصاريح التي تفرضها إسرائيل تحرم العديد من الأسر الفلسطينيين من فرصة مغادرة القطاع والسفر معا لأنها لا تُمنح دائما لجميع أفراد الأسرة

وفي المقابل قالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق إن تلك الاتهامات "كاذبة تماما"، مضيفة أنها رفضت نحو 200 طلب من مسيحيين هذا العام لأسباب أمنية. ويبلغ عدد سكان غزة 2.3 مليون نسمة. ويقدر عدد المسيحيين هناك بنحو ألف، معظمهم من الروم الأرثوذكس الذين يحتفلون بعيد الميلاد في يناير.

وتدير حركة المقاومة الإسلامية حماس القطاع. وبسبب المخاوف الأمنية تفرض إسرائيل قيودا على حركة الأفراد والبضائع، بالإضافة إلى الحصار البحري الذي فُرض على الشريط الساحلي المكتظ بالسكان، حيث ترتفع معدلات البطالة والفقر. كما تفرض مصر أيضا بعض القيود على طول حدودها مع القطاع.

وقال مسيحي آخر يدعى ماجد ترزي، لا تربطه قرابة بمدير عام جمعية الشبان المسيحية رغم تشابه اللقبين، "أنا تحصلت على تصريح وزوجتي لن تتحصل عليه، وابني أيضا لن يتحصل على تصريح، وبالتالي لن أقدر على السفر والتمتع بعيد الميلاد في بيت لحم".

أما بالنسبة إلى الصحافي سامر حنا فالوضع معكوس، إذ لم يستطع الحصول على تصريح على مدى 15 عاما لأسباب أمنية، بينما يمكن لزوجته وطفليه السفر.

وقال حنا "سيغضبون إذا سافروا دون أن أكون معهم، وإذا بقوا في غزة فسيحسّون بأن بقاءهم كان لأجل أبيهم، لكنهم يرغبون في أن يكونوا موجودين في الضفة الغربية أو في القدس حتى يحتفلوا بشكل أكبر. طبعا هذا أكيد يؤثّر في نفسيتي بشكل كبير".

وعلى الرغم من أن مدينة بيت لحم لا تبعد سوى 90 دقيقة بالسيارة، إلا أن منعه من السفر يحول دون لقائه بأقاربه وأصدقائه في الضفة الغربية. وقال "أنا في بلدي لما أنتقل من غزة إلى بيت لحم تبعد عني ساعة ونصف الساعة بالسيارة، وألتقي مواطنين من كل أنحاء العالم هناك، يذهبون إلى بيت لحم بكل سهولة ومرونة وأنا وأطفالي وعائلتي لا نستطيع ذلك مثلهم، هذه مشكلة كبيرة".

2